الضغط لنكون سعداء يجعلنا أكثر اكتئابًا: لماذا إخفاء المشاعر مُضِر بصحتنا النفسية.


من الأفضل عدم محاولة أن تكون سعيدا!، كانت هذه هي النقطة الرئيسية في بحث نُشِر في مجلة الاكتئاب والتوتر (Depression and Anxiety journal).

لقد وجد الباحثون أنه كلما كان الضغط أكبر على المرء في أن لا يكون حزينًا، كلما زاد شعوره بالاكتئاب.

وقام ١١٢ مشتركًا في تلك الدراسة بتقييم علامات الاكتئاب لديهم، ومستوى الضغط الاجتماعي عليهم كي يكفوا عن الشعور بالاكتئاب أو التوتر، وكتب المشتركون مذكراتهم اليومية عبر الإنترنت، ووجد فريق الباحثين أن معايير المجتمع تسهم في اكتئاب أفراده، وأن تجاهل المجتمع للمشاعر السلبية له تأثير ضار.

يقول عالم النفس الاجتماعي بروك باستيان (Brook Bastian): “إن معدلات الاكتئاب أعلى في الدول التي تجعل السعادة غاية وهدفًا بدلًا من أن تكون نتيجة ثانوية لحياة حافلة يعيشها المرء، تملأ الوجوه المبتسمة صفحات التواصل الاجتماعي، ويدفع زعماء طائفة السعادة حلولًا سريعة لحل أي ضيق نشعر به، مما يعزز فكرة أنه يجب علينا أن نتزود بالمشاعر الإيجابية لأقصى حد، وأن نتجنب مواجهة أي مشاعر سلبية تمامًا”.

هناك عدة علامات نفسية وجسدية للاكتئاب، ووفقًا لـ (WebMd) غالبًا ما يشعر المكتئبون بالحزن، والفراغ، والتوتر، وغالبًا ما يشعرون أيضًا بالسوء حيال أنفسهم، ويحاسبون أنفسهم كثيرًا على أخطائهم، ويرتبط الشعور بالتشاؤم، وفقدان الأمل، وسهولة الانزعاج بالاكتئاب أيضًا، وفي الحالات الشديدة، قد تصاحبه أفكار بالانتحار.

قد لا تشعر جسديًا أنك أقل نشاطًا، وقد تجد صعوبة في إكمال روتينك اليومي، أو الاشتراك في هواياتك المُفضلة، وقد يجد البعض صعوبة في التركيز حتى في أبسط المهام، مثل: القراءة أو مشاهدة فيلم، وقد يعيق الاكتئاب النوم، ويتسبب أيضًا في ألم جسدي، وذلك وفقًا لـ (WebMd).

يقول باستيان: إنه كي نخفف من حدة الاكتئاب، على المجتمع أن يزيل وصمة العار التي تتعلق به، ويرى أن للبرامج التعليمية دورًا كبيرًا في جعله أمرًا عاديًا، ولا شيء نُخفيه أو نخجل منه، ويضيف: “لقد تعودنا بشدة على القاعدة الاجتماعية التي تنص على أن نبذُل قصارى جهدنا لنترك انطباعًا حسنًا عند الكل، وألا نكشف أي نقاط ضعف أو نفصح عما يضايقنا؛ لذلك عندما نسمع خبرًا مثل إعلان شخصية مشهورة أنها عانت من الإجهاض وأنها ستأخذ فترة نقاهة، أو قول رجل سياسي أنه سيبتعد عن الساحة قليلًا ليرتاح من أعباء وضغوطات العمل، يؤثر ذلك فينا جدًا”.

غالبًا ما تُستَعمل صفحات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على اللحظات السعيدة فقط، ولكن هناك بعض المشاهير الذين يشاركوننا اللحظات اليومية الصعبة والتحديات التي علينا تحمُلها، مثلا: الممثلة شانين دوهرتي (Shannon Doherty)، نشرت خبر تشخيصها بالسرطان وصورًا لها وهي تتلقى العلاج على (Instagram).

يقول باستيان في ذلك: “تعد مثل هذه الأخبار الواقع القاسي الذي يُمثِل حياتنا، ومشاركتها لا تُحبط الناس، بل تزيد الرابط بينهم”.


مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: جينا عماد جمال.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر