كيف يتوقع العلماء العالَم في العام 2045؟


في عام 2045، سيكون العالم مكانًا مختلفًا جدًا.
التنبؤ بالمستقبل محفوفٌ بالتحدِّيات، لكن عندما يتعلَّق الأمر بالتَّقدم التكنولوجي والتَّفكير بالمستقبل، فإنَّ الخبراء العاملين في وكالة أبحاث وزارة الدِّفاع الأمريكيَّة هم أفضل من يمكن أن نسألهم.

كانت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعيَّة المتقدِّمة والتي بدأت عام 1958 وراء أكبر الابتكارات العسكريَّة، التي عَبَرَ الكثير منها إلى سوق التّكنولوجيا المدنيَّة، كأحدث الرّوبوتات، ونظم تحديد المواقع العالميَّة، وشبكة الانترنت.

فما الذي سيحدث عام 2045؟

من المحتمل جدًا أن تؤدي الروبوتات والتكنولوجيا الصناعيَّة إلى تحول في الصِّناعات، ستنتقل الطائرات بدون طيار من الاستخدام العسكريِّ إلى السُّوق المدنيَّة، وستخفف السَّيارات ذاتيَّة القيادة عبء تنقٌّلاتنا.

ولكن العلماء في الوكالة لديهم أفكار أكبر من ذلك، فقد توقَّع ثلاثة باحثين في سلسلة الأفلام المصوَّرة التي صدرت العام الماضي باسم «التَّقدُّم إلى المستقبل- Forward to the Future»، ما يمكن أن يحصل خلال 30 عامًا.

ويعتقد الدُّكتور «جاستن سانشيز- Justin Sanchez» عالم الأعصاب ومدير مكتب التّكنولوجيا البيولوجيَّة في وكالة مشاريع الأبحاث الدِّفاعيَّة المتقدِّمة، بأنَّنا سننتقل إلى مرحلةٍ نتمكن فيها من السَّيطرة على الأشياء ببساطةٍ وباستخدام عقولنا فقط.

يقول سانشيز: «تخيل عالمًا بإمكانك فيه استخدام أفكارك فقط للسَّيطرة على محيطك»، ويضيف: «بل تخيل السَّيطرة على جوانب مختلفة من منزلك من خلال إشارات دماغك فقط، أو ربما التَّواصل مع أصدقائك وعائلتك باستخدام النَّشاط العصبيَّ في الدِّماغ».

ووفقًا لسانشيز، فإن الوكالة تعمل على تقنيَّاتٍ عصبيَّةٍ يمكنها تحقيق ذلك. وهناك بالفعل بعض الأمثلة على هذا النَّوع من التَّطورات المستقبليَّة التي يجري العمل عليها مثل الرَّقائق التي تُزرَع بالدِّماغ وتسيطرُ على الأطراف الاصطناعيَّة.

تلك التّقنية المذهلة التي أظهرتها الوكالة لأول مرة واعادت حاسَّة اللمس لشخصٍ مصابٍ بالشلل والذي أحس بالأشياء كما لو كانت يده الحقيقيَّة.

وتعتقد «ستيفاني تومبكينز -Stefanie Tompkins» عالمة الجيولوجيا ومديرة مكتب علوم الدِّفاع في الوكالة أنَّ المستقبل سيحمل أكثر من مجرد غرساتٍ دماغيَّةٍ. فسنكون قادرين على بناء أشياءَ قويةٍ بشكلٍ لا يصدَّق وبأوزان خفيفةٍ، وسيسعنا التَّفكير في بناء ناطحات سحابٍ بموادَ صلبةٍ كالفولاذ وخفيفة الوزن كألياف الكربون، وهذا شرحٌ بسيطٌ لما تتصوره تومبكينز، والذي يصبحُ أكثر تعقيدًا على المستوى الجزيئيّ.

وتضيف بقولها: «بعد ثلاثين عامًا، أتصوَّر عالمًا جديدًا لا نعرف بعد طبيعة المواد التي ستكون موجودةً فيه حولنا».

(شاهد شرحها الكامل في الفيديو أدناه)

تقول «بام ميلروي-Pam Melroy»، مهندسة طيرانٍ ورائدة فضاءٍ سابقةٍ تعمل حاليًا نائبة مكتب تقنيّات التّخطيط في الوكالة: «أعتقد أنه بحلول 2045 ستتغير علاقتنا مع الآلات من حولنا، سنصل إلى مرحلةٍ نكون قادرين فيها ببساطة على الكلام أو الضغط على زر» لتقوم الآلة بالأشياء بطريقةٍ أكثر ذكاءً، عوضًا من استخدام لوحة المفاتيح أو أنظمة التَّعرف على الصَّوت البدائيَّة.

وتتابع: «على سبيل المثال، في الوقت الحاضر للتحضير لعملية هبوط طائرةٍ هناك خطواتٌ عديدةٌ يجب عليك اتخاذها لتحضير نفسك بدءًا من الملاحة وحتى الخروج من وضع مثبت السُّرعة والبدء في إعداد الصمامات الخانقة وإنزال العجلات. وكل هذه الخطوات يجب أن تحدث في التَّسلسل الصَّحيح».

بدلًا من ذلك، ميلروي تتصوَّر هبوط الطَّائرات في المستقبل بطريقةٍ أبسط كأن يقول الطَّيار للمسافرين: «الاستعداد للهبوط».
ومن خلال هذه الكلمات الثلاث سيعرف الحاسوب سلسلة الخطوات المعقَّدة التي يحتاجها لإتمام ذلك.

وبفضل الذَّكاء الاصطناعي، فحتى الطيار لن يكون ضروريًا.

وتقول أيضًا: «سيكون عالمنا مليئًا بهذه الأمثلة حيث نتمكن من توصيل مقاصدنا بشكلٍ مباشرٍ والحصول على نتائجَ معقَّدةٍ جدًا من خلال التفاعل معًا».
نُشرت هذه المقالة من قبل «بيزنس إنسايدر -Business Insider».


ترجمة: مجد ميرو
تدقيق: دعاء عساف
المصدر