على المدى القريب قد يصبح حضور الاجتماعات أكثر صعوبة بالنسبة للباحثين من ثماني دول، بما في ذلك إيران.

مقتبس من David McNew Getty Images

من شأن حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن يجعل من الصعب على الباحثين من عدة بلدان الدخول إلى الولايات المتحدة لحضور الاجتماعات العلمية أو إجراء البحوث أو زيارة الأقارب.

في 24 سبتمبر / أيلول، أعلن ترامب عن حظر السفر الدائم على مواطني تشاد، إيران، ليبيا، كوريا الشمالية، الصومال، سوريا، فنزويلا واليمن.

وتضم هذه القائمة خمسًا من الدول ذات الأغلبية المسلمة، استُهدِفَت في حظر السفر الأول والثاني للبيت الأبيض والذي وقعه ترامب في كانون الثاني / يناير وآذار / مارس.

وهذه السياسات، التي صُمِمَت كتدابير مُؤقتة، كانت مُقَيدة بسلسلة من أحكام المحكمة الاتحادية (federal court).

يعفي هذا الحظر إلى حد كبير الطلابَ من أي قيود، ويبدو أن أحكام هذا الحظر مُهيأة للحد من الزيارات إلى الولايات المتحدة من قبل العلماء العاملين.

وتختلف القواعد حسب البلد؛ الإيرانيون، على سبيل المثال، يمكنهم دخول الولايات المتحدة فقط بتأشيرات الطلاب أو تأشيرات عمل “J” المؤقتة، والتي تُعتبر شائعة بين أصحاب ما بعد الدكتوراه الأجانب في الولايات المتحدة. كما لم يعد بإمكان مواطني تشاد، ليبيا واليمن دخول الولايات المتحدة بتأشيرات العمل أو السياحة، أما السوريون والكوريون الشماليون فقد تم منعهم من الدخول في جميع الظروف.

وقد صرح رسل هاريسون (Russell Harrison)، وهو ممثل تشريعي رفيع المستوى في معهد (IEEE-USA) في واشنطن العاصمة، إن هذا التأثير من المُرجح أن يكون أكبر بالنسبة لإيران، التي تُنتج عددًا أكبر من العلماء والمهندسين مقارنة بالبلدان الأخرى المُدرجة في سياسة الحظر، والتي تُؤيد أعضاءًا من الولايات المتحدة في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات(The Institute of Electrical and Electronics Engineers).

وستعمل سياسة البيت الابيض على تشديد الإجراءات الأمنية على الطلاب والباحثين الإيرانيين الذين يحملون تأشيرات من صنف J، ويخضعون لـ (الفحص والتدقيق المعزز) إذا ما سافروا خارج الولايات المتحدة وأرادوا العودة إليها.

الآثار الأولية

قال هاريسون، إنه على الرغم من عدم وجود مُؤشر على أن الولايات المتحدة ستوقف إصدار تأشيرات الطلاب والتأشيرات من صنف J، لن تكون هناك تأشيرات عمل جديدة طويلة الأجل للمواطنين الإيرانيين في المستقبل القريب.

كما سيكون من الصعب على الباحثين الحصول على عمل في الولايات المتحدة لأكثر من فترة قصيرة من الزمن نسبيًا.

إن العلماء الإيرانيين الذين يقومون بزيارات قصيرة للولايات المتحدة يشعرون بالفعل بآثار هذا الحظر الأخير.

أرفين هاغيغاتفارد (Arvin Haghighatfard)، وهو طالب دراسات عليا في جامعة آزاد الإسلامية (Islamic Azad University) في طهران، كان يأمل في تقديم أبحاثه حول الأساس الجيني لإدمان الإنترنت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية (The American Society of Human Genetics) الشهر المقبل في أورلاندو بولاية فلوريدا.

وقال هاجيغاتفارد: «إن الحظر الجديد الذي فرضه الرئيس قد أصابني بخيبة أمل حقًا أنا وكل زملائي.»

وأضاف قائلًا: «إن الولايات المتحدة رفضت النظر في طلب حصوله على تأشيرة في ظل القيود الأخيرة».

الشيء نفسه حصل مع حسين عزيزي (Hossein Azizi)، وهو عالم جيولوجي من جامعة كردستان، في ساننداج، إيران.

تلقى مؤخرًا دعوة لزيارة الولايات المتحدة والتعاون مع الجيولوجي روبرت ستيرن (Robert Stern) من جامعة تكساس في دالاس.

يقول حسين: «لقد كان أحد أفضل أيام حياتي.»

لكن عدم يقينه حول ما إذا كان يستطيع الحصول على تأشيرة أمريكية قد يُعرض هذه الخطط للخطر.

كما أضاف قائلا: «نعرف أن هناك العديد من المشاكل بين رجال السياسة ولكن عمل الجيولوجيين على تشكيل الأرض يتعلق بالإنسانية والعلوم وليس بالجغرافيا السياسية».

التحديات القانونية المتوقعة

يقول البيت الأبيض إن الحظر الأخير سيبقى قائمًا حتى تُحسن الدول الثمانية المُدرجة، عملياتِ فحصها ومُراقبتها للمسافرين.

ولكن من المُتوقع على نطاق واسع أن يتم الطعن في هذه السياسة في المحكمة في الأيام القادمة، وأنها تؤثر بالفعل على التحديات القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة على حظر السفر السابق.

في 25 سبتمبر / أيلول، ألغت المحكمة العليا الأمريكية جلساتها المقررة لدعوى قضائية بشأن الحظرين الأولين اللذين نُقِلا جزئيًا على أساس أن السياسة الأصلية كانت تستهدف المسلمين على ما يبدو.

وطلبت المحكمة من الجانبين توضيح ما إذا كان الحظر الأخير ينفي شروط الحظر السابق.

بعض خبراء الهجرة قلقون من أن عدم القدرة على التنبؤ بإدارة ترامب سيكون أكثر ردعًا للطلاب والباحثين الأجانب مقارنة بتأشيرة الولايات المتحدة البيروقراطية.

ويقول برندان ديلاني (Brendan Delaney)، محامي الهجرة في هيل وفرانك (Frank) وديلاني (Delaney) في بيثيسدا بولاية ماريلاند: «إن العلماء المهاجرين يعيشون تأخيرات أطول في معالجة تأشيراتهم منذ تولّي ترامب لمهامه، والاِرتباك حول حظر السفر المتزايد باستمرار».

يتابع قائلًا: «إن عدم اليقين بالنسبة للأشخاص ربما يكون أكبر قضية، أعتقد أن الناس من العديد من البلدان، وليس فقط البلدان ذات الأغلبية المسلمة، تُظهر درجة عالية من القلق لأنها لا تَعرف ماسيحدث مستقبلًا.

فليس هناك أي وسيلة لمعرفة ما يحدث بالفعل في الخلفية»

ويتوقع ديلاني (Delaney) أن يقوم شخص ما بمقاضاة إدارة ترامب على آخر حظر على السفر خلال الأيام القليلة القادمة وأن تصل القضية إلى المحكمة العليا في النهاية، وقال نأمل أن يأتينا قرار المحكمة النهائية لموقفنا من هذه القضية.


  • ترجمة : إبراهيم تعبان
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر