ل أول مرة باحثون يسجلون محادثة بين اثنين من الدلافين و الأمنية أنهم لا يتآمرون علينا


لأول مرة، قام الباحثون بتسجيل محادثة بين دلفينيّن في البحر الأسود من نوع ذي المنقار، يتحدثان مع بعضهما البعض، ويبدو أن الاتصال فيما بينهم أكثر تعقيدًا مما نظن.

في حين أن العلماء يعرفون منذ سنوات أن الدلافين تستخدم لغة معقدة للغاية للتواصل فيما بينها؛ فإن الاستنتاجات الجديدة تقترح أن الدلافين ربما تكون قادرة على تكوين جملة من خمس كلمات، بالإضافة لإمكانية استخدام قواعد للتأثير على المعنى.

وقال قائد الفريق فياتشيسلاف ريابوف (Vyacheslav Ryabov)، من محمية كاراداج في فيودوسيا في روسيا، لسارة كانابتون على التليغراف : «أساسا؛ هذا التصرف يشبه محادثة بين شخصين». وأضاف: «كل نبضة تصدرها الدلافين تختلف عن الأخرى من خلال مظهرها في المجال الزمني، ومن مجموعة من المكونات الطيفية في مجال التردد».

اكتشف الفريق هذه الأنماط من الكلام باستخدام نوع جديد من الميكروفونات المائية يدعي الهايدروفون، وهذا ما سمح لهم بتسجيل حديث الدلفينيّن في محمية تسمى ياشا ويانا (Yasha and Yana) مع مستوى عالٍ من التفاصيل.

وبعد تحليل هذه التسجيلات، يقول الفريق أنه وجد أدلة على أن الدلافين تشكل “كلمات”، عن طريق انبعاث نبضات مختلفة تختلف في التردد، ومستوى الصوت، والطيف؛ تمامًا مثل اللغة البشرية!

في حين أنه من المستحيل أن نعرف في هذه المرحلة ما يمكن أن تعنيه هذه الكلمات، يقول الفريق أن الدلافين تظهر على أنها تشكل جملًا تصل إلى خمس كلمات في الطول أثناء حديثها المختصر.

هناك أدلة أيضًا على استخدام التراكيب النحوية، والذي من شأنه أن يسمح للجمل أن تكون أكثر تعقيدًا، لكن هناك حاجة لمزيد من الأدلة لتأكيد هذا.

ربما يكون الأكثر روعة حول التفاعل بين الدلافين هو أنها تبدو مهتمة تمامًا فما يقول الآخر، واستيعابهم بضرورة تبادل الحديث لفهم ما يعنيه الآخر.

قال ريابوف للتغراف: «أظهر تحليل العديد من الموجات المسجلين في تجاربنا أن الدلافين يتناوبون في إنتاج الجمل، ولا يقاطعون بعضهم البعض، مما يعطي سببًا للاعتقاد بأن كل من الدلافين استمع إلى نبضات الآخر قبل إنتاج النبضات الخاصة به».

«تضم هذه اللغة كافة ميزات التصميم الموجودة في لغة البشر المحكية، وهذا يشير إلى وجود مستوى عالٍ من الذكاء والوعي عند الدلافين، ويمكن اعتبار لغتهم ظاهريًا لغة منطوقة بدرجة عالية من التطور، أقرب إلى لغة الإنسان».

وبناءً على هذه النتائج يقول رايبوف: «هنالك أدلة كافية تشير إلى أن الدلافين تقوم بذلك. في الواقع، لديهم لغتهم الخاصة جدًا بهم والتي ما زلنا في بداية فهمها فقط».

الخطوة التالية والتي ستكون خطوة كبيرة، ستكون لمعرفة كيفية ترجمة “كلماتهم” إلى لغة الإنسان.

وقال رايبوف: «يجب على البشر اتخاذ الخطوة الأولى لإقامة علاقات مع أول كائن ذكي على كوكب الأرض من خلال خلق أدوات قادرة على التغلّب على الحواجز التي تقف في طريق استخدام لغات، وفي طريق الاتصالات بين الدلافين والبشر».

 

 قد لا يكون التخاطب الشيء الوحيد الذي يشترك به الإنسان مع الدلافين، ففي العام 2011 وجد الباحثون أن الدلافين تقدّر الصداقات والأقارب تماما كما نفعل نحن. وفي وقت سابق من هذا العام، وجد علماء من إيطاليا أن الدلافين والحيتان تعلن الحداد على موتاهم.

ستتطلب العملية الكثير من الأبحاث للوصول بنا إلى مكان حيث يمكننا أن نفهم أكثر من أي شيء تقوله الدلافين لبعضها البعض، ولكن القدرة على تحديد مفتاح لغة التواصل فيما بينهم يعتبر قفزة عظيمة ونقطة انطلاق.


ترجمة : علي عبدالله
تدقيق : دانة أبو فرحة
المصدر

المراجع