للمرة الأولى، أعطت هيئات تنظيم الصحة في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لبيع جهازٍ طبيٍّ يتخطى الأطباء، ويستخدم برنامج الذكاء الاصطناعيّ للكشف عن مرضٍ عينيّ يصيب أكثر من 30 مليون أمريكيٍّ لديه مرض السكري.

يُطلق عليه اسم (IDx-DR)، ويأتي الجهاز (الذي لا شك في أنه يحمل اسم الشركة الأم (IDX LLC) في لوا) على شكل برنامجٍ حاسوبيٍّ يقوم أي طبيب -ليس فقط اختصاصي العينية- بالتقاط صورٍ لعين الشخص بواسطة كاميرا شبكية خاصة، ثم يقوم بتحميل الصور الرقمية إلى خادمٍ سحابيٍّ حيث ثُبت البرنامج.

يشير (IDx-DR) إلى ما إذا كانت الصورة ذات جودةٍ عاليةٍ بما يكفي للحصول على نتيجة، وإذا كانت كذلك، فإن البرنامج حينئذٍ يستخدم خوارزمية الذكاء الاصطناعيّ لتحليل الصور.

وتنتج إحدى النتيجتين، إما أن يُحوّل المريض إلى اختصاصي رعاية العيون إذا اكتُشف لديه »اعتلال الشبكية السكري المعتدل«.

أو إن كانت النتائج سلبية، سيوجِّه (IDx-DR) المريض لإجراء فحصٍ آخر خلال 12 شهرًا.

قيّمت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية البيانات الآتية من دراسةٍ سريريةٍ لصور شبكية 900 مريضٍ بالداء السكري في 10 منشآتٍ لاختبار دقة (IDx-DR).

ووجد الباحثون في حالاتٍ معتدلةٍ أنه كان صحيحًا بنسبة 87.4 في المئة من الوقت و89.5 في المئة في حالاتٍ أكثر من معتدلة.

لا يحتاج الطبيب إلى تفسير النتائج، ما يعني أنه يمكن لأي مقدم رعايةٍ صحيةٍ أن يوصي بالخطوات التالية للمريض.

يكتشف (IDx-DR) فقط اعتلال الشبكية السكري، الذي يصيب العين عندما يخرّب ارتفاع السكر في الدم الأوعية الدموية في خلفيته.

إنها أكثر مضاعفات الرؤية شيوعًا لدى مرضى السكري، مع وجود حوالي مئتي ألف حالةٍ في الولايات المتحدة كل عام، لكنها لا تصلح للجميع، فالأشخاص الذين لديهم قصة علاجٍ بالليزر، أو جراحةٍ، أو حقنٍ في العين، أو قائمةٍ من الشروط الأخرى (فقدان البصر الدائم، عدم وضوح الرؤية، الطافيات (العوائم) -على سبيل المثال لا الحصر- يجب عدم فحصها باستخدام (IDx-DR).

ينضم الجهاز الجديد إلى صفوف تكنولوجيا (AI – الذكاء الاصطناعي) الأخرى التي تنتقل إلى المجال الطبيّ، كهذا البرنامج الذكي الذي يمكنه تشخيص سرطان البروستات، أو هذه الخوارزمية الأخرى المدرَّبة على معرفة حالات فقدان البصر المرتبط بالعمر بالإضافة إلى اعتلال الشبكية السكريّ.

في حين تشير دراسةٌ حديثةٌ إلى أن المستهلكين أكثر ارتياحًا باستخدام الذكاء الاصطناعي في رعايتهم الصحية مقارنةً مع تجارة التجزئة (بيع المفرق)، أو مع مؤسساتهم المالية.

إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعيّ يثير بعض الأسئلة الأخلاقية، مثل المسؤول عن التشخيص غير السليم، وكيفية حماية الخصوصية أو منع القرصنة، وحتى خطر الإرهاب البيولوجي من خلال تقنية النانو.


  • ترجمة: رغدة عاصي.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر