لا تتنفس الأجنة داخل الرحم بالمعنى الذي نفهمه، لكن تعتمد الأجنة على تنفس الأم للحصول على الأكسجين الذي يساعدها في نمو أعضائها في طور التطور.

بعد تسعة أشهر من النمو داخل رحم الأم، يخضع الجنين لعملية انتقال جسدية معقدة ليغادر الرحم.

تُظهر الأبحاث أن هذا الانتقال هو أحد أكثر الأمور المعقدة التي يقوم بها جسمنا على الإطلاق. ومع أن الجنين يتدرب على التنفس في الرحم، لا تُستخدم الرئتان للتنفس حتى يلتقط النفس الأول خارج الرحم.

كيف تتنفس الأجنة داخل الرحم ؟

تُمكِّن المشيمة والحبل السري الجنين من الحصول على كل ما يحتاج إليه من الأم، متضمنًا الأكسجين. ينقل كل نفس تأخذه الأم الأكسجين إلى مجرى دمها، ثم تحمل المشيمة الأكسجين إلى الحبل السري ثم إلى الجنين.

ممارسة التنفس الجنيني:

خلال الأسبوع العاشر والحادي عشر من الحمل، يبدأ الجنين باستنشاق دفعات صغيرة من السائل الأمنيوسي.

يشبه هذا الاستنشاق حركة البلع، ويساعد رئتي الجنين على البدء بالتطور.

بحلول الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، يبدأ الجنين بممارسة حركات شبيهة بالتنفس وأقل شبهًا بالبلع، تتضمن انكماش الرئتين وانتفاخهما.

مع أن رئتي الجنين لا تتطوران بالكامل خلال 32 أسبوعًا، توجد فرصة جيدة للمولود في هذه المرحلة أن ينجو خارج الرحم.

تمرين التنفس علامة تطورية فارقة، تؤهل الجنين للنجاح عند صراخه الأول. تُعد رئتا الجنين ناضجة عند الأسبوع السادس والثلاثين. بهذا يكون الجنين قد أمضى أربعة أسابيع على الأقل في التدريب على التنفس.

التنفس خلال الولادة:

بعد 40 أسبوعًا من الحمل، يصبح جسم الجنين جاهزًا لمغادرة الرحم.

خلال الولادة، يتقلص رحم الأم ويرتخي، ما يجعلها تشعر بقرب قدوم الجنين. تضغط التقلصات الجنين محركةً إياه إلى وضعية الخروج من قناة الولادة، وتدفع أيضًا السائل الأمنيوسي خارج رئتي الجنين ليصبح جاهزًا للتنفس.

يزول الحاجز بين الجنين والخارج عندما يُسكَب ماء الأم، قد يتعرض الجنين للأكسجين خلال عملية الولادة، لكن ما دام الجنين مرتبطًا بالمشيمة عبر الحبل السري، فلا ضرورة أن يحاول التنفس بعد.

خلال بضع دقائق بعد الولادة، يلتقط الجنين شهيقًا حادًّا ويتنفس للمرة الأولى بنفسه. يعطي انتفاخ الرئتين الأكسجين إلى مجرى دم الجنين دون مساعدة أمه للمرة الأولى.

التنفس بعد الولادة:

تكون رئتا الجنين جاهزتين لنقله إلى الحياة، لكن لم يكتمل تطور الجهاز التنفسي بعد. ستستمر الأسناخ –الحويصلات الهوائية- في التطور بعد الولادة، وهي أكياس هوائية صغيرة في الرئتين تمكّن تبديل الأكسجين في الجسم.

يُقدَّر أن معظم الأجنة لديهم 20-50 مليون سنخ في رئتيهم عند الولادة. وعندما يبلغ الطفل 8 سنوات، سيصبح لديه أكثر من 300 مليون سنخ.

مع نمو الرئتين، تشكل الأسناخ منطقة سطحية جديدة في الرئتين، ما يمكّنهما من دعم نمو الإنسان عندما يحتاج إلى كميات متزايدة من الأكسجين.

تحيط عظام القفص الصدري بالأعضاء المهمة، وعند نمو الجنين تنمو هذه العظام لتصبح أقوى وتحمي الرئتين حمايةً أكبر. وهو جزء مهم من تطور جهاز التنفس.

عقب الولادة، يكون الجنين ضعيفًا جدًا لإخراج الهواء من جسده بسبب رقة القفص الصدري. لاحقًا سترتفع الأضلاع في الصدر لتأخذ شكل الجسد البالغ.

قد يبلع أو يستنشق الجنين في بعض الأحيان بعضًا من فضلاته لا إراديًا في أثناء الولادة، ما يُعرف بالعقي.

عندما يحدث ذلك، من المهم إخراج الجنين من الرحم بسرعة ومنحه عناية طبية. إن لم يزل العقي، قد يلوث رئتي الجنين الرقيقتين.

ما الذي يجب تجنبه في أثناء الحمل؟

من الاختلاطات الشائعة للولادة المبكرة عدم نضج رئتي الجنين بالكامل. قد يسبب ذلك التهاب رئوي أو متلازمة عسر التنفس.

لتجنب الولادة المبكرة يجب الانتباه للحمية ونمط الحياة في أثناء الحمل. يجب الحد من تناول الكافيين وتجنب المشروبات الكحولية. يجب تجنب المواد الكيميائية مثل حمض الساليسليك الموجود في بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة.

تُحدِّث منظمة الغذاء والدواء باستمرار سجلًّا بالأدوية الآمنة خلال الحمل. إذا كان أحد الأدوية الموصوفة لك على قائمة الأدوية غير الآمنة، استشيري طبيبك بشأن مخاطر الاستمرار باستخدام الدواء.

اقرأ أيضًا:

هل ينام الجنين في الرحم

ركلات الجنين داخل الرحم هي طريقته لرسم خريطته عن جسمه وبيئته

ترجمة: سلام يونس الونوس

تدقيق: وسام عمارة

المصدر