كيف تقي نفسك من سرطان المستقيم والقولون؟


حدد باحثوا مؤسسة مايو كلينيك وفريق من العلماء المتعاونين معهم من كافة أنحاء البلاد الفعالية المقارنة لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs), الأسبرين ومستحضرات متعددة في الوقاية من نكس الورم المتقدم (اللحميات التي تكون بداية لسرطان القولون والمستقيم) بعد إزالة اللحمية.

وفقا لمؤسسة بحوث السرطان العالمية (The World Cancer Research Fun), إن سرطان المستقيم والقولون هو ثالث أكثر السرطانات شيوعًا في العالم. في الولايات المتحدة, أكثر من ثلث الناس الذين يصابون بسرطان المستقيم والقولون سيموتون من هذا المرض, مع كون معظم هذه السرطانات تنشأ ورم متقدم (يعرف أيضًا بالورم الغدي المتقدم أو البوليبات الغدية).

 

 

يبين فريق الباحثين في دراستهم المنشورة هذا الشهر في مجلة (The BMJ), أنه بالنسبة لمعظم المرضى, مضادات الالتهاب غير الستيرويدية اللاإسبرينية (مثل الإبوبروفين-ibuprofen) تعمل بشكل أفضل من الأسبرين أو مجموعة من المستحضرات الغذائية في الوقاية من نمو الورم الغدي المتقدم.أشار الباحثون لأنه نظًرا لكون معظم سرطانات المستقيم والقولون تنشأ من هذه البوليبات, الوقاية منها هو وسيلة جيدة من أجل الوقاية من سرطان المستقيم والقولون.

«تقريبا 85% من كل سرطانات المستقيم والقولون يعتقد أنها تنتج عن بوليبات غدية غير معالجة» كما يقول حسان مراد , عالم الوبائيات السريرية والطبيب المختص في الطب الوقائي في مؤسسة مايو كلينيك, وأحد مُعدّي الدراسة. «إذا استطعنا إيجاد طريقة لإيقاف نموها, يمكننا أن نمنع حدوث معظم هذه الحالات».

«نعلم أن الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الاستيرودية الأخرى تملك تأثيرًا واقيًا, وأن عددًا من المستحضرات الغذائية تمت دراستها لفاعليتها في الوقاية من السرطان، مالم نعرفه هو المقارنة بينها».

 

 

أجرى الفريق تحليلًا بعديًا (meta-analysis) (وهي طريقة بحث إحصائي تتضمن دمج البيانات من عدة دراسات للحصول على ملاحظة وحيدة مؤكدة) لبيانات تجارب سريرية من 15 تجربة عشوائية, ومراجعة معلومات من 12234 مريض. تضمنت هذه الدراسات علاجًا مرتفعَ الجرعة ومنخفض الجرعة بالأسبرين, والكالسيوم, وفيتامين د وحمض الفوليك, وقارنتهم كل منها بمفرده ضمن مزائج متعددة.

بيّن د.مراد وزملائه أن مضادات الالتهاب غير الاستيرودية اللاأسبرينية أفضل من كل العلاجات الأخرى التي قورنت به من أجل الوقاية من نكس البوليبات الغدية على مدى 3-5 سنوات تالية للإزالة الأولية للبوليب. على أي حال, بسبب بعض المخاطر الصحية لمضادات الالتهاب غير الاستيرودية اللاأسبرينية, فقد لا تكون الخيار الأفضل للجميع.

كان للأسبرين نتائج مماثلة تقريبا, مع مخاطر إضافية أقل بكثير. نوّه د.مراد وزملاؤه أنه على الرغم من كون الأسبرين بجرعات منخفضة صنف ثانيا في القدرات الوقائية, فإن تغلب الفوائد على المخاطر قد تكون مفضلة للعديد من المرضى.

 

 

«من المهم أن المرضى والأطباء يملكون قرارًا من أجل المخاطر والفوائد المتنوعة لأي دواء أو علاج آخر» كما يقول د.مراد. «بينما قد يحتوي البحث المنشور اكتشافات واعدة, هي عبارة عن معلومات عامة, وكل فرد مختلف عن الآخر. لذلك ستكون العناية خاصة بكل فرد».


ترجمة : عبدالمنعم نقشو
تدقيق: محمد نور
المصدر