ليس الإنسان وحده من يتعامل بمبدأ المنفعة
العلاقة الحميمة بين البكتيريا والشعاب المرجانية مثالًا


وجد أن للبكتيريا في بعض التجمعات التكافلية دورًا هامًا في مساعدة الشعاب المرجانية على التكيف مع درجات الحرارة العالية وحمايتها من بهتان لونها.

حيث تعتمد الشعاب المرجانية في نموها وعملها على البكتيريا التكافلية، والتي تسمى بالميكروبيوم، إذ إن هذه العلاقات ذات المنفعة المتبادلة قد تمكن الشعاب المرجانية من البقاء على قيد الحياة في المحيطات ذات الاحترار السريع؛ وذلك لأن البكتيريا قصيرة الأجل بإمكانها التكيف بسرعة أكبر من الشعاب المرجانية طويلة الأجل؛ وبالتالي قد توفر لها بعض الحماية.

 

 

قال أستاذ مشارك في العلوم البحرية في مركز أبحاث البحر الأحمر في جامعة الملك عبد الله، والذي قاد المشروع بالتعاون مع علماء في جامعة ستانفورد: «إن التحدي الذي يواجهنا هو فهم التفاعلات التكافلية بين الشعاب المرجانية والكائنات الأخرى، وقد قمنا بإجراء تجربة سمحت لنا مراقبة تلك التفاعلات بين الشعاب المرجانية والبكتيريا مع مرور الوقت، ثم تقييم استجاباتها للتغيرات في درجة حرارة الماء».

قام الفريق بإجراء بحثهم في أحواض الشعاب جنوب المحيط الهادئ بالقرب من جزيرة أوفو في حديقة ساموا الأمريكية الوطنية. حيث اختاروا حوضين على مقربة من بعضهما و يحتويان على نفس النوع من الشعاب المرجانية وهو ( Acroporahyacinthus)، ولكن درجات الحرارة مختلفة بينهما، أحدهما درجة حرارته منخفضة نادرًا ما تتجاوز 32 درجة، والآخر يتردد بين 25 و35 درجة مئوية.

 

 

وقام الفريق الدولي بأخذ بعضًا من قطع الشعاب المرجانية من حوض وزراعتها في الحوض الآخر، ثم راقبوها عن قرب هي والبكتيريا المرتبطة بها في كل من بيئتها الأصلية والجديدة.

قال الأستاذ المشارك: « بعد سبعة عشر شهرًا من الزراعة أجرينا تجربة قصيرة المدى، ووجدنا أن البكتيريا المرتبطة بالشعاب المرجانية المزروعة من البيئة الباردة إلى البيئة الأكثر دفئًا قد تغيرت وأصبحت أكثر مقاومة للحرارة، وهذا يشير إلى أن هذه البكتيريا قابلة للتكيف ويمكنها مساعدة الشعاب المرجانية على التكيف مع البيئات المتغيرة، وهي بالفعل نتيجة مثيرة».

 

 

كما وجد أن الشعاب المرجانية التي بقيت في بيئتها الأصلية الباردة قد بهت لونها بشكل أكبر من التي انتقلت للحوض الأكثر دفئًا، وذلك تماشيًا مع البكتيريا التكافلية المكتسبة حديثًا في بيئتها الجديدة، حيث أظهرت تحليلات للتجمعات الميكروبية في الأحواض أن البكتيريا التكافلية التي تتحمل الحرارة العالية تقوم بعمليات أيض الكربوهيدرات بصورة أكبر، وأيضًا تمتلك نظامًا فعال لإيصال السكر.

 

 

وأضاف: «إن خطوتنا القادمة هي إثبات أن بكتيريا معينة يمكنها أن تساهم بشكل مباشر في مقاومة العائل للحرارة، وذلك من خلال إثبات أن غياب بكتيريا معينة يجعل العائل حساس للحرارة، في حين وجود علاقة مع نفس البكتيريا يجعلها أكثر تحملًا للحرارة».


إعداد: لينا ابراهيم
تدقيق: محمد نور

المصدر