ماالذي سيحدث لو كان للأرض أكثر من قمر؟ هل سيتغير المد والجزر، أو الطقس، أو الفصول الأربعة، أو دورة الأرض؟

من الطبيعي أن يتأثر المد والجزر على الأرض بوجود أقمار أخرى، لأن الشمس والقمرهما السببان الرئيسيان لحدوث المد والجزر.

إذا كان هناك العديد من الأقمار حول الأرض، فيمكن أن يكون ارتفاع موجة المد والجزر عالي ومنخفض، لأن الأقمار فى هذه الحالة يمكن أن تلغي آثار بعضها البعض جزئيًا أو تضاف معًا.

ويمكن أيضًا أن يكون هناك أكثر من مدَّين عالِيَين يوميًا، كما يمكن أن تكون دورة المد والجزرأقل انتظامًا مما هي عليه.

إذا كان للأرض العديد من الأقمار، سيكون هناك أيضًا عدد أكبر من ظواهر الكسوف الشمسي.

وهذان الأمران من المحتمل أن يكونا الأثرين الأكثر ملاحظةً.

وذلك لأن الفصول الأربعة وتغيّر درجة الحرارة على مدار السنة سببها دوران الأرض حول الشمس، وحقيقة أن محور دوران الأرض مائل.

ولا ينبغي أن نلاحظ أي تغيرات في فصول السنة ما لم يكن وجود المزيد من الأقمار مؤثراً على واحدة من هذه الأسباب.

أما بالنسبة لدورات جسدنا، فلا توجد أي نظريات علمية تربطهم بوجود القمر.

ماذا لو كان للأرض قمران؟

(المد عالٍ، لكني أنتظر) كانت هذه هي أولى كلمات أغنية (بلوندى- Blondie) عام 1980 (والتى كانت فى الحقيقة من نوع الـ coverالمعاد تسجيلها، ولكنها كانت الأكثر مبيعًا).

يمكن لهذه الموسيقى أن تكون اللحن الرئيسي الجديد إذا ما وُجِدَ فجأة قمران تابعان للأرض.

تمثل الأغنية تمامًا ما يمكن أن يكون عليه واقع الأرض الجديد – المد والجزر المرتفعان وغير المتوقعان – وفقًا لما قال (نيل كومينز- Neil Comins)، أستاذ الفيزياء في جامعة مين ومؤلف كتاب (ماذا لو كان للأرض قمران).

وهو واحد من عدد قليل جدًا من أنواع كتب العلوم – وليس الخيال العلمي – التى تجيب عن هذا السؤال، مما يعني أنه ليس هناك الكثير من النظريات القائمة على العلم التي تصف هذا السيناريوالمحتمل المثير للاهتمام.

أولًا، خلفية صغيرة: يعتقد علماء وكالة ناسا أن القمر الحالي شُكِّل منذ 4.5 مليار سنة مضت عندما ارتطم جسم هائل بحجم المريخ بالأرض.

اندفع الحطام الناتج عن الارتطام في الفضاء، وبدأ يدور حول الأرض وتشكل في نهاية المطاف القمر كما نعرفه الآن [المصدر: وكالة ناسا].

وهذا شيئًا لا يريد معظمنا أن يراه يتكرر، والآثار الجاذبية لقمر ثاني – حتى بعد تشكيله الدرامي – لن تكون أفضل (على الرغم من انعدام احتمالية تجربة هذه الآثار على أي حال).

في هذا الكتاب، يسلك كومينز طريقًا مختلفًا لتشكيل القمر الثاني للأرض – طريقًا من شأنه أن يحكم على جميع سكان الأرض بالإنقراض.

أما القمر الثاني (لونا- Lluna)، فيدور حول الأرض في مسار يقع في منتصف الطريق بين الأرض والقمر.

ولكن مع استقرار لونا في مداره، فإن الأرض سوف تواجه الجحيم.

فجاذبية القمر الجديدة سوف ترفع المد والجزر ليصل إلى ثمانية أضعاف المد والجزر الحاليين، موجات هائلة من المد أكبر من أي شيء رأيناه في أي وقت مضى.

ومن شأن هذه الموجات أن تؤدي إلى زلازل ونشاط بركاني أكبر، الأمر الذي سيستمر لسنوات، مما يؤدي في النهاية إلى انقراض جماعي للحياة البحرية (المصدر: كومينز).

عندما تستقر الأمور، ستكون الحياة مختلفةً جدًا.

سوف يصبح الضوء في الليل أكثر إشراقًا بكثير مع اثنين من الأقمار الكاملة، وسيكون لدينا عدد ساعات أقل من الظلام الحقيقي.

والمدن التي بنيت على طول المياه – نيويورك، سان فرانسيسكو أو حتى في لندن – سوف تتآكل مع المد والجزر، وسيتم تدمير المباني.

على الرغم من أن كتاب كومينز افتراضى، فقد قدم بعض الباحثين تفسيرًا نظريًا بأن الأرض لديها بالفعل قمرين و أحيانا أكثر.

يقول هؤلاء العلماء إننا نلتقط كويكبات صغيرة تدور عدة مرات حول الأرض خلال بضعة أسابيع أو شهور قبل أن تهيم بالفضاء.

ويعتقدون أيضًا أن هذا يحدث مرارًا وتكرارًا بدون أي آثار سيئة أو إيجابية، لأن هذه الأقمار المسافرة المتطفلة صغيرةً جدًا (المصدر: ناتاليا ولشوفر- Natalie Wolchover).

ونظرًا لموقعنا في الكون، فإن المدى ليس كبيرًا لتخمين وجود قمرين. وبعد كل ذلك، لدى كلًا من زحل والمشتري أكثر من 50 قمر، وحتى أقرب جيران المجرة، المريخ، لديه قمران (المصدر: وكالة ناسا).

لذلك، ومع أخذ ما سبق فى الاعتبار، ربما أغنية بلوندي (المد عالٍ) ليست هي الأغنية المناسبة للأرض عند وجود قمرين.

ماذا عن جوقة (كريدنس كلير ووتر ريفيفال- Creedence Clearwater Revival’s ) في مقطوعتهم : (Sweet Hitchhiker).

ماذا لو لم يكن القمر موجودًا؟

أولًا، سنرى بعض التغيرات المثيرة جدًا في المحيط.

فالقمر هو المسؤول عن معظم آثار المد والجزر. وبدون ذلك، فإن حجم المد والجزر لن يكون سوى ثلث حجمه الآن.

وذلك لأن الشمس سوف تمثل قوى الجاذبية الرئيسية التي تؤثر على ارتفاع المحيط.

وعلى الرغم من أن الشمس أكبر من القمر (بحوالي 400 مرة)، فهي أيضًا أبعد من ذلك بكثير.

لذلك تأثيرها على المد والجزر حوالي 40٪ فقط من قوة المد والجزر الحالية التى يسببها القمر.

الكثير من الأنظمة البيئية تعتمد على الحركة والتغيرات من المد والجزر للحفاظ عليها.

بالإضافة إلى ذلك، يسيطر القمر على مياه المد بوسط الأرض والتي يمكن أن تتبدد بدون جاذبية القمر، مما يؤدي إلى تغيير السواحل في جميع أنحاء العالم.

هل تعلم أيضًا، أن القمر يساعد على إبطاء دوران الأرض؟ نعم، فبدونه لن يكون لدينا 24 ساعة في اليوم.

يمكن أن يكونوا من 6-8 ساعات فقط.

وسيكون علينا إعادة صياغة تقويمنا لاستيعاب ما بين ألف ومائة وألف وأربعمائة يوم في السنة. سرعة الدوران من شأنها أيضًا أن تزيد من كمية الرياح والعواصف على كوكبنا.

عدم وجود القمر من شأنه أيضًا أن يزعزع استقرار محور الأرض، ومن الآثار الجانبية لهذا عدم قدرة الكوكب على استضافة الكثير من مخلوقاته.

تميل الأرض الآن بمقدار 23 درجة، مما يسبب تعاقب واختلاف فصول السنة والبيئات.

والقمر يمثل قوة خارجية تسبب استقرار تلك الزاوية.

وبدون القمر، يمكننا أن نتذبذب بين درجات الصفر (بدون مواسم وبالكاد ضوء شمس) وحتى 85 درجة.

المريخ على سبيل المثال، يتذبذب بين 15 و 35 درجة فقط، ويواجه تغيرات مناخية جذرية حيث ينجرف الجليد على طول الطريق من أقطابه إلى خط الاستواء.