عادةً ما تزود المباني الكبيرة، خاصةً تلك التي تتطلب طبيعة عملها أو نوعها بقاء أبوابها مفتوحة جزئيًا أو كليًا، بنظام تبريد أو تسخين يقوم بدفع هبّات من الهواء البارد أو الساخن عند مداخلها.

ويستطيع زوار هذه الأبنية الإحساس بهذا الهواء بمجرد دخولهم من أحد أبوابها.

مما لا شك فيه أن التعرّض لنفحة من الهواء البارد بعد قضائك عدة ساعات في الطقس الحار في الخارج هو شيء جميل جدًا.

بشكل مشابه، هناك أيضًا مراوح تقوم بدفع الهواء الساخن عند مداخل هذه الأبنية.

لكن هل خطر ببالك سابقًا سبب وجود هذه الأنظمة التي تقوم بدفع الهواء البارد أو الساخن؟

هل هي موجودة فقط من أجل منحك إحساسًا جميلًا عند دخولك للمبنى؟ أو هي موجودة لسبب آخر أكثر أهمية؟.

بالطبع هي موجودة لسبب آخر، لكن قبل أن نشرح سبب وجودها يجب أن نشرح مفهوم الأبنية الموفرة للطاقة.

الحاجة إلى الأبنية الموفرة للطاقة:

لقد أصبح بناء وتطوير الأبنية الموفرة للطاقة أمرًا أكثر أهمية في أيامنا هذه؛ بسبب النمو السريع لتعداد السكان العالمي والتصنيع المتسارع، هناك ضغط غير مسبوق على مواردنا الطبيعية المحدودة- الموارد الممكن استخدامها لتوليد الطاقة- وهذه الموارد أصبحت مُستَهلَكة ومستنزفة بشدة وبمعدلات تنذر بالخطر.

لذلك فإنه من الواضح والضروري وجوب اتخاذ خطوات صارمة لتخفيف الضغط الذي نمارسه على مواردنا الطبيعية؛ وإن تطوير أبنية موفرة للطاقة هو أحد هذه الخيارات.

صورة (1) نظام تكييف الهواء لأحد الأبنية الكبيرة

إن نظام تكييف الهواء هو أحد أكبر المساهمين في الاستهلاك الكلي للطاقة، وفي الأبنية الكبيرة والمجمعات يتسبب بالزيادة الأكبر في الاستهلاك الكلي للطاقة.

لذلك تُبذل جهود كبيرة لدراسة وتحليل المناخ والطقس المتوقع للمكان المزمع إنشاء المبنى فيه، وذلك قبل تركيب أنظمة التكييف الكبيرة فيها.

تلعب الأجزاء المختلفة للمبنى أدوارًا أصغر أو أكبر في استهلاك الكهرباء الكلي للمبنى وذلك تبعًا لتصميم المبنى وكيفية استخدامه.

لُوحظ أن مداخل هذه الأبنية تشكل جزءًا هامًا من استهلاك الكهرباء، وخصوصًا في الأبنية المستخدمة بكثرة، مثل السوبر ماركت ومراكز التسوق.

إن تسلل الهواء الخارجي عبر مداخل الأبنية وامتزاجه اللاحق مع الهواء الداخلي يشكل أكبر ضياع للطاقة في بعض الأبنية.

ما هو الباب الهوائي Air Door؟

الباب الهوائي وكما يعبر عنه اسمه، هو جهاز يمنع الهواء والمواد الملوثة من التحرك من مكان لآخر.

تبعًا لجمعية المهندسين الأمريكيين للتدفئة والتبريد وتكييف الهواء (ASHRAE) فإن الباب الهوائي هو: «مجرى هوائي واسع ومستمر يُمرر عبر مدخل المكان المعرّض للتكييف.

طبقات المجرى الهوائي تتحرك بسرعة وزاوية معينة بحيث يتم منع أي هواء يحاول اختراق هذه الستارة الهوائية».

ويسمى أيضًا الستارة الهوائية، فهو يعمل كحاجز يمنع دخول الهواء الخارجي والملوثات الموجودة فيه، ولذلك يسمى الباب الهوائي.

صورة (2) الشكل الأكثر شيوعًا للأبواب الهوائية هو مكيف موجه نحو الأسفل ومثبت فوق المدخل يقوم بضخ الهواء للأسفل.

لا تستخدم الأبواب الهوائية فقط عند مداخل الأبنية، بل عند أي فتحة أو مدخل بين مساحتين لهما درجتا حرارة مختلفتان.

تقوم المحلات الموجودة داخل مراكز التسوق بتركيب أبواب هوائية عند مداخلها رغم وجودها ضمن مكان مكيّف؛ وذلك منعًا لاختلاط هواء مركز التسوق مع الهواء الداخلي لهذه المحلات.

فوائد الأبواب الهوائية:

الفائدة الأساسية والأكثر أهمية للستارة الهوائية التي تصنعها هذه الأبواب أنها تقلل من دخول الهواء الخارجي غير المُكيّف إلى الأماكن المُكيّفة عن طريق تطبيق مجرى هوائي يغطي كامل المدخل.

صورة (3) مبدأ عمل الباب الهوائي

تقوم الأبواب الهوائية بعزل الجو الداخلي للمبنى بمقدار كبير عن الجو الخارجي.

إن فعالية هذه الأبواب تتراوح بين 60% و 80% عندما يتعلق الأمر بمنع تسرب الهواء عبر مداخل الأبنية.

تساهم الأبواب الهوائية بالحد من استهلاك الكهرباء وتقليل الفواتير لهذه الأبنية.

هناك فوائد أخرى لا علاقة لها بالكهرباء؛ فهي تمنع دخول الغبار والأوساخ والروائح؛ ولهذا السبب تقريبًا تبقى هذه الأبنية أقل اتساخًا من مثيلاتها غير المزودة بأبواب هوائية، كما تمنع أيضًا دخول الحشرات وتحسن بشكل مباشر راحة الناس داخل هذه الأبنية.


  • إعداد: يازد حسامو.
  • تدقيق: أحلام مرشد.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر