السّهولة والأريحيّة التي تضفيها الإبتكارات التّكنولوجيّة على حياتنا قد تنسينا أحيانًا كيف تعمل هذه التّكنولوجيا على أبسط المستويات.

كلّنا يعرف أنّنا نرتبط بشبكة الإنترنت عبر آليّة ما تربط بين جهاز الحاسوب النّقال (أو الهاتف) وبين ذلك الجهاز الصّغير في طرف الغرفة.

ربّما بعضنا يعرف ودرس عن الموجات التي تنقل المعلومات بين الأجهزة.

ولكن ماذا لو كان بإستطاعتنا رؤيتها؟

كيف سيبدو العالم لو كان بإستطاعتنا رؤية موجات الـ WiFi؟

إشارات الـ WIFI تُحيط بنا في كل مكان .. تُحيط بك وبجهازك الذي تقرأ مِنه .. لكن هل تخيّلت يوماً .. ما هو شكلها؟ في البداية يجب أن نعرف بعض الأشياء عن الأطوال الموجية والطيف الكهرومغناطيسي.

لا يُمكن للإنسان ان يَرى سِوى مدىً قصيرٍ من الطيف الكهرومغناطيسي – مجموعة تُقدّر بـ 310 نانومتر فقط، يُمكن لبعض الحيوانات الأُخرى أن ترى الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، ولكن لا أحد منها يمكنه أن يرى موجات الـ WIFI.

تخيّل لو إستطعنا فِعل ذلك!

هذا ما أراد معرفته الفنّان نيكولاي لام، الذي اجتمع مع الدّكتور براونينج فوجيل (المتخصّص في علم الأحياء الفلكيّة، والذي عمل سابقًا في ناسا) ليُنتجا معًا مجموعة من الصّور التي قد تُسهّل علينا تصوّر كيف تعمل هذه التّكنولوجيا في الخفاء.

يُسميّ هيرنان هذه الصور بـ “الأشباح” لأنها تُذكرّه بالأشباح .. فهي موجودة حولنا -على حسب قوله- ولكنّنا لا نستطيع رؤيتها بالعين البشريّة.

وأضاف هيرنان: “أردت أن أجد وسيلة لإظهار الموجات اللاسلكية التي من حولنا وأيضا لإظهار كيف تتغير .. فمن بنية تحتية هشة ومتقلبة من المستحيل أن نحمل التكنولوجيات الرقمية لدينا معا، وتشكل الطريقة التي نتفاعل مع العالم الرقمي.

سوف يساعدنا ذلك على تلافي أخطاء تشكيل وانتشار وقوة مدى هذه الموجات .

إغلاق باب بالخطأ، قد يجعل غرفة نومنا خالية من الـ WIFI”.

وقال أيضاً “هناك طريقة لإكتشاف هذه الموجات لمستخدمي هواتف أندرويد.

وأنا أحب مشاركة الناس الآخرين وخلق الصور الخاصة بهم باستخدام التطبيق”، فقد اعتدت عليه كجزء من معرض لأعمالي، حيث أننا علقنا الهواتف النقالة من السقف وقد أظهرت كيف كانت قوة الإشارة متفاوتة كلّما تنقل الناس في جميع أنحاء الغرفة.”

بقول هرنان، وهو طالب دكتوراه في جامعة نيوكاسل – المملكة المتحدة، انه إستطاع تكوين خرائط إشارات لاسلكية في الغرفة باستخدام ما يسميه جهاز Kirlian Device .. ثم انه يحوّل الإشارات إلى ألوان .. يتم تحويل أقوى الإشارات إلى اللون الأحمر، والإشارات الأضعف إلى اللون الأزرق.

هذه الصّور التي اخترناها بالذّات توضّح مبدأ مركزي: قوّة الإشارة (أو الـ Amplitude) تتناسب طرديًا مع قربها من المصدر (في هذه الحالات جهاز التّوجيه أو المودم المتواجد فرضًا على يمين الصّورة).

الإشارة في الصّور هي إشارة مثاليّة، في الواقع ربّما يكون هنالك آلاف الإشارات في إتجاهات مختلفة، كما أنّها لن تكون بهذا الإكتمال.


  • تحرير: أحمد عزب

المصدر