كيف يؤثر المزاج على العادات الغذائية؟ علماء يحاولون قياس هذا التأثير
وجد العلماء طريقة لمعرفة بماذا تشعر عندما تتناول الوجبات الخفيفة أو الأساسية
يكذب الكثير منا أو لا يستطيعون تذكر ماذا أكلوا عند سؤالهم عن عاداتهم الغذائية، وهذا يصعب مهمة الأطباء والباحثين لإرشادنا إلى حميات وسلوك أفضل.
ولكن ماذا لو كان هناك طريقة تمكنهم من مراقبتنا؟
تختبر دونا سبروجيت ميتز (Donna Spruijt-Metz) المديرة الصحية في مركز USC)) للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية وفريقها طريقة مبدعة لمعالجة السمنة: أجهزة تقيس المزاج والسلوكيات الغذائية بدلًا من التركيز على الحمية.
تقول سبروجيت ميتز: «الطلب من الأشخاص تذكر ما تناولوه من طعام في ثلاثة أيام هو المعيار الذهبي لقياس الطعام المُتناول. ولكن لا نستطيع قياس كمية الطعام التي تناولها الفرد بدقة. حقيقةً، لا نملك أي فكرة عما يتناوله الناس لأنهم إما يكذبون أو لا يتذكرون».
في عام 2015 تسلمت سبروجيت ميتز وزملاؤها جون ستانكوفيتش (John Stankovic) وجون لاش (John Lach) من جامعة فيرجينيا، وكايلا دي لا هايا (Kayla de la Haye) من مركز (USC) 1.7 مليون دولار كهبة من المؤسسة الوطنية للعلوم لدراسة السمنة والعادات الغذائية للإناث من خلال أجهزة صحية.
تسمى طريقة مراقبة المزاج والغذاء M2FED)) والتي تمكّن الباحثين من اكتشاف السلوكيات الغذائية والاستجابات العاطفية للمشاركين في الدراسة. يهدف الباحثون إلى تطوير تدخل فوري لإيقاف السلوكيات الغذائية غير الصحية وتقليل السمنة؛ والتي تصيب أكثر من ثلث البالغين و17% من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة طبقاً للإحصائيات الصحية الفيدرالية.
انسَ قياس كمية الغذاء الذي تتناوله!
تقول سبروجيت ميتز: «كمتخصصة في السلوكيات، بدأت التفكير في أننا نعلم أن سلوكياتنا تؤثر على غذائنا، مثل المواقف على الطاولة ككونك غاضب أم لا أو مكتئب، أو لا يروق لك ما تقوله والدتك. نستطيع الآن قياس ذلك بدقة عن طريق حساسات. انسَ قياس الكمية التي تتناولها».
طوّرت سبروجيت ميتز وفريق جامعة فيرجينيا قواعد رياضية لهذا النظام لتحديد مزاج المشاركين في الدراسة، وكذلك عائلاتهم اعتمادًا على البيانات الصوتية التي يتم جمعها بواسطة مكبرات صوت تتواجد في المنزل.
كما يحدّد النظام السلوكيات الغذائية اعتمادًا على إشارات من ساعة ذكية توضع حول المعصم. الأجهزة مبرمجة لتحسين دقتها مما يمكّن الباحثين من زيادة دقة المراقبة مع كل استخدام.
تقول بروك بيل (Brooke Bell) المرشحة للدكتوراه في السلوكيات الصحية في كلية الطب بكيك والمنخرطة في المشروع أن أفراد الأسرة المشاركين في الدراسة ارتدوا الساعات الذكية حول معاصمهم. حساسات الجهاز تلتقط حركات المعصم لاكتشاف السلوكيات الغذائية للفرد، متضمنةً متى وكم المدة وما هي السرعة التي يتناولون بها الطعام.
تقول بيل: «نضع أيضًا حساسات صغيرة حول المنزل لمعرفة أين يتواجد الشخص».
تعمل رايو الباحثة المساعدة في المشروع على تنقية البروتوكولات التي ستساعد الفريق على فهم ديناميكيات تناول الطعام لدى الأسرة. إنها تراقب مشاعر أفراد الأسرة في جلسات مدتها من 15-20 دقيقة، تقوم خلالها الأسر بمناقشة مواضيع من اقتراحها أثناء تناول الطعام. تقول رايو أنها تدخل الرموز إلى (Noldus Observer XT) وهو برمجة الجهاز التي تقوم بتتبع الحالات المزاجية للعائلة.
أحد المكونات الأولية لهذا النظام هو اكتشاف المحادثات والتوتر والمزاج.
تقول رايو: «أحد المكونات الأولية لهذا النظام هو تحديد المحادثات والتوتر والمزاج. هذا النظام يكتشف ويصيغ أحداث تناول الطعام ومعدّل تناول الطعام والمزاج والتفاعلات بين الأشخاص في بيئة المنزل. يتضمن النظام حساسات تلتقط الإشارات الصوتية وتحلل البيانات الصوتية للمزاج والتوتر».
المشاركين الذين كانوا تحت الاختبار هم خمس إناث وخمسة ذكور.
استطاع الجهاز قياس الحالات المزاجية التالية بمعدّل عالي الدقة:
الغضب بدقة 94.5%، القلق بدقة 95.7%، الملل بدقة 97.5%، السعادة بدقة 88.7%، الحزن بدقة 88.9%.
تقول سبروجيت أن الدراسات أوضحت أن تناول الطعام والمزاج يسيران يدًا بيد. وأن الدراسات العلمية أظهرت أن الناس يأكلون عند التوتر، كما أن الثقافة السائدة في المنزل وبين العائلة تستطيع التأثير في كيفية تناول الناس للطعام.
ترجمة: محمد السيد الشامي
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر
