أظهرت سلسلة من الاختبارات التي أجرتها سلطة الطيران الفدرالية الأمريكية (FAA) أن اللهب الناتج عن بطارية أيون ليثيوم واحدة زائدة السخونة يمكنه التغلب على أنظمة إخماد الحرائق في حُجَر البضائع لطائرات الركاب التجارية، كما يحتمل أن يُسقِط الطائرة بأكملها، وفقًا للجريدة الأمريكية للنقل (AJOT).

يتضح أن هذا الاكتشاف يثير القلق لدى مسؤولي الأمان الذين اعتقدوا أن نظام الإطفاء الآلي -وهو ميزة أساسية في جميع الطائرات لأن طاقم الطائرة لن يتمكن من الدخول إلى الحجرة لمكافحة النيران- كان كافيًا لتخفيف التهديد المتزايد لحرائق البطاريات.

بطاريات أيون الليثيوم، التي يشار إليها غالبًا باسم “Li-ion”، هي أشهر أنواع البطاريات القابلة لإعادة الشحن نظرًا لكفاءتها العالية في الطاقة وعمرها الطويل. يتم استخدامها حاليًا في كل أنواع الأجهزة الإلكترونية المحمولة تقريبًا، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومشغلات الموسيقى والكاميرات والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة. وبينما قد لا تكون على دراية بعدد ممتلكاتك التي تعمل بواسطة بطاريات أيون الليثيوم، فيمكن أن تكون قد سمعت أنها نادرًا ما تواجه خللًا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها إلى درجة يتم بها بدء دائرة ارتجاع إيجابي رافعة للحرارة، والتي تدعى انفلاتًا حراريًا. تبلغ عملية التدمير الذاتي تلك ذروتها ببطارية متدخنة شديدة الحرارة والتي يمكنها الاشتعال -أو كما أظهرت العديد من أجهزة الحاسوب المحمولة في 2006 وهاتف ذكي سيء السمعة في 2016- والانفجار.

نتيجةً لهذا الخطر، أعلنت كل من سلطة الطيران الفيدرالية (FAA) وهيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة حظر الركاب من وضع بطاريات أيون الليثيوم الاحتياطية وبطاريات الليثيوم المشابهة في الحقائب المفحوصة، يجب وضع البطاريات في الحقائب المحمولة حتى يتمكن طاقم الطائرة والآخرون المتواجدون على متن الطائرة من مواجهة النيران في حالة وقوع حريق. توصي الوكالات، ولكن لم تفرض بعد، أن توضع الأجهزة المحتوية على بطاريات أيون الليثيون أيضًا داخل الحقائب المحمولة. إذا كان من الضروري وضع الجهاز داخل حقيبة مفحوصة، فإنها تؤكد على أهمية إيقاف تشغيله وعدم وضعه بجانب المواد القابلة للإشتعال مثل العطور أو مثبتات الشعر.

كما ذكرت الجريدة الأمريكية للنقل (AJOT) من قبل، فإن وجود مثل هذه المواد القابلة للاشتعال هو ما يمكنه جعل بطارية مخزنة ومنفلتة حراريًا حدثًا مميتًا. أظهرت اختبارات سلطة الطيران الفيدرالية (FAA)، التي أجريت في العام الماضي، أن الأنظمة الآلية لإخماد الحرائق بإستخدام الهالون في الطائرات لا يمكنها إخماد نيران بطاريات أيون الليثيوم، ولكن يمكنها منع انتشار اللهب إلى الملابس أو المواد الورقية القريبة. لكن رغم ذلك، في تجربة تحاكي حقيبة سفر محتوية على بطارية أيون ليثيوم زائدة السخونة بجانب مننتج أيروسول، لم يكن غاز الهالون كافيًا لمنع عبوة الأيروسول من الإنفجار.

قالت سلطة الطيران الفيدرالية (FAA) في إشعار لشركات الطيران: «يوجد خطر من أن يتجاوز الحدث الناتج قدرات الطائرة على التعامل معه». دفعت الاكتشافات شركات الطيران إلى تقديم طلب لمنظمة الأمم المتحدة للطيران المدني بفرض حظر كامل على وضع أجهزة إلكترونية أكبر من الهواتف المحمولة داخل الحقائب المفحوصة، ولكن الطلب قد رُفض.


  • ترجمة: محمد صلاح الدين إبراهيم
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر