يُعد نوم الأطفال عند هدهدتهم أمرًا شائعًا. يشعر الأطفال والبالغون أيضًا بالنعاس في أثناء ركوب السيارة مدةً طويلة، إذ يوجد ما يتعلق بالمحفزات الميكانيكية الهادئة يدفع البشر من الأعمار كافةً إلى الشعور بالنعاس.

يتشابه النوم عند ذبابة الفاكهة إلى حد كبير مع نوم البشر، ويمكنك تعلم الكثير عن نوم البشر بدراسة النظام المتعلق بكيفية نوم الحشرات. أفاد باحثون في بحث نُشر في مجلة Cell Reports في الأول من ديسمبر عام 2020 أن الذباب يغلبه النعاس في أثناء الاهتزاز نتيجة شكل بسيط من أشكال التعلم المعروف بالتعوّد.

قالت كيونغهي كوه، الحاصلة على درجة الدكتوراه والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في معهد فيكي وجاك فاربر للعلوم العصبية ومركز علم الأحياء للتشابك العصبي في جامعة توماس جيفرسون: «يحب الأطفال الهدهدة عند النوم، ولكن الآليات العصبية الكامنة وراء هذه الظاهرة ما تزال لغزًا مبهمًا. أردنا النظر في ذبابة الفاكهة كنظام نموذجي لدراسة آليات تحفيز النوم عبر الهزّ».

وجد الباحثون أن الذباب ينام وقتًا أطول خلال الاهتزاز، وتنخفض استجابته للنبضات الضوئية التي تساهم في إيقاظه، ويزداد نشاطه بعد الهز، ما يشير إلى تراكم «رصيد النوم» لديه. بعبارة أخرى يتصرف الذباب وكأنه ينام وقتًا يزيد عن حاجته عند هزّه، ما يتيح له العمل بعد ذلك بجودة أكبر مع نوم أقل.

تشير هذه النتائج إلى أن النوم الناتج عن الهز يشبه النوم العادي، وقد يفيد بعض الوظائف الحيوية. بينت مجموعة الدكتورة كوه أن مقدار النوم الإضافي الذي يحصل عليه ذباب الفاكهة في أثناء الهز يعتمد على الخلفية الجينية له فضلًا عن تكرار الاهتزاز، واستنتجوا أن العديد من الأعضاء الحسية تشترك في هذه العملية.

لماذا ينام الأطفال الرضع عند الهدهدة - لماذا يغرق الأطفال الصغار بالنوم بعد هدهدتهم - لماذا يشعر الأطفال الرّضع بالنعاس بعد هزهم

المثير للاهتمام، أن الاهتزاز في بادئ الأمر يجعل الذباب أنشط من المعتاد، لكنه يدفعه إلى النوم تدريجيًا، فتتحسن قدرة الذباب على النوم عند استجابته للاهتزاز عدة مرات، ما يشير إلى الاعتياد الذي يعد شكلًا من أشكال التعلم البسيط. تقول الدكتورة كوه: «بمرور الوقت سيدرك الذباب أن الاهتزاز لا يشكل تهديدًا، ما يقلل ردة فعله على التحفيز الذي يجعله في حالة تيقظ». يبدو أن التخلص من اليقظة أمر ضروري للنوم الناجم عن الاهتزاز، فالذباب المعدل جينيًا مع مستويات متزايدة من الدوبامين الذي يزيده تيقظًا لا يستجيب للهز بالنوم.

لم يتضح بعد هل توجد آليات مماثلة لدى البشر أم لا؟ تقول الدكتورة كوه: «قد تساعد المزيد من الدراسات الاستقصائية على تطوير التحفيز الحسي وتحسينه لمساعدة البشر على النوم. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أهمية تشخيص المؤشرات التحفيزية على مدى عدة جلسات لكل فرد».

بيد أن الأهداف الأولية لفريقها تتلخص في التعرف على المزيد من الآليات العصبية الأساسية بتوظيف ذبابة الفاكهة نظامًا نموذجيًا، إذ يخططون للتعرف على خلايا عصبية معينة في دماغ ذبابة الفاكهة المعنية بهذه العملية وتحديد هل تماثل وظائف النوم الناجم عن الهز النومَ العادي فيما يتعلق بتعزيز الذاكرة وإطالة العمر؟ وهل يساهم التحفيز المتكرر للحواس الأخرى (مثل البصر والشم) في التحفيز على النوم؟

اقرأ أيضًا:

سبع عشرة نصيحة لنوم أفضل في أثناء الليل

هل تسبب الأجهزة الالكترونية اضطرابات النوم لدى الأطفال؟

ترجمة: لارا الطراونة

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: رزان حميدة

المصدر