قد ينزعج شريكك منك أحيانًا، لسبب تعرفه أو لا تعرفه. مع أنك قد تفضل تجنُّب المزيد من الصراع، والانتظار بعيدًا حتى تهدأ الأمور، لكن الدراسات تخبرنا أن معالجة المشكلة مباشرة هو أفضل ما يمكنك فعله، قد تشعر بعدم الراحة في البداية لكن فور أن تتخلص من الفوضى الشعورية، ينتهي بك الأمر إلى خوض محادثات عميقة تفيد العلاقة على المدى البعيد.

ستجد هنا بعض الطرق البسيطة التي يمكنك بواسطتها تحسين تواصلك مع شريكك عندما تجرح مشاعره، وتجنُّب المواجهات الغاضبة والصامتة.

اعترف بمشاعرهم:

لا تتجاهل الموقف أو تحاول إلقاء الدعابات، قد لا يعجبك ما يشعر به شريكك، لكنك مُلزم باحترام مشاعره وإظهار التعاطف أمامه. كل ما يريده شريكك هو أن يشعر أنك تفهمه وتقبله وتهتم به.

الهدف ليس أن توافق على ردة فعله فهي قد لا تعجبك فعلًا، لكن الهدف هو مجرد الاعتراف بأن مشاعره قد تأذت. فكر في روعة سماع كلمات مثل «أستطيع أن أفهم لماذا قد يجعلك ذلك غاضبًا»، هذا النوع من العبارات يُشعِر شريكك بأنك تسمعه وأن مشاعره مقبولة لديك.

لا تقل:

سنذكر هنا بعض الأمثلة على العبارات غير المفيدة التي قد تُزيد النزاع سوءًا:

«إنه ليس بالأمر المهم»

إنه أمر مهم بالنسبة إلى شريكك، لذا يجب أن يكون مهمًا لك أيضًا، وإن كنت تعتقد أن شريكك يبالغ في رد فعله، فهو يتألم بسبب شيء فعلته، مهمتك الآن أن تجعله يشعر بتحسن.

«يمكنني أن أحل مشكلتك»

التفكير في أنك تملك الحل لمشكلة شريكك أمر قد تعده اهتمامًا به، لكن شريكك قد يرغب ببساطة في أن تتفهمه وتشعر به فقط، بدلًا من حل المشكلات.

«أنت لست منطقيًا»
قد يكون لشريكك رأي مختلف في الموقف، لكن هذا لا يعني أن رأيه غير صحيح.

«…»

عدم قول أي شيء على الإطلاق أو تجنب المحادثة لا يساعد في حل الخلاف، لكن يمكنك أن تأخذ وقتًا مستقطعًا أو مساحة لتهدأ قليلًا قبل العودة إلى المحادثة.

تحمل المسؤولية:

عندما تفعل شيئًا يؤذي شريكك، عن قصد أو بغير قصد، فمن الأفضل دائمًا أن تتحمل مسؤولية ما فعلت، إذا لم تكن مدركًا لما قلته أو فعلته، اسأل بوضوح.

من المهم أن تُظهر لشريكك أنك تعرف خطأك وأنك مستعد لتحمل مسؤولية أفعالك، هذا يجنبك العبارات المزعجة مثل «آسف إذا آذيتك» أو «آسف لأنك مستاء»، فكل ما تفعله هذه العبارات هو نقل مسؤولية ماحدث لتصبح على عاتق شريكك بدلًا من عاتقك، إنها تقول له بشكل غير مباشر «لا يفترض أن تتأذى أو تنزعج بشأن شيء صغير جدًا، لكنني سأعتذر بداعي الشفقة».

فيما يلي بعض العبارات المفيدة:

  •  «أعلم أن ما فعلته كان خطأ، أتمنى لو أني فكرت قبل أن أتصرف، لقد ارتكبت خطأ كبيرًا».
  •  «لا عذر لي على ما فعلته».
  •  «تحدثت معك بطريقة خاطئة ولم أدرك كم آذيتك».

اشرح، لا تقدم أعذارًا:

إن تقديم اعتذارك مسبوقًا بعبارة «لا أريد أن أبدو وكأنني أقدم أعذارًا، ولكن ..» يسيء إلى التواصل بينكما.

خلق الأعذار هو ما نفعله عندما لا نريد تحمل مسؤولية خطأ ما، فنلقي اللوم على شخص آخر. كأن تقول: «كان علي ألا أصرخ في وجهك، لكنني متوتر»، أنت هنا تقدم عذرًا يضعف اعتذارك.

أما عندما تقدم تفسيرًا مع استمرار الاعتراف بالخطأ فهذا يقوي اعتذارك، كأن تقول: «لقد كنت تحت ضغط كبير، لكنه ليس عذرًا للصراخ»، هذا يجعل شريكك يتفهم سبب إيذائك له.

أظهر مدى أسفك:

كن صادقًا في اعتذارك، اعترف بخطأك وحدده بدقة، لا تقل «آسف» فحسب بل أثبت أسفك بالفعل، والأهم أن تكون صبورًا، فإظهار أسفك قد يستغرق وقتًا.

مع أهمية طلب المسامحة، تذكر أن شريكك قد لا يكون مستعدًا ليسامحك بعد، فكر مليًا فيما يمكنك فعله لتصحيح الأمور، إذا لم تعرف ما قد يساعدك على ذلك، اسأل شريكك عما يمكنك فعله لجعله يشعر بالتحسن، قد تضر الإيماءات الرمزية والوعود الفارغة والاعتذارات غير الصادقة أكثر مما تنفع.

كن منفتحًا ومرنًا:

قد تجد صعوبة ألّا تدافع عن نفسك عندما يصرح شريكك بعدم رضاه عن شيء فعلته أو قلته، كما قد يكون صعبًا عليك أن تضع نفسك مكان شريكك لتتفهم موقفه، قد لا يؤدي حل الخلاف إلى الشعور بالارتياح، لكن التحلي بالمرونة في طريقة تفكيرك في الموقف نفسه قد تفيدكما.

تعلم مما حدث:

قد تؤذي النزاعات العلاقة، لذا من المفيد أن تتعلم مما فعلته سابقًا لتجنب تكرار النزاع، تذكر ما أزعج شريكك وتجنَّبه.

عندما تتخذ خطوات للتعرف على شريكك وفهمه فهمًا أفضل فأنت تقوي علاقتك به.

ماذا لو بقي شريكك منزعجًا؟

إذا بقي شريكك مستاءً بعد مرور الكثير من الوقت، فقد تحتاج إلى مزيد من المساعدة، تفاقم النزاعات غير مفيد لأي شخص، لذا حاول حلها فور أن تدرك أنها ما زالت موجودة أو فور أن تظهر مرة أخرى.

إذا لم يشعر شريكك بتحسن، فكر في طلب المساعدة من المختصين.

اطلب مساعدة مختص:

قد يصعب تعافي العلاقة بعد حدوث أزمات كبيرة، إذا شعرت أنك عالق في جهودك لإصلاح الأذى، فكر في طلب استشارة الأزواج، قد تكون فكرة فعالة للغاية، خاصة إذا طلبها الأزواج عاجلًا.

قد يساعدك المستشار على تحديد الأنماط المدمرة في العلاقة ويعلمك كيفية التواصل مع شريكك بفعالية أكبر، قد تعطيك الاستشارة أيضًا نظرة ثاقبة لمشاعر شريكك واهتماماته.

اقرأ أيضًا:

لماذا يخفي شريكك بعض الأسرار عنك؟

علامات تدل على أن شريكك مسيطر في العلاقة

ترجمة: مرح الخرفان

تدقيق: آلاء رضا

المصدر