كوكبٌ خارجيٌّ قريب من الأرض قد يكون قابلًا لاستقبال الحياة.

توصّلت دراسة حديثة إلى أنّ الكوكب «Ross 128b» الواقع على بُعد 11 سنة ضوئيّة فقط من كوكبنا، من الممكن أنْ يكون عالمًا صخريًّا معتدل الحرارة.

قال الباحث الرّئيسيّ دييغو سوتو من ريو دي جانيرو في البرازيل: «على الرّغم من أنّ الكوكب ليس مطابقًا للأرض، ولا زال هناك الكثير ممّا نجهله عن نشاطه الجيولوجي، فقد تمكنا من استنتاج أنّه كوكب معتدل يمكن أن يحوي ماءً سائلًا على سطحه»..

لقد أثار الكوكب اهتمام علماء الأحياء الفلكيّة منذ اكتشافه في العام الماضي.

ويبدو أنّه يدور في منطقة تبعد عن نجمه المضيف مسافةً تجعله صالحًا للسّكن، كما أنّها قد تكون سببًا في احتواءه على مياهٍ سائلةً على سطحه.

«الكوكب يدور حول نجم قزم أحمر قاتم، لذا فإنّ المنطقة الصّالحة للحياة قريبة جدًّا من هذا النّجم، إذْ يُكمل الكوكب دورة واحدة كاملة كل 9.9 يوم من أيّام الأرض».

تُشير التّقديرات الأوليّة أيضًا إلى أنّ كتلة الكوكب تُقدّر كحدّ أدنى بحوالي 1.35 ضعفًا من كتلة الأرض، وبالتّالي لديه احتمال جيّد ليكون كوكبًا صخريًّا مثل كوكبنا تمامًا.

الدّراسة الجديدة لن تُخمد هذا الحماس..

إذْ قام الباحثون بتحليل النّجم الأمّ للكوكب، والمعروف باسم «Ross128»، معتمدين على «APOGEE» وهي تجارب لأداة طيفيّة مثبتة على تلسكوب في نيو مكسيكو.

فقد أوضحت مُعدّة الدراسة جوانا تسكي من معهد كارنجي للعلوم في واشنطن: «أنّ قدرة APOGEE على قياس ضوء الأشعّة تحت الحمراء القريبة كانت أساسيّة في هذه الدّراسة عندما كان النّجم في أوج إشعاعه».

وسمح لنا ذلك بفهم بعض الأسئلة الأساسيّة حول الكوكب الشّبيه بالأرض.

كشفت بيانات APOGEE عن وفرة بعض العناصر الرّئيسيّة في النّجم، بما في ذلك الكربون والأكسجين والمغنيزيوم والحديد.

ولأنّ النّجوم والكواكب الّتي تدور حولها تنشأ من نفس تشكيل المواد الخام، فإنّ هذه المعلومات تكشف عن بعض الخصائص الأساسيّة حول الكوكب أيضًا.

فعلى سبيل المثال، تُشير تلك الكميّات الوافرة إلى جانب كتلة الكوكب المعروفة بحدّها الأدنى إلى أنّ نصف قطر الكوكب أقل من 1.7 مرّة من نصف قطر الأرض.

وإذا تمّ تجاوز هذه العتبة يكون للكوكب غلاف جويّ غازيّ، ما يرجح أنّ الكوكب صخريّ.

إضافة إلى ذلك، يشير معدّل نسبة الحديد إلى المغنيزيوم الخاصّ بالنّجم إلى أنّ نواة الكوكب أكبر من نواة الأرض.

كما حدّد الفريق درجات الحرارة بالقرب من سطح النّجم والّتي تبلغ حوالي 5400 درجة فهرنهايت (3000 درجة مئويّة).

وقد استخدم الباحثون هذه المعلومات مع نصف قطر الكوكب والمسافة المداريّة التي تفصله عن النّجم لمعرفة مقدار الطّاقة النّجميّة الّتي يتلقّاها الكوكب، وبالتّالي درجة حرارته المحتملة.

خلصت النّتائج إلى أنّ درجة حرارة الكوكب الوسطيّة تُقدّر بحوالي 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية).

لكن هذه الأرقام ليست مطلقة ودقيقة، إذْ أنّ درجات حرارة الكواكب تعتمد بشكل كبير على تكوين وسماكة طبقات غلافها الجوي.

لكنّ طبيعة الهواء على الكوكب لازالت لغزًا غير معروف…


  • ترجمة: حبيب بدران
  • تدقيق: سهى يازجي
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر