تخيل أنك تجلس في مقهى وتتصفح في حاسوبك الشخصيّ فنادتك الطبيعة، ثم قررت أن تسأل أحد الأشخاص الجالسين بقربك لتأتمن ممتلكاتك حالما تستخدم الحمام.

ليكن الشخص الغريب الذي يجلس إلى يسارك تنظر إليه بشكٍّ مثلEmmy ward» « التي فازت ﺑ «nonagenarian betty white»، والشخص الذي على يمينك يكون«dead ringer for all Capone» .من الذي تسأله مشاهدة ممتلكاتك الخاصة؟

ليس هناك إجابةٌ صحيحةٌ أو خاطئة، ولكن إن كان الخيار يبدو واضحًا، فوفقًا لدراسةٍ جديدة من المرجح أن تعتمد على تجربتك السابقة.

وجد الباحثون أن قدرتك على الوثوق بالغرباء تعتمد على تشابههم مع غيرهم من الناس الذين تعرفهم ليكونوا جديرين بالثقة أو لا.

خمس طرقٍ عاطفية تؤثر على العالم

دراسةٌ نُشرت في 29 يناير في مجلة «the National Academy of Science»، يصف الباحثون فيها ظاهرة التحيز باعتبارها (استجابة – Pavlovian) من مناطق التعلم العاطفيّ في الدماغ.

وبعبارةٍ أخرى، إنَّ أجزاءً معينةً من الدماغ تعزو الثقة بالآخرين إلى تشابهها مع الوجوه الودودة.

وقال author Oriel Feldman Hall (أستاذ مساعد في قسم العلوم المعرفية واللغوية والنفسية في جامعة براون): »تكشف دراستنا أنه لا يوثق بالغرباء إلا عندما يشبهون شخصًا ما كان مرتبطًا سابقًا بسلوكٍ عاطفيّ، مثل كلب بافلوف، الذي على الرغم من كونه قد دُرِّب على جرسٍ واحد، إلا أنَّ لعابه سال عند سماع الأجراس التي تملك نغماتٍ مماثلة.

نحن نستخدم معلوماتٍ عن شخصية الشخص الأخلاقيّ باعتبارها آلية التعلم الأساسية من أجل إصدار أحكامٍ حول الغرباء.

وللدراسة قام«FeldmanHall» وزملائه بإحضار ٩١ متطوعًا للعب لعبة الثقة المحوسبة الأساسية.

أُعطي المشاركون عشرة دولاراتٍ للاستثمار مع ثلاثة شركاء محتملين، وكان كل واحدٍ منهم يمثل وجوهًا مختلفةً على شاشة الكمبيوتر.
أي أموالٍ استُثمرت مع شريك تمت مضاعفتها تلقائيًا أربع مرات (استثمار 2.50 $ مع أي شريكٍ من شأنه أن يعطي $ 10 كعائد)، وعند هذه النقطة يمكن للشريك إما تقسيم الربح مع لاعبٍ أو الاحتفاظ بكل شيء.

اكتُشف أنه قد كان هناك شريكٌ واحدٌ دائمًا جديرٌ بالثقة للغاية بنسبة %93 من الوقت، وواحدٌ كان جديرًا بالثقة إلى حدٍّ ما بنسبة %60 من الوقت، وواحدٌ كان غير جديرٍ بالثقة بنسبة %7 في المئة من الوقت.

قال الباحثون إنَّ المشاركين خلال عدة جولاتٍ من اللعب، قد تعلموا بسرعةٍ الشركاء الذين يمكن الوثوق بهم والذي لا يمكن الوثوق بهم.
لعب كل مشاركٍ مباراةً ثانيةً مع مجموعةٍ جديدةٍ من الشركاء الاستثماريين المحتملين.

وبغض النظر عن اللاعبين، فإن العديد من الوجوه الجديدة التي شاهدوها كانت صيغًا من نفس الشركاء من اللعبة الأولى، وعندما طُلب من اللاعبين مرةً أخرى اختيار شريك الاستثمار، اختاروا الوجوه التي تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ الشريك الجدير بالثقة من المباراة السابقة، ورفضوا الوجوه التي تشبه إلى حدٍّ كبير الشريك غير الجدير بالثقة.

كشف المسح العصبيُّ للمشاركين أيضًا أنَّ نفس مناطق أدمغتهم كانت تعمل عند بداية التفكير حول إمكانية الوثوق في شريكٍ في تلك التجربة، وعند اتخاذ قرارٍ ما في الوثوق في الشخص الغريب مرةً ثانية.

بدا نشاط الدماغ مشابهًا بشكلٍ لافتٍ عندما علم المشاركون أن الشريك قد كان غير جديرٍ بالثقة، وعندئذٍ قرروا في وقتٍ لاحقٍ عدم الثقة في شخصٍ غريب.

إنَّ اتخاذ قراراتٍ بشأن سمعة شخصٍ غريب دون أي معلوماتٍ صريحةٍ عنها، تكون على أساس أوجه الشبه الأخرى التي تعاملنا معها, حتى عندما ندرك هذا الشبه.

مؤلف الدراسة Elizabeth Phelps (الأستاذ في جامعة نيويورك- قسم علم النفس) أضاف في بيانٍ له:«تستخدم أدمغتنا آلية تفكيرٍ تعتمد على المعلومات الأخلاقية المستمدة من تجارب الماضي لتحديد الخيارات المستقبلية».


  • ترجمة: أحمد هاني
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر