في العشرين من يوليو عام 1969، أصبح كل من باز ألدرين ونيل آرمسترونغ Buzz Aldrin and Neil Armstrong أول بشريين يسيران على سطح القمر ، ومن ثم أصبح الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون Richard Nixon أول بشري يتصل بالقمر من خلال هاتف أرضي، وعلى صعيد آخر ومن خلال بث تلفزيوني (عن طريق اتصاله بالمركبة الهابطة على القمر بواسطة وحدة التحكم لمهمة ناسا في هيوستن)؛ قال نيكسون وقتها لرواد الفضاء من مهمة أبولو أن العالم كله فخورٌ بهم وأكمل حديثه قائلًا: «بفضل ما قمتم به، أصبحت السماوات الآن جزءًا من عالم الإنسان». وفي الوقت ذاته، كان الرئيس الأمريكي على استعداد لاتصال آخر مع زوجتي نيل آرمسترونغ وألدرين اللتين كان من الممكن أن تصبحا أرملتين.

وحتى بعد هبوط المركبة القمرية lunar module في منطقة تدعى بحر السكون Sea of Tranquility في تلك الليلة، لم يكن هناك ما يضمن عودة نيل آرمسترونغ وألدرين بأمان إلى مركبتهما القمرية مرة أخرى حيث ينتظرهما زميلهما مايكل كولينز Michael Collins، بعيدًا حتى عن عودتهم إلى الأرض.

مع أخذ ذلك بعين الاعتبار، طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من كاتب الخطابات وقتها ويليام سافير William Safire أن يكتب له خطة للطوارئ (في حال حدوث أي كارثة على القمر).

وكما أوضح سافير في لقائه مع برنامج Meet The Press عام 1999؛ فقيادة المركبة القمرية إلى المدار مرة أخرى لتتقابل مع المركبة الرئيسية كانت أحد أكثر أهداف مهمة أبولو 11 خطورة، في حين أن طاقم عمل أبولو 10 قد جرب مسبقًا قيادة المركبة القمرية على بعد 14.4 كيلومترًا من سطح القمر ، فقد واجه رواد فضاء مهمة أبولو 11 تحديات غير مسبوقة خلال إعادة المركبة مرة أخرى للمدار.

وقد أكمل سافير قائلًا في لقائه مع برنامج Meet The Press: «إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك (أي العودة إلى المدار)، فسيتعين التخلي عنهم على القمر، وتركهم ليموتوا هناك، فإما أن يتضوروا جوعًا حتى الموت أو ينتحرا».

ولو حدث ذلك وقتها، لكان سيتيعن على وكالة ناسا قطع الاتصالات مع رواد الفضاء المحكوم عليهم بالبقاء هناك، وتكليف الرئيس نيكسون بإبلاغ العالم بما حدث.

تضمنت خطة سافير التي أرسلها إلى رئيس الموظفين بالبيت الأبيض لدى الرئيس الأمريكي نيكسون وهو H.R. Haldeman في الثامن عشر من يوليو عام 1969، وقد شاركها خلال وسائل الإعلام الإخبارية بعد مرور 30 عامًا، وكانت عن تعليمات حول كيفية استدعاء نيكسون لأرامل رواد الفضاء أولًا قبل إلقاء خطاب للأمة يوضح فيه كيف أنه «قُضي مصير الرجال الذاهبين للاستكشاف في سلام، سيبقون على القمر ليرقدوا بسلام».

أكمل بعدها في الخطاب: «كان هؤلاء الرجال الشجعان -نيل آرمسترونغ وألدرين- يعرفون أنه لا يوجد أمل في عودتهم، ولكنهم يعلمون أيضًا أنه يوجد أمل للبشرية من خلال تضحياتهم».

وتابع بعدها كاتبًا بأن كثيرًا من الناس سيسيرون على خطى رواد فضاء أبولو «وبالتأكيد سيجدون طريقهم للمنزل»، ولكن ألدرين و نيل آرمسترونغ «كانا الأولَين، وسيبقيان دائمًا في مقدمة قلوبنا».

وفي النهاية اختُتم الخطاب بعبارة: «لكل إنسان ينظر إلى القمر في الليالي القادمة، سيعلم أن هناك ركنًا من عالم آخر، وهو الجنس البشري إلى الأبد».

وكتب سافير مكملًا عقب العنوان الحزين، «يجب أن يُدفن رواد الفضاء دفنًا لائقًا في البحر وفي طقوس عامة لتثني على أرواحهم لأعمق الأعماق».

على الرغم من بعض الانتكاسات التى حدثت والتي منها أثناء التنقل في قمرة قيادة المركبة القمرية، وتسبب أحد رواد الفضاء عن طريق الخطأ في كسر قاطع دائرة كهربائية تتحكم في محركات المركبة، ولكن في النهاية تمكن ألدرين و نيل آرمسترونغ من الالتقاء مع زميلهما كولينز بنجاح على سطح القمر وبعدها عاد الثلاثة إلى الأرض بأمان.

لحسن الحظ، لم يعد الرئيس بحاجة لإلقاء بيان سافير المأساوي، ومع ذلك ما يزال بإمكانك قراءة الخطاب كاملًا أدناه، وذلك ذلك بإذن من متحف ومكتبة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون.

اقرأ أيضًا:

رحلات أبولو للقمر -برنامج أبولو- نظرة عامة عن رحلة أبولو 11

الرد على أشهر مغالطات وإدعاءات أصحاب نظريات المؤامرة بشأن هبوط الإنسان على القمر

ترجمة: عمر ونيس

تدقيق: علي قاسم

المصدر