ماذا قرر باحثو منشآت هارب (HAARP) لمواجهة ادعاءات أصحاب نظرية المؤامرة؟


منذ سنوات، تحولت دراسة العلماء لامتدادات الغلاف الجوي العليا إلى منشأة أبحاث نائية في ألاسكا، تعرف باسم (برنامج هارب – الشفق النشط عالي التردد-HAARP)، التي تُعد إحدى أقوى أجهزة الإرسال في العالم.

وفرت مصفوفة أجهزة إرسال ( برنامج الشفق النشط عالي التردد هارب -HAARP ) المعلومات عن بعض العمليات الأساسية في الطبيعة، التي تحدث عند حافة الغلاف الجوي.

إلا أن المنشأة لم تسلم من اتهامات نظريات المؤامرة حول دوافعها.

حدد الباحثون المسئولون يومًا مفتوحًا لزيارة المحطة _التي تقع وسط الجبال، جنوب (فيربانكس) حوالي 250 ميل_ في محاولة لدحض بعض تلك الأفكار الجامحة والاتهامات التي توجه إليها حول كل شيء؛ بدءاً من الزلازل وصولًا إلى تحطم مكوك الفضاء كولومبيا وتقارير هودسون هونجو لموقع جيزمودو.

يقول بعض أصحاب نظرية المؤامرة إنه سلاح تجريبي للتحكم بالطقس، بينما يقول البعض الآخر إنه جهاز للتحكم بالدماغ.

مجموعة من المعطيات تتوفر في منشأة ( برنامج الشفق النشط عالي التردد هارب -HAARP ) تجعل منها أرضًا خصبة لاتهامات أصحاب نظرية المؤامرة _وفقًا لصحيفة (Alaska News-Miner)_ فالصور الصادرة منها قد تبدو غامضة بعض الشيء.

والمنشأة عبارة عن أداة عملاقة تتكون من 180 هوائيًا ضخمًا ممتدًا على مساحة 33 فدان، في موقع بعيد. بالإضافة إلى حقيقة بنائها كمشروع مشترك بين سلاح الجو الأمريكي، القوات البحرية ووكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA).

يقول (سو ميتشيل)، مدير المنشأة حاليًا والمتحدث باسم المعهد الجيوفيزيائي لجامعة ألاسكا في فيربانكس: »نأمل أن يتعرف الناس على العلوم الحقيقية لتلك المنشأة«.

ويقول (يرث روزن) لوكالة (Alaska Dispatch News): »نأمل أن يدرك الناس أنها غير قادرة على التحكم في الدماغ أو الطقس أو أي من الأشياء الأخرى التي اتهمت بها«.

منشأة ( برنامج الشفق النشط عالي التردد هارب -HAARP ) بعيدة عن ما يعتقده البعض بأنها سلاح إشعاعي أو سلاح للحرب النفسية.

فقد أُنشأت لدراسة الغلاف الأيوني _الحافة العليا من الغلاف الجوي_ حيث تنشأ ظاهرة الشفق القطبي، وتنتقل موجات الراديو من المرسل إلى المستقبِل.

ولدراسة الغلاف الجوي، يطلق الحقل المحيط بهوائيات الراديو موجات راديو عالية التردد إلى طبقة الغلاف الأيوني بينما تقيس أجهزة الاستقبال الأخرى على الأرض تأثيراتها، وفقا لـتقارير (News-Miner).

ووفقًا لذات الصحيفة، فإنه _دون فهم واضح للدراسة العلمية التي تجري هناك_ من الطبيعي أن يُعتقد أن المنشأة تتلاعب ببعض القوى الطبيعية.

لكنها تحتوي _بطبيعة الحال_ معدات أكبر وأضخم من تلك التي يستطيع أي شخص شراءها من متجر الإلكترونيات، وتعتبر من المعدات القليلة الأساسية للعلماء في دراسة الغلاف الأيوني؛ فالمنطقة أعلى من أن تصلها المناطيد، وأكثر انخفاضًا بكثير عن مدارات الأقمار الصناعية.

أعلن (يرث روزن) أن منشأة ( برنامج الشفق النشط عالي التردد هارب -HAARP ) سوف تفتح أبوابها للزوار ابتداءً من 26 أغسطس، الساعة التاسعة صباحًا.

بالإضافة لجولات إرشادية ومحاضرات علمية في محاولة لتثقيف العامة بشكل أفضل.

سيتمكن الزوار أيضًا من إلقاء نظرة على أنواع مختلفة من (الطائرات دون طيار_(Petting Zoo التي تستخدمها المنشأة في دراساتها، ومنشآت قريبة أخرى ساهمت في دراسة التُربَةُ الصَّقِيعِيّة في ألاسكا والنشاط الزلزالي.

قد لا تروق هذه الخطوة للبعض، لكنها تستحق التجربة بقدر اهتمام الباحثين في ( برنامج الشفق النشط عالي التردد-HAARP ) بخوضها.


ترجمة: فادي سامح روماني
تدقيق: آلاء أبو شحّوت
المصدر