يؤثّر العمى على جميع الحواس ويسبب اضطراب الذاكرة.

ملخص الدراسة: عندما تفقد الفئران قدرتها على الرّؤية بعد الولادة مباشرةً نتيجة خللٍ جينيٍّ سيؤثّر ذلك بشكلٍ واضحٍ على تنظيم القشرة المخيّة والذاكرة لديها.

فبيّن الباحثون أنّه في الأشهر التالية لظهور العمى تتناقص كثافة مستقبلات النواقل العصبيّة التي تنظّم توازن التنبيه وكذلك اللازمة لترميز الذاكرة في كلّ مناطق القشرة المخيّة التي تعالج المعلومات الحسيّة، بالإضافة إلى آثارٍ كبيرة على منطقة الحُصَين في الدماغ، المنطقة التي تملك دورًا أساسيًا في عملية الذاكرة.

عندما تفقد الفئران قدرتها على الرّؤية بعد الولادة مباشرة نتيجة خللٍ جينيٍّ سيؤثّر ذلك بشكلٍ واضحٍ على تنظيم القشرة المخيّة والذاكرة، تلك هي النتيجة التي توّصّل إليها الباحثون في جامعة Ruhr-Universität Bochum في دراسةٍ نُشِرَت عبر الإنترنت في مجلة the journal Cerebral Cortex في 7 كانون الثاني ديسمبر 2018.

وقد بيّنوا أنّه في الأشهر التالية للعمى تتناقص كثافة مستقبلات النواقل العصبيّة التي تنظّم توازن التنبيه وكذلك تلك اللازمة لترميز الذاكرة في كلّ مناطق القشرة المخيّة التي تعالج المعلومات الحسيّة، بالإضافة إلى آثارٍ كبيرة على منطقة الحُصَين في الدماغ.

بعد فقدان الرّؤية تزداد حدّة بعض الحواس:

تزداد حساسية بعض الحواس تدريجيًا بعد فقدان الرّؤية، كاللمس وحدّة السمع والشمّ ما يجعل الكفيف قادرًا على استخدام هذه الحواس للتّنقل بشكلٍ صحيح والتفاعل مع البيئة على الرغم من فقدان المُدخلات البصريّة، ولكن ذلك يحتاج إلى الوقت والتدريب ليحدث.

تساعد مرونة المشابك على حدوث هذه التغيّرات في الدماغ: وهي عملية تساعد على حدوث التلاؤمات المعتمدة على التجربة، التعلّم والذاكرة.

يمكننا التّحري عن حدوث هذه التلاؤمات في الدماغ عن طريق تحليل كثافة وتوزّع النواقل العصبيّة التي تلعب دورًا كبيرًا في المرونة المشبكيّة.

تتطلب تلك التكيّفات جهدًا كبيرًا من الدماغ:

درس باحثون من(بوخوم-Bochum) ما يحدث في الدماغ بعد فقدان الرّؤية عند الفئران، ففحصوا كثافة مستقبلات النواقل العصبيّة بعد ظهور العمى وقارنوا النتائج مع نتائج أدمغة فئران سليمة، كما درسوا أداء الفئران العمياء في اختبارات الإدراك في الفراغ لفحص ذاكرة الفئران.

لاحظ العلماء أن فقدان الرّؤية كان متبوعًا في البداية بتغييرات في كثافة مستقبلات النواقل العصبيّة وخلل المرونة المشبكيّة في الحُصَين قبل أن تحدث تغييرات في القِشَر المخيّة الحسيّة.

ولاحظوا تضرر مرونة الحُصَين بشكل أكبر في الأشهر اللاحقة بالإضافة إلى تأثّر الذاكرة الفراغيّة، كما تغيّرت كثافة مستقبلات النواقل العصبيّة في القشرة البصريّة، وتعالج مناطق قشريّة أخرى المعلومات الحسيّة في ذلك الوقت.

ويقول المشرف على الدراسة دينيز ماناهان فوجان: «يحاول الدماغ تعويض الخسارة بعد حدوث العمى وذلك عبر تكثيف حساسيته للإشارات البصريّة المفقودة، ولكن عندما يفشل في القيام بذلك تبدأ الأنماط الحسيّة الأخرى بالتكيّف مع هذا الأمر وتزيد حدّتها.

وتُبيّن دراستنا أنّ عملية إعادة التنظيم في الدماغ تتمّ عن طريق حدوث التغيّرات الكبيرة في وظيفة النواقل العصبيّة المفتاحيّة في الدماغ والتعبير عنها وفي الوقت ذاته يفقد الحُصَين قدرته على تسجيل معلومات التجارب الفراغيّة».


ترجمة: رهف السّيّد
تدقيق: لبنى حمزة
تدقيق: محمد سفنجة
المصدر