قرحة بورولي مرض جلدي تسببه بكتيريا المتفطرة المقرحة Myobacterium ulcerans. تظهر في البداية على شكل انتفاخ صغير يختلط تشخيصه مع عضات الحشرات، ثم تبدأ الانتفاخات بالتضخم وتصبح طريةً، تتحول بعدها إلى قرحة مشابهة للآفات المشاهدة في الجذام، وتسبب تخرب الجلد بفعل ذيفان الميكولاكتون الذي تفرزه هذه البكتيريا.

يتمثل حجر الأساس لعلاج هذه المشكلة في التشخيص المبكر واستخدام المضادات الحيوية.

أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة قرحة بورولي العالمية عام 1998 بهدف زيادة الوعي حول حالات هذا المرض، وتقييمها على المستويات المحلية والوطنية والعالمية. وقد تجاوز عدد الحالات المرصودة 58000 حالة بين عامي 2002 و2016 حول العالم.

كيف تؤثر قرحة بورولي على الصحة؟

تتسبب قرحة بورولي بتثبيط المناعة، وهي سامة للجلد، إذ تسبب القرحة آفات جلدية متقرحة مزمنة تقتل الخلايا الجلدية. يوجد من البكتيريا المسببة لها عدة سلالات، وتكون قادرةً على التطور إلى سلالات مختلفة تتباين في طرق نقلها للعدوى.

ينبغي تدبير قرحة بورولي بسرعة، لأن عدم علاجها بالمضادات الحيوية قد يؤدي إلى حدوث تشوهات واضطرابات دائمة، قد تتضمن:

  •  تشوهات جلدية.
  •  صعوبة في الحركة وعجزًا وظيفيًا.
  •  انتقال العدوى إلى العظام، وتوسع الآفة الجلدية.

الأعراض:

تكون الآفة في بدايتها غير مؤلمة، ويظن المصاب أنها مجرد عضة بعوضة. قد تبقى الآفة على حالها فترةً طويلة، وقد تتحول مع مرور الوقت إلى قرحة، تبدأ الأعراض بعدها بالظهور.

بعد مرور شهر إلى شهرين يتغير شكل الانتفاخ، وقد يتغير شعور المريض به. تتضمن التظاهرات:

  •  تورم الجلد.
  •  أذية الجلد والأنسجة المخاطية.
  •  توسع التقرحات.

مع تطور التقرحات قد تظهر أعراض أخرى حول الآفة. تشكل القرحة قشرةً على سطحها لا تلتئم بمفردها، وإنما تتفكك وتنحل ضمن القرحة، التي تتابع بدورها النمو بوجود العدوى أو بغيابها.

قد تكون القرحة غير مؤلمة، وقد تكون مؤلمةً عندما تترافق مع العدوى. تسبب العدوى عند حدوثها ظهور أعراض قد تتضمن:

  •  الحمى.
  •  التورم.
  •  تسمكات حلدية مسطحة.
  •  آلامًا موضعية.

الأسباب:

سجلت أول حالة قرحة بورولي في أستراليا عام 1930، تلاها تسجيل حالات إصابة بهذا المرض في أكثر من ثلاثين دولة حول العالم.

تسببها متفطرات غير نموذجية تسمى المتفطرات المقرحة، تضم هذه العائلة البكتيريا المسببة لمرضي السل والجذام. وهي حالة غير معدية بين البشر، لكنها قد تصيب كافة الأعمار، وقد تسبب في الحالات الشديدة آفات جلدية دائمة إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب.

ما زال سبب انتقال العدوى الرئيسي إلى البشر مجهولًا. لكنها قد تنتقل بطرق عدة، مثل عضات البعوض، وتشكل بعض الحيوانات كالأبوسوم والفئران حيوانات مضيفة محتملة أيضًا.

يوجد احتمال لإمكانية نقل العدوى إلى البشر عبر الحشرات الموجودة في الماء، لكن لم نجد أدلةً ترصد نقل حيوان موبوء لهذا المرض إلى البشر. وانتهت التجارب المخبرية في أستراليا إلى معرفة أن الأحصنة وخرفان الألبكة والكوالا والأبوسوم والكلاب قد تصاب بقرحة بورولي.

التشخيص:

يجرى التشخيص في المختبر، ويعتمد على فحص مسحة مأخوذة من قاعدة القرحة المتنخرة، والتأكد من وجود بكتيريا المتفطرة المقرحة فيها.

سيتحرى الطبيب بعد التشخيص عن حياة المصاب، ومكان إقامته وأماكن سفره مؤخرًا للتأكد إن كان قد توجه إلى منطقة موبوءة. وقد يطلب إجراء خزعة من الآفة لفحصها.

يعد التشخيص المبكر إلى جانب المعالجة الهجومية الفعالة خطوةً ضرورية لتقليل كمية النسيج الجلدي المفقود، وسيساعدان على تسريع وقت شفاء القرحة أيضًا.

العلاج:

توصي منظمة الصحة العالمية بخطة علاجية لتدبير المصابين بقرحة بورولي بعد التأكد من تشخيصها. قد تتضمن:

  •  المضادات الحيوية: الخيار الأفضل لتدبير الآفات الصغيرة، تساعد عند تطبيقها باكرًا على حماية الجلد وتسريع عملية شفائه.
  •  الجراحة: تجرى في حالات الأذية الجلدية الشديدة، وتتضمن إزالة النسيج الميت، إضافةً إلى تغطية العيوب الجلدية وإصلاح التشوهات.
  •  ارتداء الثياب المناسبة: مجموعة من التدابير الوقائية كارتداء قفازات عند إجراء أعمال البستنة، وارتداء قمصان بأكمام طويلة بهدف الحماية من الإصابة بجروح أو خدوش. ويوصى عند الإصابة بجروح بغسلها جيدًا لمنع وصول البكتيريا إلى مجرى الدم.
  •  التعرف السليم على الآفة: قد يختلط التشخيص أحيانًا مع الدمامل والأورام الشحمية والسل والالتهابات الفطرية. قد يطلب الطبيب إجراء استقصاءات مخبرية مثل تفاعل سلسلة البوليميراز والاختبارات المجهرية وتشريح النسج المرضي وفحوصات الزرع للتعرف على قرحة بورولي وعلاجها.

عوامل الخطر:

أبرزها تعرض الجلد لأذية مستمرة ومتكررة. إضافةً إلى التندب الشديد، والتورم الناجم عن احتباس السوائل، وصعوبة تحريك المفاصل.

قد يشمل الضرر الناجم عن قرحة بورولي 15% من سطح الجلد، وقد يصاب المريض بعدوى أخرى جديدة. قد تتضمن الاختلاطات أيضًا انتشار الجروح إلى أماكن أخرى من الجلد، وأخطرها هو وصول العدوى إلى العظام. وقد تؤدي على المدى الطويل إلى حدوث عجز وتشوه دائم.

اقرأ أيضًا:

لا أحد يعلم كيف يمكن إيقاف هذا المرض الآكل للحم في أستراليا

الجذام: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رضوان مرعي

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر