أصبح السفر لرؤية أضواء الشفق في قطبي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي إحدى الأمنيات التي يود الجميع تحقيقها.

لكن ما لا يعلمه الغالبية من الناس هو أن هذه الأضواء المبهرة تولّدت نتيجة أشعة كونية خطرة انعكست بفعل المجال المغناطيسي للأرض.

تعمل المجالات المغناطيسية حول الكواكب كشريط مغناطيسي.

ونظرًا لحقيقة أن المعادن تفقد خصائصها المغناطيسية في درجات الحرارة المرتفعة؛ فمن البديهي أن لا يكون الحديد الحار في طبقات الأرض الداخلية هو المسؤول عن المجال المغناطيسي حول كوكبنا.

يتولّد المجال المغناطيسي للأرض بتأثير دوران تيار كهربائي، ويحدث ذلك بالطريقة ذاتها التي يعمل بها مولد الضوء المُستخدم في الدراجات الهوائية؛ إذ يبدأ المغناطيس في المولد الكهربائي في الدوران فور البدء بالضغط على الدواسات، مولّدًا تيارًا كهربائيًا يستخدم لتشغيل الضوء في الدراجة.

يمكن لهذه العملية أن تتم بصورة معكوسة أيضًا؛ إذ يمكن توليد مجال مغناطيسي من دوران تيار كهربائي.

أما بالنسبة لكوكبنا، فيولّد التدفق المستمر للمعادن السائلة من الطبقات الخارجية للكوكب تيارًا كهربائيًا، وبفضل عامل دوران الأرض حول محورها يتشكل مجال مغناطيسي يحيط الكوكب بأكمله.

يعد المجال المغناطيسي ضروريًا للغاية لضمان استمرار الحياة على الأرض؛ فلولاه لتعرّضنا لكميات كبيرة من الإشعاعات القادمة من الشمس، فضلًا عن أن الغلاف الجوي سيتسرب بسهولة إلى الفضاء الخارجي.

من المرجح أن يكون هذا ماحدث للغلاف الجوي لكوكب المريخ؛ فالمريخ لا يولّد أي تأثيرات كهربائية لافتقاره للمعادن السائلة المتدفقة في تكوين طبقاته.

فأضحى كوكبًا ذا مجال مغناطيسي ضعيف، وغلاف جوي مبدَّد بتأثير الرياح الشمسية، فضلًا عن أنه غير مؤهل لاستقبال أي شكل من أشكال الحياة على سطحه.


  • ترجمة: آلاء أبو شحوت
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر