في عملية تنظيف هائلة، سُحبت 107 دراسة بحثية من دورية السرطان المفتوحة المصدر بيولوجيا الأورام (Tumor Biology).

هذا وقد قال رئيس تحرير الدورية تورني ستيغراند (Torgny Stigbrand): «إنّ لدينا دافع قوي للاعتقاد بأنّ دقة عملية مراجعة النظراء (Peer review) قد تعرضت للخطر».

نُشرت الدراسات المسحوبة بين عامي 2012-2016، وكُتبت معظمها من قبل باحثين صينيين يعملون بجامعات مختلفة مثل: جامعة الصين الطبية (China Medical University)، جامعة سيتشوان (Sichuan University)، جامعة شاندونج (Shandong University)، كلية طب جياتونج (Jiaotong University Medical School).

هذا وأن هذه الدراسات قد تكون لها قيمة علمية فعلًا، لكنّ زيف التقارير المصاحبة لها هو ما أدى إلى سحبها فورًا، حتى إلى أن يتم إكمال مراجعتها.

وهذا يذكرنا بفضيحة مماثلة، حيث ظَهرت أخبار في السنة الماضية تقول أنّ 80% من التجارب السريرية في الصين كانت ملفّقة!
تعتبر عملية مراجعة النظراء واحدة من المعايير الذهبية المساعِدة على التفرقة بين العلم الحقيقي والهراء العلمي الكاذب، ما يجعل من هذه العملية جزءًا لا يتجزّأ من منظومة النشر الأكاديمي.

لكنْ هناك نتيجة للضغط الكبير من الباحثين في الأوساط العلمية، والذي يقدر بحوالي 2.5 مليون ورقة جاهزة للنشر سنويًا، فإن بعض هؤلاء -للأسف- سيتجاوزوا المنظومة ويجدون طريقهم للنشر رغمَ كونهم منعدمي القيمة.

يطلق على هذا التجاوز مصطلح مراجعة الأقران الوهمي (Fake peer review).

غالبًا ما يُطلب من العلماء اقتراح اسم المراجعين لبحثهم قبل نشره فيما قد يبدو دعوة واضحة للغش بالنسبة للبعض، لكنّ هذا قد يكون أمرًا منطقيًّا للغاية حين يكون موضوع البحث دقيق للغاية، ومن اختصاص قلّة من العلماء الآخرين، ومن السهل التحايل على النظام بتقديم عنوان بريد إلكتروني زائف للمُراجع المقترح وانتحال شخصيّته ليتم تقديم مراجعة إيجابية للبحث باسمه وهو ما يرفَع من أسهمه في النشر في الدوريّة المقدّم لها

يقول بيتر باتلر (Peter Butler)، ممثل موقع، (Springer) وناشر مشهور للورقات البحثية والكتب العلمية: «لقد كانت المقالات مقدّمة مع آراء المراجعين لها، والتي كانت تحمل أسماء لباحثين حقيقين فعلًا، لكنّ عناوين البريد الإلكتروني كانت جميعها زائفة»
من المعتاد أنّ الباحثين الصينيين يلجؤونَ لوكالات ترجمة التي تقوم أحيانًا بتحسين البحث لإضفاِء بريقٍ عليه، مما يزيد من فرص قبوله للنشر، لكن بعدما تم الكشف عن هذه الحالات فمن المؤكد أنَّ هذه العملية قد أَوقعت ضررًا كبيرًا بأولئك الباحثين.

وفي حين أنه لا توجد أي أدلة على اشتراك الباحثين في عملية التلاعب بالدراسات، فإنّ الخبراء في مجال نشر الدراسات العلمية قد قرّروا شطبَ وكالات الترجمة من قائمة أي بحث مستقبليًّا دونَ فحصه تقنيًا حتى.

تعدّ الصين واحدة من أكبر الدول المساهمة علميًا في العالم حيث تنتج أكثر من 300,000 ورقة بحثية سنويًا معظمها في مجالات تعدّ حديثة نسبيًا ولم تدخل حيّز التطبيق العملي.

وبالنسبة لدورية بيولوجيا الأورام فقد انتقلت بالفعل من ناشر (Springer) إلى ناشر(Sage) (الرابط في المصادر) في أواخر العام المنصرم، كما رُوجعت معظم الدراسات المنشورة بالإضافة إلى إطلاق نظام جديد لعملية مراجعة الأقران أكثر قوّة وأقل احتمالية للتعرض للتلاعب.