لقد وصف علماء الطب الاستجابة المناعية لشخص ما مُصاب بالكورونا (كوفيد 19) بضعيفة إلى معتدلة وتغلّب على المرض بسرعة تمامًا. قد تساعد ملاحظات العلماء على محاربة الفيروس بطرائق كثيرة. وبصفة خاصة للتعرف على أولئك الذين هم بحاجة ماسة إلى المصادر الطبية النادرة.

يكون التركيز الأكبر في حالة الوباء معنيًا بأكثر الأفراد مرضًا، لكن الباحثين في معهد دوهرتي الأسترالي كانوا حريصين على ملاحظة كيفية استجابة الجهاز المناعي لأغلب الحالات. عندما قدمت امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا جيدة المناعة إلى مستشفى ميلبورن، كانت حالتها خطيرة كفاية لتُستقبل.

كان الطاقم جاهزًا حتى مع عدم وجود تهديد واضح لحياتها. بعد الحصول على إذن، كانت تؤخذ منها عينات الدم يوميًا، إلى جانب ملاحظات مفصّلَة عن تقدُّم حالتها وعلاماتها الحيوية.

كيف يستجيب جهازنا المناعي ضد فيروس كورونا - كيفية استجابة الجهاز المناعي لأغلب الحالات المصابة بفيروس كورونا - كوفيد-19 - الاستجابة المناعية

وقد صرّح د. أونا نجوين في بيان: «لقد نظرنا للامتداد الكامل للاستجابة المناعية لتلك المريضة مُستخدمين المعرفة التي حصّلناها على مدار سنين كثيرة في متابعة الاستجابات المناعية للمرضى الذين ادخِلوا المستشفى بسبب الإنفلونزا».

على الرغم من أن ادعاء مجموعة من الأشخاص أن كوفيد 19 هو «مجرد إنفلونزا» فإنه ادعاء خاطئ تمامًا، رأى فريق دوهرتي الكثير من أوجه التشابه للاستجابة المناعية لسلالات الإنفلونزا الشائعة.

وأضاف نجوين: «بعد مرور ثلاثة أيام من اعتماد المريضة، رأينا أعدادًا كبيرة لخلايا مناعية متعددة، التي غالبًا ما تكون علامة دلالية على التعافي أثناء عدوى الإنفلونزا الموسمية، لذلك توقعنا أن المريضة ستشفى في غضون ثلاثة أيام ما حدث بالفعل».

تعامل الجهاز المناعي للمريضة مع الفيروس بطريقة مشابهة للإنفلونزا وأطلق أجسامًا مضادة مشابهة. وبعد مرور سبعة أيام من اعتماد المريضة لم تعد المرأة تعطي نتائج إيجابية إلى كوفيد 19 وبحلول اليوم الثالث عشر كانت جميع الأعراض قد ذهبت عنها على الرغم من أن الأجسام المضادة بجسدها استمرت بالارتفاع بعد ذلك.

نُشِر هذا العمل في مجلة طب الطبيعة Nature medicine. وقد أجريت لاحقًا دراسات -لم تُنشَر بعد- على أربعة مرضى آخرين بأعراض خطيرة مشابهة وأظهرت استجابات مشابهة.

يملك الباحثون الآن فكرة أفضل لرد الفعل الذي يأملون أن يُحدثه اللقاح. وبوجود الكثير من اللقاحات قيد التطوير فإن عمل معهد دوهرتي سوف يجعل الأمر أسهل في معرفة أيّ تلك اللقاحات تنتج أفضل ردود فعل ويجب إعطاؤها الأولوية.

والأهم من ذلك، إن العمل يُعطي الأطبّاء فكرة أفضل عن أيّ من المرضى مرجح لهم أكثر أن يتعافوا بأنفسهم خلال عدة أيام قبل أن تتطور الأعراض لديهم. وهذا سيسمح لهم بتركيز جهودهم على أولئك الذين تبدو الاستجابة المناعية لديهم مختلفة، ما يضعهم في خطر أكبر.

عادةً ما تؤجل أبحاث كتلك بسبب الحاجة لتطوير استراتيجية والحصول على ترخيص أخلاقي، لكن المعهد كان في حالة إعداد لأي وباء منذ سنين؛ إذ أسس منظمة «الحراس المسافرون» ومنظمة «الاستعداد البحثي» للأمراض المُعدية الناشئة وهو نظام لجمع العينات من حاملي الأمراض المعدية الجديدة، بالإضافة إلى الكثير من التجهيزات المُنجزَة قدر الإمكان مع غياب المعرفة بماهية التهديدات القادمة.

نزلات البرد والإنفلونزا وفيروس كورونا جميعهم مختلفون، وأعراضهم لا تتشابه تمامًا لكن الجهاز المناعي قد يعرض استجابات مشابهة إلى حد ما.

اقرأ أيضًا:

نصائح عملية للوقاية من فيروس كورونا.. الوقاية بسيطة ولسنا بحاجة إلى الهلع

ارتداء الجميع للأقنعة والقفازات لن يوقف انتشار فيروس كورونا بل سيسرع انتشاره

ترجمة: ريهاند علي حسن

تدقيق: عون حداد

المصدر