لماذا نستكشف الفضاء بينما يوجد الكثير من المشاكل بالفعل على الأرض؟

كثيرًا ما يتم سؤال دعاة استكشاف الفضاء «لماذا يجب إنفاق المال على وكالة ناسا في حين أن هناك الكثير من المشاكل هنا على الأرض؟».

تم تجميع قائمة من الردود على هذا السؤال بواسطة موقع (Universe Today-الكون اليوم) وذلك من قبل مدوني الفضاء عبر شبكة الإنترنت.

استجابةً لدعوة الموقع للحصول على إجابات، قررنا تجميع قائمة من أهم أسباب استكشاف الفضاء والتي تجعله محاولة جديرة بالاهتمام.

1-منظورنا تجاه كوكبنا:

بينما تستكشف التلسكوبات لدينا أعماقَ الفضاء والزمن، وتكشف بعثات مركباتنا عن حجم وتنوع العوالم حتى داخل نظامنا الشمسي، فقد نما لدينا هذا الشعور المتواضع عن مكاننا في الكون.

وأعرب الفلكي الشهير (كارل ساجان-Carl Sagan) عن أهمية هذا المنظور خلال كتابه الرائع (نقطة زرقاء باهتة-Pale Blue Dot).

2-حماية عالمنا وفهمه:

يساعدنا قسم علوم الأرض التابع لوكالة ناسا على فهم العالم المعقد الخيالي الذي نعيش به، وتعلّمنا دراسة عوالمَ أخرى مثل كوكب الزهرة وكوكب المريخ مدى تميز كوكبنا الأرض، وتقدم لنا أمثلة واقعية حول كيفية تغير المناخات في الكواكب.

تقوم البحوث التي تمولها وكالة ناسا بفحص السماء للبحث عن الكويكبات الخطرة، وتعلمنا تلك البعثات إلى الكويكبات كيف أننا قد نكون قادرين على إبعادهم عن مسار تصادمي بكوكب الأرض، إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.

3-الإلهام:

ألهمت مهام (أبولو-Apollo) جيلًا كاملًا من الطلاب لمواصلة مهن الرياضيات والعلوم.

بينما يصبح مجتمعنا أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا، فإن الشعب يحتاج لأن يصبح مثقفًا بشكلٍ جيد لمواكبة العصر.

فقولك للطلاب «يمكنك أن تكون أول رائد فضاء على سطح المريخ!» أو «يمكنك أن تكون قائدنا في رحلة المريخ القادمة!» هو وسيلة فعالة للغاية لتشجيعهم على دراسة العلوم والرياضيات.

4-الاقتصاد:

لا تطلق وكالة ناسا صناديقَ أموال في الفضاء.

تذهب معظم الأموال التي تُنفق على استكشاف الفضاء في اتجاه رواتب الآلاف من العمال الأمريكيين الماهرين الذين يقومون على نجاح بعثات وكالة ناسا.

5-الاستكشاف:

كونك إنسانًا يعني أن تكون مستكشفًا، حيث أن ذلك جزءٌ من تكويننا، فمنذ أن غادرت القبائل الأولى السافانا الأفريقية وانتشرت في أنحاء أوروبا وآسيا، أصبحت لدينا حاجة إلى استكشاف المجهول.

والآن قد زار البشر كل مكانٍ في العالم أو استقرّ فيه.

إن غريزة الاستكشاف لاتزال نَشِطة داخل البشر، ولكن لم يبقَ الكثير لنستكشفه.

بعض الناس يسعون إلى الأماكن النائية أو الغريبة لتلبية تلك الحاجة، ويخاطرون بحياتهم من أجل القيام بذلك.

البعض الآخر يتطلعون إلى السماء.

الفضاء هو الحدود النهائية، وهو يدعو ذلك المستكشف الموجود داخل كل واحدٍ منا.

6-التكنولوجيا الجديدة:

يجمع استكشاف الفضاء الكثير من الناس الذكية من العديد من المجالات المختلفة ويجعلهم يعملون معًا على بعض المشاكل الصعبة للغاية.

والنتيجة هي ليست فقط الاكتشافات العلمية الرائعة، ولكن أيضًا الكثير من الاختراعات والابتكارات المفيدة.

بدءًا من غذاء أصحّ للطفل، وصولًا إلى تقنيات أفضل لتشخيص سرطان الثدي، وحتى إلى صنع كرات غولف تطير بطريقة أفضل، التكنولوجيا في وكالة ناسا هي في كل مكانٍ حولك.

7- الإجابة على الأسئلة الكبرى:

كيف بدأت الحياة؟ كيف بدأ الكون؟ كيف نشأ عالمنا؟ هل نحن وحيدون؟

قد تم طرح تلك الأسئلة وغيرها من قِبَل كل جيلٍ منذ فجر التاريخ.

إن مجرد قدرتنا على طرح هذه الأسئلة هو دليل على قوة العقل البشري.

الآن، ولأننا نملك الذكاء والجرأة الكافيَين لاستكشاف الكون، فنحن نجد الأجوبة.

فعلى حد تعبير كارل ساجان: «نحن مكونون من بقايا النجوم ونتأمل في النجوم».

8- التعاون الدولي:

إن مشاريع استكشاف الفضاء الكبيرة هي دائمًا ما تكون نتيجة للتعاون الدولي تقريبًا.

المثال الأكثر وضوحًا هو محطة الفضاء الدولية، ولكن مكوك الفضاء عادةً ما يكون له رواد فضاء من دولَ أخرى، وتشمل الكثير من البعثات الروبوتية أدوات بناها فرق من بلدان أخرى.

بينما تستعد وكالة ناسا للعودة إلى القمر، فإنه يوجد بعثات مقدمة من اليابان والهند والصين وروسيا في المدارمُخطَّط لها، أو قيد الإنشاء.

في المستقبل سوف تشمل بعثات المريخ البشرية وكالات فضاء متعددة الجنسيات لتوزيع التكلفة بين عدة دول.

9-النجاة على المدى الطويل:

تقبع كل البشرية وإنجازاتها على كوكب الأرض.

إنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن يحدث شيء مدمّر لكوكبنا بحيث يغير مجرى الحياة التي نعرفها.

سواء كانت الكارثة طبيعية مثل مذنب مؤذٍ، أو كارثة ذاتية مثل حرب نووية، فإنه من الممكن أن أرضَنا لن تكون صالحة للسكن والحياة.

ماذا سيحدث بعد ذلك إلى كل تلك الإنجازات التي صنعها آخر ألف جيل من البشر؟ كل ذلك الفن والموسيقى والأدب وعلومنا، حتى الجينات الخاصة بنا من الممكن أن تُمحى، ذلك ما لم يكن هناك القليل من البشر يعيشون في مكان آخر في النظام الشمسي طبعًا.

إن استكشاف الفضاء واستعمار القمر والمريخ هو بوليصة تأمين للجنس البشري ولجميع إنجازاتنا.

هذا ما توصلنا اليه، واستنادًا إلى الأسباب المذكورة أعلاه، نعتقد أنه من المؤكد أن وكالة ناسا تستحق صرف 0.60٪ من الميزانية الوطنية (فقط ستة دولارات من أصل كل ألف دولار).

نحن مهتمون لسماع رأيك، هل الاستثمار في وكالة ناسا يستحق كل هذا العناء؟


  • إعداد: مريم خالد.
  • تدقيق: سارة عمّار.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر