لماذا تأكل الطيور البحرية البلاستيك؟


إذا كانت رائحته كالطعام ويبدو مثل الطعام، ينبغي أن يكون طعامًا أليس كذلك؟

ليس فقط في حالة الطيور التي ترتاد المحيطات والتي عثر عليها في بعض الأحيان وبطونها ممتلئة بالبلاستيك، ولكن القليل من البحوث أيضًا تدرس لماذا تخطأ هذه الطيور في المقام الأول و تتناول البلاستيك؟

وفقًا لدراسة من جامعة كاليفورنيا – ديفيس: لقد تبين أن هنالك رائحة لمركب كبريتي تنبعث من بقايا البلاستيك البحرية، وقد اعتمدت الطيور البحرية على هذه الرائحة لآلاف السنين لتحديد مكان طعامها، وهذا الدليل الشمي هو ما يخدع الطيور أساسًا مسببًا الخلط بين البلاستيك البحري والغذاء الأساسي.

الدراسة التي نشرت في التاسع من نوفمبر في دورية Science Advances تساعدنا لكي نفهم لماذا ابتلاع البلاستيك أكثر شيوعًا عند الطيور البحرية عن غيرها من الطيور.

الطيور البحرية أنبوبية الأنف كطيور النوء وطيور القطرس تمتلك حاسة شم قويّة تستخدمها في عملية الصيد وهي من أكثر الطيور التي تأذّت بشدة من استهلاك البلاستيك.

وجهة نظر الطيور:

قال المؤلف الرئيسي Matthew Savoca الذي قام بالدراسة كطالب متخرج في مختبرات البروفسور Gabrielle Nevitt في جامعة كاليفورنيا وهو ضمن مجموعة الخريجين المهتمين بعلم البيئة: من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الكائن عند طرح مثل هذه الأسئلة، تمتلك الحيوانات عادةً سببًا لكل قرار تتخذه، وإذا أردنا أن نفهم حقًا لماذا تأكل الحيوانات البلاستيك في المحيطات، ينبغي علينا أن نفكر في كيفية إيجاد هذه الحيوانات لغذائها.

هذه الدراسة يمكن أن تفتح الباب أما استراتيجيات جديدة للتصدي لمشكلة البلاستيك في المحيطات، والذي لم تبتلى فيه الطيور البحرية فحسب بل الأسماك و السلاحف البحرية وكافة أشكال الحياة البحرية.

ملف نكهة القمامة:

ولمعرفة كيف تبدو رائحة البقايا البلاستيكية البحرية، وضع العلماء مجموعة من الخرز المصنوعة من أكثر ثلاثة أنواع شائعة من البقايا البلاستيكية (البولي إيثلين العالي الكثافة، البولي إيثلين المنخفض الكثافة والبولي بروبلين) في المحيط في خليج Monterey وخليج Bodega قبالة سواحل كاليفورنيا، وضع العلماء الخرز ضمن أكياس شبكية خِيطَت خصيصًا وتمّ ربطها إلى عوامات في المحيط قبل جمعها بعد مرور ثلاثة أسابيع.

بعد ذلك أحضروا البلاستيك المسترجع والمتحول إلى مورد غير اعتيادي لحدٍ ما لعلماء البيئة البحرية، إلى قسم علم الكروم وعلم التخمر في جامعة كاليفورنيا – ديفيس، حيث غالبًا ما تجد الباحثين يحللون نكهة النبيذ الكيميائية وليس القمامة كريهة الرائحة.

باستخدام جهاز التحليل الكيميائي الخاص بالكيميائية في مجال النبيذ والطعام Susan Ebeler، أثبت الفريق أنه متأكد بما فيه الكفاية أن البلاستيك تفوح منه رائحة عفنة من كبريتيد ثنائي ميثيل مركب الكبريت، أو اختصارًا DMS وهي مادة محفزة كيميائية تصدر عن الطحالب و تغطي البلاستيك العائم فوق سطح المياه.

المؤلف المشارك Nevitt مع جامعة كاليفورنيا – قسم علم الأعصاب، الفيزيولوجيا والسلوك اعتبروا مادة الDMS مسبقًا أنها الرائحة التي تحفز الطيور البحرية أنبوبية الأنف لتقوم بجمع العلف والغذاء، يتم تحرير مادة DMS عندما يتم تناول الطحالب البحرية من قبل بعض الحيوانات مثل الكريل والذي يعتبر أحد وجبات الطيور المفضلة، وبينما لا تبدو رائحة الطحالب كرائحة الطعام نفسه فإن رائحتها تبدو كرائحة الطعام الذي تم أكله و هذه الرائحة تعتبر كجرس العشاء بالنسبة للطيور.

وأشارت الدراسة إلى أن الطيور البحرية التي تتبّع رائحة الDMS للعثور على فرائسها هي أكثر عرضة لتناول البلاستيك بنسبة ستة مرات أكثر من الطيور التي لا تفعل ذلك.

إغفال بعض الأنواع التي تتناول البلاستيك:

قال Nevitt: توضح هذه الدراسة أن بعض الأنواع التي لا تتلقى الاهتمام الكافي مثل طيور النوء وجلم البحر، هي أكثر عرضة للتأثّر بابتلاع البلاستيك، وتابع: هذه الأنواع تعيش في أنفاق تحفرها تحت الأرض و بالتالي من الصعب دراستها لذلك غالبًا ما يتم التغاضي عنها وإغفالها، ومع ذلك اعتمادًا على طريقة هذه الطيور في جمع العلف أظهرت الدراسة أنها تستهلك في الحقيقة الكثير من البلاستيك وهي معرضة بشكل خاص للمخلفات البحرية.

وشارك في البحث المؤلفة المشاركة Martha Wohlfeil خريجة قسم البيئة من جامعة كاليفورنيا – ديفيس، وقد تم تمويل هذه الدراسة من قبل المؤسسة الوطنية للعلوم زمالة أبحاث الدراسات العليا و مكتب NSF لبرامج القطب.


ترجمة: علي بيشاني
تدقيق: جمان الرشدان
المصدر