الأبوة ليست بالشيء اليسير، إذ أنها تصيبك بالإرهاق لكنها تمنحك السعادة أكثر من أي عملٍ آخر.

ويمتاز الأطفال بلياقة وقدرة على استعادة نشاطهم أكبر حتى من الرياضيين، وفقًا لدراسةٍ جديدة.

واعتمدت الدراسة على بحثٍ سابق يقارن سرعة إرهاق الأطفال بعد التمارين الشديدة مع الرياضيين البالغين، وجد أن عضلات الأطفال أكثر مقاومة للإرهاق مما يسمح لهم باستعادة نشاطهم أسرع من عدائي سباقات الترايثلون وعدائي المسافات الطويلة ومتسابقي الدرجات.

وقال الباحثون: «قد يصاب الأطفال بالإرهاق أسرع من البالغين أثناء العديد من الأنشطة البدنية لقصور دورتهم الدموية وقلة تحملهم لأنماط حركية معينة ويمشون خطوات أكثر لقطع نفس المسافة التي يقطعها البالغون.

لكن عضلاتهم تستطيع المقاومة للإرهاق وتستعيد نشاطها أسرع وتتغلب على هذه المعوقات».

وقارن الباحثون معدلات استهلاك الطاقة وسرعة استعادة النشاط بعد سباقات دراجات بين أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 10 أعوام وبالغين هواة ورياضيين محترفين.

وبقياس معدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين ونسبة حمض اللاكتيك الذي يتخلص منه الجسم، تمكنوا من قياس سرعة استعادة النشاط بعد الأيض الهوائي والأيض اللاهوائي.

أثبتوا أن الأطفال يفوقون البالغين في كل هذه التجارب.

وقال الباحث سيباستيان راتيل: «يستخدم الأطفال الأيض الهوائي لذلك هم أقل عرضة للتعب أثناء الأنشطة البدنية الشديدة. ويستعيدون نشاطهم أسرع من رياضين محترفين بالغين.

واستُدِلَ على ذلك من خلال ضربات القلب والقدرة على إزالة حمض اللاكتيك».

لكن الدراسة هذه أجريت على عينة صغيرة تبلغ 37 مشاركًا فقط (كلهم ذكور، منهم 12 طفلًا قبل سن البلوغ، 12 من الهواة، 13 رياضيًا محترفًا) ولم تدرس الاختلاف بين الإناث الرياضيات والإناث في مرحلة الطفولة.

وقد يساعد ذلك الآباء على تطوير قدرات أطفالهم، لأن تحمّل العضلات يُبنى أثناء الطفولة، لذلك سيكون من الأفضل التركيز على جوانب اللياقة كالسرعة والقوة.

بالإضافة إلى أنه يساعدنا على فهم التغيرات التي يمر بها الجسم من الطفولة إلى البلوغ وكيفية تأثير هذه المرحلة الانتقالية على احتمال الإصابة بالأمراض.

وأضاف راتيل: «ومع زيادة الأمراض المتعلقة بعدم ممارسة الرياضة، من المفيد أن نفهم التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث أثناء النمو والتي قد يكون لها علاقة بالإصابة بالمرض.

وقد أوضح بحثنا أن الأيض الهوائي -على مستوى العضلات على الأقل- يقل مع انتقال الطفل إلى مرحلة البلوغ وهو الوقت الذي تزداد فيه الإصابة بالأمراض مثل السكري».


  • ترجمة: محمد السيد الشامي.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر