معظم تحذيرات الابتعاد عن تناول الملح أو التقليل من كميته تكون بهدف الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ولكن دراسةٌ حديثةٌ اقترحت سببًا آخر، لطالما توقعنا أن الأطعمة المالحة تدفعك لتناول المزيد من الطعام ربما لأن مذاقها لذيذ.

فعلى سبيل المثال إن الكمية التي تتناولها من المكسرات المالحة أكبر من الكمية التي تتناولها من المكسرات العادية، لكن هذه الدراسة الأخيرة وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام.

النظام الغذائي المالح يفتح الشهية:

أُجريت هذه الدراسة على مجموعة من رواد الفضاء الروس الذين كانوا يعيشون في كبسولةٍ فضائيةٍ كتدريب، على مدار سنةٍ قام الباحثون بتغيير كمية الملح في الوجبات الغذائية لرواد الفضاء، في البداية اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض الصوديوم حوالي 2300 ملغ يوميًا، ثم قاموا بزيادة الكمية حتى 3500 ملغ وعادوا وزادوها حتى وصلت إلى 4800 ملغ من الصوديوم يوميًا وعلى الرغم من تناول الملح بقيت مستويات السعرات الحرارية كما هي.

وجدت دراسةٌ موازية قام بها نفس الباحثين على الفئران أن زيادة الصوديوم في الوجبة الغذائية يسبب زيادة تناول الطعام، الشيء الغريب الذي لاحظه الباحثون عند كلٍّ من الرجال والفئران أنه كلما زاد استهلاك الملح زاد إنتاج البول على الرغم من شربهم كمياتٍ أقل من الماء.

كيف يتخلص الجسم من الملح؟

يعمل الجسم على زيادة إنتاج البول كي يتمكن من التخلص من الصوديوم الإضافي، وقد علمنا على مدى 50 سنةٍ ماضية أنه عند تناول الناس كمية من الملح يشعرون بالعطش، وبالتالي يتناولون كميةً زائدةً من السوائل ثم تُطرح هذه السوائل عن طريق البول مما يساعد على تدفق الصوديوم خارجه.

وهذا هو سبب وجود وعاءٍ من الكعك المملح في البارات، فعند تناولها تشعر بالعطش وبالتالي تطلب المزيد من الشراب، وضمن هذه الدراسة فإن تناول المزيد من الملح لم يسبب العطش بل على المدى الطويل جعلهم أقل عطشًا، وعلى الرغم من شرب كمياتٍ أقل من الماء إلا أن كمية البول المطروحة زادت.

فمن أين أتت هذه السوائل الزائدة ؟

لقد تبين أن الإنسان والجمل متشابهان من حيث القدرة على إنتاج الماء من خلال كسر وتحطيم الدهون والأنسجة العضلية، فعند تناول كميةٍ كبيرةٍ من الملح تزداد مستويات هرمون glucocorticoid” ” في جسمك؛ مما يؤدي إلى تحطيم الدهون وينتج عن ذلك الماء الذي يساعد على التخلص من الصوديوم الزائد، وعملية الاستقلاب هذه تحرق المزيد من الحريرات مما يجعلك تشعر بالجوع.

ربما تتساءل، هل تناول المزيد من الصوديوم يُعتبر وسيلةً جيدةً لإنقاص الوزن؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعلها وسيلةً غير جيدة بسبب هرمون “”glucocorticoid، الذي يحطم النسج العضلية أو الدهون وليس هذا ما تريد خسارته، فالمستويات العالية منه ترتبط بزيادة خطر وهشاشة العظام وداء السكري من النمط الثاني.

مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: أريج علي.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر