لم يستمر كبار السن بممارسة الجنس رغم تراجع الوظيفة الجنسية ؟ – أُجريت دراسة عام 2007 على 3000 شخص من كبار السن في الولايات المتحدة الأمريكية مفادها أن الأشخاص الكبار في العمر قد يستمرون بالانخراط في النشاطات الجنسية والانجذاب إليها رغم تراجع الوظيفة الجنسية مع تقدم العمر، كما فعل 26% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و85 عامًا في هذه الدراسة.

تبعًا للتغيرات الفيسيولوجية المرتبطة بالعمر، فإن دوافع الأشخاص لإقامة علاقات غرامية وممارسة الجنس قد تتغير كلما تقدموا في السن، يمارس الناس الجنس عمومًا لأسباب متنوعة مثل:

  • المتعة الجسدية.
  • الحب وإنشاء علاقة حميمة.
  • إثبات الذات.
  • التمرد.
  • الالتزام، أي اعتباره بمثابة واجب ينبغي القيام به.
  • ضغط الأشخاص المحيطين.
  • إفراغ الطاقة.
  • اعتباره حالة قانونية أو شرعية.
  • الإنجاب.
  • بالإضافة إلى أسباب أخرى عديدة.

لكن السؤال المطروح هو: ما الذي يحفز النشاط الجنسي عند كبار السن؟

شملت عينة الدراسة 47 شخصًا من كبار السن يعيشون في إسرائيل (24 رجلًا و23 امرأة)، 23% منهم من إسرائيل و9% من أفريقيا و11% من آسيا و23% من أوروبا و23% من الولايات المتحدة.

كان 73% منهم من المتزوجين وحوالي 21% مطلقين و4% أرامل و1% عُزّاب، وكانت أعمارهم تتراوح بين 60 و91 عامًا، مع متوسط 13.5 سنة من التعليم، وأشار 44% منهم تقريبًا إلى وجود مشاكل جنسية، ولكن أكثر من نصفهم لم يناقشوا مشاكلهم مع الطبيب.

وتضمنت الدراسة إجراء مقابلات مع المشاركين وطرح بعض الأسئلة عليهم مثل:

  • كيف يمكنكم تحديد النشاط الجنسي؟
  • كيف يمكنكم تحديده في الأعمار المتقدمة؟

في رأيكم، ما هي الدوافع الجنسية أو أسباب ممارسة الجنس في الأعمار المتقدمة؟ وهل هي مختلفة عن الأسباب في الأعمار الأصغر؟

لماذا يتجنب بعض كبار السن القيام بعلاقات جنسية؟

كبار السن وممارسة الجنس

كبار السن وممارسة الجنس

وحسب الردود، قسم الباحثون الدوافع التي تجعل كبار السن يمارسون الجنس إلى فئتين:

دوافع شخصية:

– الحفاظ على المستوى الصحي للوظيفة الجنسية؛ إذ أبلغ بعض المشاركين عن سبب رغبتهم بممارسة الجنس من أجل فوائده الصحية المحتملة وتجنب فقدان الوظيفة الجنسية، كما أن تناول الطعام الصحي أو القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم لهما فوائد صحية لجسم الفرد وعقله، فالجنس يمكن اعتباره طريقة أخرى للحفاظ على الصحة العامة للفرد.

لتجديد الشعور بأيام الشباب أو بتعبير آخر: لتجنب أفكار الموت والإحساس بالعجز؛ إذ قال أحدهم والبالغ من العمر 61 عامًا: «كلما تقدمنا في العمر، نحتاج إلى إثبات أنفسنا وأننا لا نزال نستطيع القيام بذلك ولم نخسر قدرتنا على القيام بعلاقات جنسية، ولم نبلغ سن الشيخوخة بعد».

– الشعور بالرغبة والجاذبية؛ إذ عبّر العديد من الأشخاص عن قلقهم بشأن مظهرهم مثل وجود التجاعيد أو الجلد الرخو، فلجؤوا إلى ممارسة الجنس حتى يتمكنوا من الشعور بأنهم أشخاص جذابون ومثيرون ومرغوبون من قبل الطرف الآخر، وليستعيدوا ثقتهم بأنفسهم.

دوافع ترتبط بالطرف الآخر، أي الشريك:

– منها التقرب من الشريك وإقامة علاقة حميمة معه؛ إذ قال بعض المشاركين إنهم عندما كانوا شبابًا مارسوا الجنس لإشباع رغباتهم فقط ثم لاحقًا من أجل إنجاب الأطفال، لكن مع التقدم في العمر أصبحت الدوافع أهم من ذلك بكثير، مثل التقارب العاطفي مع الشريك والإحساس بدعمه وحنانه ودفئه.

– لإرضاء رغبات الشريك؛ إذ شعر العديد ممن أُجريت معهم المقابلة -خاصةً الرجال- أن دوافعهم تجاه العلاقات الجنسية كانت أنانية في الماضي، أما الآن مع التقدم بالعمر وتراجع الرغبة والوظيفة الجنسية، صار لديهم أسباب مختلفة لقيامهم بالعلاقات الغرامية وتجديدها، مثل ممارسة الجنس لاعتباره طريقة لإرضاء احتياجات الشريك ورغباته.

إذًا تختلف أسباب ممارسة الجنس ودوافعها حسب المرحلة العمرية، فعند الشباب مثلًا من أجل المتعة والسعادة ومن أجل إنجاب الأطفال، أما عند التقدم بالعمر وحدوث التغيرات الفيسيولوجية، تظهر دوافع وأسباب أخرى مثل الحفاظ على صحة جيدة وأداء جنسي جيد ولتجديد الشعور بأيام الشباب والشعور بالجاذبية والرغبة أو من أجل التقرب من الشريك وإرضائه.

وكما قالت إحدى النساء البالغة من العمر 65 عامًا: «العلاقات الجنسية تجعل الشخص يشعر بالكمال».

كيف يمكنك مشاركة رغباتك وخيالاتك الجنسية مع الآخرين؟

ترجمة يوسف الجنيدي – تدقيق سمية المهدي – مراجعة صهيب الأغبري

المصدر