كيف يؤثر الوضع الاجتماعي على الإصابة بنزلة البرد؟


أظهرت دراسة أجرتها جامعة رايس- Rice University أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة من المرجح أن تظهر لديهم أعراض نزلة البرد بشكل أكثر حِدة من المعتاد.

إذ وفقًا لدراسة أجريت من قِبل العالم النفسي من جامعة رايس كريس، فاغندس-Chris Fagundes- وطالبة الدراسات انجي ليروي -Angie LeRoy، وجِد أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة معرّضين بشكل كبير لأعراض حادة عند إصابتهم بنزلة البرد أكثر من أولئك الذين لديهم علاقات اجتماعية قوية.

تقول ليروي: »إن الوحدة تجعل الناس معرضين لخطر الوفاة المبكرة، هذا بالإضافة لخطر الإصابة بجميع أنواع الأمراض الجسدية الاخرى، ولكن لم يتم القيام بأي شيء للنظر في مرضٍ حاد، ولكن مؤقتًا سننظر في مرض نكون جميعًا عرضة له، مثل نزلة البرد«.

نُشرت الدراسة في قسم الصحة النفسية، وقد ميز الباحثون بين الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية الفعلية.

أوضحت ليروي أن هذه الدراسة تتعلق بجودة علاقاتك وليس بكميتها، فقد تكون في غرفة مزدحمة وتشعر بالوحدة، وهذا التصور هو ما يبدو مهمًا عندما يتعلق الأمر بأعراض نزلة البرد.

ولتنفيذ هذه المهمة، تم إختيار أشخاص يشعرون بالوحدة، وعزلهم، وإصابتهم بنزلة برد.

ففي الدراسة التي أجريت على 159 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 55 سنة، وحوالي %60 منهم رجال، تم تقييم صحتهم الجسدية والنفسية، ثم أُعطوا قطرات أنف تسبب نزلة البرد ثم عُزلوا لمدة خمسة أيام في غرف خاصة بهم في فندق.

بعد ذلك، تم رصد المشاركين الذين تم تقييمهم على مقياس الشعور بالوحدة ومؤشر الشبكات الاجتماعية، وبأخذ عوامل العمر والجنس والموسم والاكتئاب والعزلة الاجتماعية بعين الاعتبار، وجد أن أولئك الذين يشعرون بالوحدة لم يكونوا اكثر عرض للاصابة بنزلة البرد من الأشخاص الأصحّاء.

أمّا بالنسبة لأولئك الذين تم تقييم مستوى الشعور بالوحدة لديهم مسبقًا، ثم أصيبوا بالعدوى – ليس كل المشاركين في الدراسة – فقد سجّلوا أعراض اكثر حِدّة من الاشخاص الطبيعيين الذين لا يعانون من مشاكل تتعلق بالوحدة بحسب تقييم مؤشر الوحدة.

صرّح ليروي، بأن البحوث السابقة أظهرت أن عوامل نفسية واجتماعية مختلفة مثل الشعور بالرفض، أو الشعور بالاقصاء، أو عدم وجود روابط اجتماعية قوية مع الآخرين، تجعل الناس يشعرون بحالة سيئة جسديًا وعقليًا وعاطفيًا. لذلك، كان لدينا هذا الإطار العام للعمل عليه.

يقول فاغندس: »إن التأثير قد يكون هو نفسه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من التوتر، وعلى الأرجح ستحدث هذه الظاهرة في كل مرة تكون مريض فيها، وذلك بسبب الضغوط المصاحبة للمرض «.

واستطرد: »بسبب الضغوط والإجهاد المصاحب للمرض، فقد يكون الإستعداد مبالغًا فيه، سواء كان جسديًا أو عقليًا. في هذه الحالة، فإن الضغوط المصاحبة هي الإصابة بالمرض، أو ربما فقدان أحد المقربين، أو الإصابة بسرطان الثدي، وهي مواضيع نقوم بدراستها أيضًا«.

كما أوضح أيضًا، بأن: »ما يجعل هذه الدراسة أقرب إلى رواية هو النطاق التجريبي الضيق، فالأمر كله يتعلق بنزعة معينة (الشعور بالوحدة) وتفاعلها مع ضغوط معينة. لذلك، يجب على الأطباء أن يأخذوا العوامل النفسية بعين الاعتبار، فمن المؤكد انها ستساعدهم في فهم الظاهرة عندما يقوم شخص مريض بزيارتهم«.

وتقول ليروي: »نحن نعتقد أن هذا الأمر مهم، خصوصًا بسبب العبء الاقتصادي والمرتبط بنزلة البرد، فملايين الناس سنويًا يفوّتون عملهم بسبب المرض، وهذا له علاقة بما يشعرون به وليس مجرد تنظيف الأنف بالمنديل«.

كما قالت أيضًا بأن النتائج هي أيضًا حافز على أن تكون أكثر نشاطًا من الناحية الاجتماعية، فإذا قمت ببناء تلك العلاقات، وعملت عليها باستمرار، فعندما يصيبك المرض قد لا تكون الأعراض سيئة للغاية .


ترجمة: بشار الجميلي
تدقيق: وائل مكرم
المصدر