وجد إحصائي في هارفارد طريقة لمعرفة ما إذا كان لينون أم مكارتني.

«احتمالية أن (في حياتي) كُتِبت بواسطة مكارتني تساوي 0.18، وذلك يعني بشكلٍ مقنعٍ إلى حدٍّ كبيرٍ، أنها أغنية للينون».

وبهذا قدّم باحث هارفارد والمشجّع المتحمّس لفرقة البيتلز (مارك جليكمان) إسهامه البارز في إحدى مجادلات حانة موسيقى

البوب الخالدة: مَن كتب أفضل أغاني البيتلز؟

الفرق هذه المرة أن جليكمان لديه العلم إلى جانبه.

مع صديقه جايسون براون مشجّع البيتلز -أستاذ الرياضيات في جامعة دالهوزي- قام جليكمان، وهو محاضر كبير في الإحصاء، بتسليم سؤال حول ما إذا كان جون لينون أو بول مكارتني قد كتب بعضًا من أكثر ألحان (الفاب فور) التي لا تُنسَ.

هذه العملية، لعشاق الموسيقى غير الفنية، هي أكثر مللًا من أيّ شيء آخر -حتى رينجو- عملت عليه البيتلز.

يمكنك قراءة المزيد حول الموضوع هنا.

لكن النسخة السريعة هي المفضّلة لدى ريان سونغ، طالب إحصاء سابق في جامعة هارفارد، وقد ابتكر طريقة بخمس مراحل لتحليل كل أغاني البيتلز من 1962 إلى 1966.

الفكرة، كما يقول جليكمان، هي بتحويل الأغاني إلى مجموعات من هياكل البيانات المختلفة.

يقول جليكمان: «فكّر في تفكيك لون إلى ألوانه المتناسقة المكوّنة من الأحمر، والأخضر، والأزرق مع أوزان مختلفة متصلة».

«نحن نفعل الشيء نفسه مع أغاني البيتلز، من خلال أكثر من ثلاثة عناصر».

«في النهاية، تقسّم طريقتنا الأغاني إلى مجموعة من 149 مكوِّنًا متناسقًا».

تضمنت مجموعات البيانات تردّدات من الأوتار (الكوردات) التي تُستخدم عادةً، والنغمات الموسيقية التي غنّاها المغني الرئيسي، والأوتار التي تتبّع بعضها، وأزواج النغمات اللحنية، وما إذا كانت التتابعات اللحنية تعلو وتنخفض، أو تبقى كما هي.

يقول جليكمان: «انظر إلى أغنية لينون، (مساعدة!)»، «النغمة لا تتغير كثيرًا، وتبقى في نفس النغمة بشكل متكرّر، لا تتغير إلا في خطوات قصيرة».

«في حين أنه مع بول مكارنتي، تأخذ أغنية مثل (ميشيل) و تبدأ:

(Michelle, ma belle. Sont les mots qui vont très bien ensemble.)

من حيث النغمة، إنه في كل مكان».

من كل ذلك، كان لدى الفريق معلومات كافية لتطبيق عملية أخرى من ثلاث خطوات لبناء نموذج لاحتمال ما إذا كان لينون أو مكارتني قد كتب أغنية.

والضحية الأولى؟ (في حياتي)، من ألبوم الروح التائهة 1965، أغنية مصنّفة رقم 23 على رولينج ستون من أعظم 500 أغنية على الإطلاق، في حين أنه تم إدراجها كأغنية لينون-مكارتني، والذي يدلّ على قيام لينون بمعظم العمل إلا أن مكارتني عارض هذا في الماضي.

لكن نموذج جليكمان يشير إلى أن مكارتني «ينسى».

يقول جليكمان: «لا ندَّعي أننا نعتقد أن بول مخطئ، بل إن نموذجنا يقترح فقط أن أنماط التعابير الموسيقية في أغنية (في حياتي) تتطابق أكثر مع أسلوب لينون في الكتابة، مقارنةً بالنماذج التي سجلناها».

ومع ذلك، قد يتمكن مكارتني من المطالبة بأغنية (الكلمة)، التي اعتقد جليكمان أنها كانت أغنية لينون.

سيكشف جليكمان المزيد من التفاصيل حول الدراسة في محاضرة في الاجتماعات الإحصائية المشتركة لعام 2018 في الأول من أغسطس في فانكوفر.

وفي مرحلة ما بعد أن يكون الفريق قد وضع اللمسات الأخيرة على نماذجه، يقول جليكمان أنها قد تطلق قائمة أكثر اكتمالًا من الأغاني التي حلّلتها ومن المؤلف الذي ينسب النموذج أغانيه له.

يقول جليكمان أن هناك الكثير من ذلك لحل نقاشات البوب المريرة.

ويضيف: «يمكن تمديد هذه التكنولوجيا، يمكننا أن ننظر إلى تاريخ البوب ورسم مسار تدفق الأسلوب».

«نحن نفكر أيضًا في استخدام محتوى كلمات الأغاني لتحسين احتمالية التنبؤات، وفي النهاية، نرغب في إتمام عملية جمع البيانات، والتي رُبِطت يدويًّا بواسطة مؤلفي المساعد جاسون، كي يمكننا وصف أنماط التأليف الموسيقي لمختلف الفنّانين الموسيقيين».

وبعد بضع سنوات من ضبط النموذج، يقول جليكمان إنه لا يزال يساند (مكارتني).

«بشكل عام، أميل إلى جذب المزيد لأغاني مكارتني، والتي في رأيي تميل إلى أن تكون أكثر ثراءً في التفاصيل الموسيقية» كما يقول.

«من ناحية أخرى، فإن الموسيقى التي كتبها لينون خلال فترة 1966-1967 على وجه الخصوص هي على الأرجح بعض أفضل “موسيقى بوب” في كل العصور (يوم في الحياة، حقول الفراولة، أنا حصان البحر.. إلخ)».


  • ترجمة: عمر أيمن محمود
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر