كوكب الأرض يكشف المزيد من أسراره، وهذه المرة سر المياه!


كشف باحثون من جامعة فلوريدا النقاب عن احتمال أن يحمل معدنُ البروسايت المتمركز في أعماق باطن الأرض الإجابةَ على السؤال المتعلق بكمّية المياه المخزونة في كوكب الأرض.

إذ كشفت الورقة البحثية التي نشرها الباحثون في دورية “منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم” عن تواجد المياه في أجزاء أكثر عمقًا في باطن الأرض مما تصوّره الباحثون سابقًا.

يذهب القائمون على الدراسة إلى أنّ المياه تُخزّن وتنتقل عبر الضغط العالي المتعدد الأشكال لمعدن البروسايت ضمن عمقٍ يقدره الباحثون بحدود 400-600 كم عن سطح الأرض، إذ اعتقد العلماء سابقًا أنّ البروسايت غير مستقرّ من الناحية الحرارية في باطن الأرض، الأمر الذي يضع الباحثين أمام مصاعب جمّة، وهو ما عبر عنه الباحثون بقولهم: “لم نكن نعتقد بإمكانية أن يُخَزّن الماء عبر معدنٍ حاوٍ للمياه كالبروسايت في أعماقٍ كهذه، وهو ما أدركناه حاليًا، ونحن نسعى لمعرفة كمية المياه التي يمكن خزنها بفاعلية ضمن هذا المعدن.”

توصل العلماء بناءً على الدراسات التجريبية للضغط العالي إلى أنّ المعادن الناقلة للمياه كالبروسايت تتصف بمحدودية استقرارها، إذ تتفكك هذه المعادن في أعماق الأرض ليتحرر الماء الذي يُعاد تدويره إلى سطح الأرض عبر النشاط البركاني.

ولكن يتّضح من الاكتشاف الحالي لميزة تحمّل الضغط العالي لمعدن البروسايت إمكانية أن ينتقل الماء إلى أجزاء عميقة من الأرض من دون أن يتفكك المعدن الحاوي لها.

وعن إكتشاف هذا المعدن يعبّر أحد الباحثين المشاركين بالقول:” اضطررنا لإجراء حسابات ميكانيكية – كمية على آلاف البُنى المحتملة حتى تمكنّا من التوصل إلى المعدن الذي نتحدث عنه الآن، إذ أنّ من الجدير بالاهتمام أن يقدّم معدنٌ مدروسٌ بشكلٍ جيد كالبروسايت ما يثير الدهشة”.

للماء دورٌ هامّ في الحفاظ على النشاط الأرضي الجيولوجي تحت سطح الأرض.

إذ يعمل العلماء لسنوات لتحديد مقدار مياه المحيطات الراكدة في غشاء الأرض وقشرتها.

“وللماء تحت سطح الأرض نفس الأهمية التي له على سطحها، وهدفي أن أعرف مقدار المياه المخزونة في أعماق سطح الأرض، فلو جف باطن الأرض لانتهى كوكب الأرض نظرًا لانتهاء النشاط الجيو ديناميكي للكوكب” بحسب تعبير أحد الباحثين.


ترجمة: علي حميد
تدقيق: جعفر الجزيري
المصدر الاول
المصدر الثاني