يعتقد بعض الناس أن بعض الإشارات التلقائية – مثل حكّ رؤوسنا عندما نفكر – هي حركات طبيعية ورِثناها من أسلافنا الذين عاشوا في الكهوف.

إذا كان لديك متعة مميزة في الحصول على صور الأوراق المالية لأي سبب من الأسباب، فمن المحتمل أنك قد صادفت الكثير من النساء الضاحكات اللواتي يتناولن فقط السلطة.

وربما تعثّرت أيضًا بالكثير من الآشخاص الذين يحكون رؤوسهم للإشارة إلى ارتباكهم، والتفكّر العميق و/ أو ربما حالة سيئة من التهاب الجلد الزهمي – في قشرة الرأس.

بغض النظر عن جفاف فروة الرأس، كيف يمكن لحكّ الرأس أن يرمز إلى العمليات الذهنية؟

يعتقد بعض الناس أن بعض الإيماءات التلقائية هي ببساطة حركات طبيعية ومعبرة أورثنا إياها أسلافنا الذين عاشوا في الكهوف.

كتب ماثيو أليس في مجلة San Diego Reader: «أحد التفسيرات الشائعة لأي حركة يد نحو الرأس هي أن هذه الحركات هي عُدوان مُحبط- أي عودة إلى الحركات الطبيعية لأسلافنا الذين كانوا يقذفون الحجارة.

إذا شاهدت طفلًا صغيرًا يسدد ضربة على شيء ما، فسوف يرفع ذراعه فوق رأسه ويحركها إلى الأمام في حركة تأخذ شكل قوس. إنها حركة طبيعية غير مدروسة.

ليست حركة إبداعية، لكنها تفي بالغرض فيما يتعلق برجل الكهف».

أشارَ أليس أيضًا إلى تفسير محتمل مرتبط بعلم الإنسان فيما يتعلق بحكّ الرأس قائلًا: «عندما نواجه بعض المشاكل المعقدة، نشعر بمشاعر الإحباط، وربما بعض الغضب، وقبل أن نعرفها، تطير يدنا في الهواء.

لكن تماسك ولا تفعل ذلك. في هذه العصور الحديثة، ليس من التهذيب أن نضرب الرجل الذي طرح السؤال.

لذا، بدلًا من ضربه، نجذب الانتباه من خلال الحركة وحكّ الرأس أو الذقن أو الرقبة.

يا له من تفسير مثير للاهتمام وغامض نوعًا ما للسلوك البشري».

في مقال نُشِر عام 2009 في مجلة Psychology Today، كتب المؤلف والعميل السابق في مكافحة التجسس لدى مكتب التحقيقات الفدرالية جو نافارو: «عندما نكون تحت الضغط، فإن دماغنا يتطلب قدرًا معينًا من لمس الجسم (فرك اليد، أو فرك الجبين، أو تدليك الصدغ، أو لمس الشفّة، إلخ).

هذه المُهدئات تعمل على تهدئة الشخص عندما يشعر باستثارة سلبية في الجهاز الحوفي [كالخوف، والإجهاد، الخ]».

يبدو أن الأبحاث الحديثة تدعم نظرية الإجهاد هذه وتضيف طبقة أخرى غير متوقعة إلى القصة.

في دراسة أجريت عام 2017، ونُشِرت في الصحيفة اليوميّة Scientific Reports، وجد العلماء الذين لاحظوا 45 من قرود المكاك أن الحكّ كان من المرجح أن يحدث في أوقات التوتر الشديد (كالوقوف في وجود قرود تتمتع بمكانة عالية أو قرود غير مألوفة).

تبيّن أن القرود الذين حكوا، قد كانوا أقل عرضة للهجمات من قبل أولئك الغرباء الذين كانوا مصدر خطر.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة جيمي وايتهاوس: «بما أن الحكّ يمكن أن يكون مؤشرًا على ضغوط اجتماعية، فإن المهاجمين المحتملين ربما يتجنّبون مهاجمة الأفراد الذين يبدو التوتّر عليهم جليًّا لأن هؤلاء الأفراد قد يتصرفون بطريقة غير متوقعة أو يضعُفون بسبب توترهم، ما يعني أن الهجوم يمكن أن يكون خطرًا أو غير ضروري».

لذلك، في حين لا يوجد تفسير واحد لحكّ الرأس، فإن تجسيدك للتوتر بهذا التشنّج النمطي يمكن أن يُبقيك ضمن إطار الأخلاق الحسنة مع الآخرين.

هذا مثير للدهشة!

لا تزال الحكة ظاهرة غامضة إلى حد كبير للعلماء، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الإحساس بالوخز ليس بالضرورة شكلًا معتدلًا من الألم، ولكن حدوثه الغريب الذي يتسبّب به جزئ يرسل رسالة من القلب إلى النخاع الشوكي.


  • ترجمة: محمد حميدة
  • تدقيق: جدل القاسم
  • تحرير: كنان مرعي
  • المصدر