ماذا لو أمطرت السماء ولم يكُن بحوزتك مِظلّة، فهل يجب عليك أن تركُض لتخرج من مكان المطر بسرعة أم أن تخرُج وأنت تمشي؟

بالتأكيد إن الركضَ سوف يجعلُكَ تخرجُ بسرعة، ولكنّه في الوقتِ ذاته سيُعرّضكَ لمواجهة المزيد من قطرات المطر على طول الطريق، وهنا بالضبط تكمُن المُعضِلة.

إنَّ العِلم يُعطيكَ الإجابة لمُعظَم الحالات؛ اركُض.

يقول فرانكو بوتشي – Franco Bocci، أستاذ الهندسة في جامعة بريشيا –Brescia في إيطاليا: « إنَّ الركضَ بأسرع ما يمكن هو الطريقةُ الأفضل عادةً للتقليل من البَلَل».

كما وأظهرَ بوتشي أنَّ سرعة الإنتقال الأمثل لتجنّب المطر تختلفُ تِبعًا لنحولةِ الشخص، سرعة الرياح، حجم قطرات المطر، والزاوية بين الطريقِ وإتجاه الرياح.

مجموعة معيّنة من هذه العوامل تُعيِّن سُرعة الإنتقال الأمثل، والتي قد تكون في بعض الأحيان أبطأ حتَّى من سباق العَدُو السريع.

ولأخبار BBC قال بوتشي: « بشكلٍ عام، إنَّ الحل الأفضل هو أن تركُض بأسرع ما يُمكن، ولكن ليس دائمًا، فإن كُنتَ نحيلًا فعلى الأرجح أن يكون هنالك سرعةٌ مُثلى، وإلّا فمن الأفضل لكَ أن تركُض بسرعة».

والجدير بالذكر أنَّ هنالك عددٌ قليلٌ من الاستثناءات سهلةُ التحديد؛ الحالة الأولى إذا كانت الرياح تهبُّ بجهة إنتقالك؛ فعليك أن تحاول ما أمكن لتركُض بنفس سُرعة الرياح، تلك السرعة عندما تشعُر بأقل نسبة من المطر والرياح بمواجهَتِك.

الحالة الثانية إذا كانت الرياح تهبُّ من وراء ظهركَ بزاويةٍ ما، فعليكَ أن تُهروِل أسرع قليلًا مما تعتقد أنها تهبُّ به، واعلم بأنَّه كلّما زادت الزاوية من وراءك، كلّما كان عليك أن تُسرع أكثر.

تتّبع حسابات بوتشي تلقيدًا طويلًا من الفيزيائيين في محاولةٍ لمُعالجة المُشكلة المُعقّدة لاستراتيجيّات الإنتقال الأمثل أثناء هطول المطر، في حين أنَّ الجهود السابقة كانت تميلُ لتبسيط المُشكلة؛ وبالتالي أنتجت إجابات بسيطة، كما و وصف بوتشي عمَلهُ بأنَّه يكشف عن مدى تعقيد مُعضلة المشي مقابلًا مع الركض، وأنَّ الإجابة ستُصبح أكثر تعقيدًا كُلّما ازداد أَخْذُ عوامل الفيزيائيين بالحُسبان.

ولكن في العموم، بقدَرِ ما كُنت تشعُر بالقلق من هذا الأمر؛ لا تمشِ بل اركض لأقرب مكانٍ تتجنب فيه البلل، أو احمل مظلّةً في المرّة القادمة.


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر