مجرّدَ التفكيرِ بهذا السؤال يبعثُ الرهبةَ في عقولنا، فعلى الرغم من كوننا على دراية بخطورة الاحتباس الحراري منذُ زمن طويل نسبيًّا، لكنّ الحكومات لم تنتهِج السياسات الواقية إلا حديثًا، حتّى الشركات التي تزوّدنا بالطاقة، ما زالت إلى الآن تبحثُ عن مصادر أُخرى للوقود.

تُرى هل سيصمد كوكبنا العزيز أمام هذه الكارثة؟

كيف يحدث الاحتباس الحراري؟

 

عند حرق الوقود الأحفوري ينبعث ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى في الجوّ.

تتراكم هذه الغازات في الغلاف الجوّي، وتسمى بغازات الدفيئة (greenhouse gas)، ذلك لأنها تمتص أشعة الشمس المرتدة عن السطح، مانعةً إياها من الخروج من الغلاف الجوي؛ فيترجم المناخ تلك الأشعّة إلى حرارة، وبذلكَ يصبح صيفنا أكثرَ حرارةً من ذي قبل.

إذا استمرينا بحرقِ الوقود الأحفوريّ، ستتراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي أكثر وأكثر، مما يعني استيعاب كميّة أكبر من هذه الأشعة، والسماح لكوكبنا بامتصاص حرارةً أكثر.

تمتصُّ اليابسة والمحيطات حاليًّا الكثير من مخلفات حرق الوقود الأحفوري.

لكن في إحدى الدراسات الجديدة، تمّ بحث تأثير حرق 5000 جيجا طن، وهو المخزون المقدّر من الأحفوريات على الطبيعة، وقد توصل الباحثون إلى نتائجَ مخيفة جدًّا.

يتوقع الباحثون أن تبقى الأرض قادرة على امتصاص الكربون حتى عام 2100 تقريبًا، لكن عندَ هذه النقطة ستكون الأرض مشبَّعة بغاز ثاني أكسيد الكربون، ولن تستطيع امتصاص المزيد.

أما المحيطات ستقلّ قدرتها على استيعاب الانبعاثات، مما سيدفع بأغلب هذه الانبعاثات إلى الجو.

 

كما أنّ درجات الحرارة شديدةِ الارتفاع؛ ستحدّ من نمو النباتات في المناطق الاستوائية.

وفي حلول عام 2300 يتوقّع العلماء أن يكون الارتفاع في درجات الحرارة ما بين 6.4 إلى 9.5 درجات، وما بين 15 إلى 20 درجة في القطب الشمالي.

إضافةً إلى ذلك، سيحدث تغيير ملحوظ في معدّل هطول الأمطار، حيث أنّ هطولها سيزداد بأضعاف في مناطق معينة.

دراسات أخرى تقترح أن الاحتباس الحراري الناتج عن حرق المخزون الأحفوري بأكمله سيتسبب بإذابة الجليد بكاملهِ في القارة القطبية الجنوبية (Antarctica)، بالتالي سيزداد ارتفاع سطح البحر حوالي 200 قدم، أي إغراق معظم المدن الرئيسية في العالم.

 

بينما تتحدّث الحكومات حولَ إبقاء الاحتباس الحراري أقلّ من درجتين مئويّتين، تواصل شركات الطاقة البحث عن أماكن ومصادر أخرى لاستخراج الهيدروكربونات (hydrocarbons).

في هذه المرحلة، ليسَ من الواضح أبدًا أيّ مستقبل ينتظرنا. لكن على أي حال، لا داعي للهلع الآن، فتأثير الاحتباس الحراري لن يبدأ بليلة واحدة.

ولحسن حظّنا، إنّ إنتاج الطاقة بواسطة المصادر المتجددة مثل الرياح، الماء، وأشعة الشمس تتطوّر بشكل جيّد.


ترجمة: بشار زحالقة
تدقيق: لؤي حاج يوسف
تحرير: ياسمين عمر

المصدر الأول
المصدر الثاني