عندما نجلس لمشاهدة عرضنا التلفزيوني المفضل، ونقرر وضع قدمينا بشكل متقاطع لأننا نجد ذلك أكثر راحة. بعدها نحاول الوقوف، لنتفاجأ بأن القدم اليمنى لا تعمل. في البداية لا يمكننا تحريكها، ثم نشعر بوخز في كامل القدم. نشعر بعدم الارتياح مدة دقيقة أو دقيقتين، ولكن سرعان ما نصبح قادرين على الوقوف والمشي بصورة طبيعية. ما الذي حدث؟

عند تنميل القدم فإن هنالك خطأ ما في التواصل بين الدماغ والعضلات في هذه المنطقة، بحسب أحد مختصي الفيسيولوجيا الحركية، وهو العالم الذي يدرس ما يحدث لأجسامنا عندما نتحرك ونتدرب، وهدف معظم أبحاثه هو فهم كيفية تواصل الدماغ وتحكمه بمختلف أجزاء الجسم.

في كل مرة نقرر فيها تحريك جسدنا سواءً أكان في الوقوف أم المشي أم ممارسة الرياضة، فإن الدماغ يرسل إشارات إلى العضلات للتأكد من أنها تعمل بصورة صحيحة.

قد تحدث أمور غريبة عندما يكون الدماغ غير قادر على التواصل مع عضلة أو مجموعة من العضلات، متضمنةً الشعور بخدر غريب في هذه المنطقة من الجسد.
يبدأ غالبًا الشعور بخدر ووخز في المنطقة، يدعى هذا الإحساس الذي يسميه الناس أيضًا إبر ودبابيس، بالتنميل.

لدى بعض الناس اعتقاد خاطئ بأن نقص تدفق الدم يسبب هذا الشعور، يتصورون أن شعور التنميل يحصل عندما لا يستطيع الدم الذي يحمل المغذيات إلى كل أنحاء الجسم الوصول إلى القدم، ولكن هذا غير صحيح.

يحدث خدر القدم فعليًا نتيجة انضغاط الأعصاب التي تصل الدماغ بالقدم بسبب وضعية الجلوس.

يجب أن نتذكر أن الأعصاب التي تنقل السيالات ذهابًا وإيابًا لتسمح للدماغ والقدم بالتواصل، إذا انضغطت فترة قصيرة، سينخفض الشعور بالقدم نتيجة عدم تلقيها سيالات عصبية طبيعية عبر الدماغ حول كيفية الشعور والحركة.

حالما نبدأ بالحركة مجددًا سيزول الضغط على الأعصاب، وتتنبه وتبدأ بملاحظة شعور الوخز، لا داعي للقلق فإن هذا الشعور سيستمر بضع دقائق فقط وبعدها سيعود الشعور الطبيعي.

أما السؤال المهم فهو: هل هذا خطير؟

في معظم الحالات، عندما تصاب القدم أو أي جزء آخر من الجسم بالتنميل، يكون ذلك مؤقتًا ولا داعي للقلق حياله. في الواقع، بما أنه يستمر دقيقة أو دقيقتين، فقد لا نتذكر حتى حدوث ذلك في نهاية اليوم.

على الرغم من أنها لا تسبب أي أذية دائمة، فما نزال نريد تجنب الشعور المزعج الذي يصدر عن تنميل القدم.

هذه مجموعة من الخطوات التي تساعد على تجنب هذا الشعور:

  •  تكرار تبديل وضعية الجلوس.
  •  عدم وضع قدم فوق الأخرى مدة طويلة.
  •  تكرار الوقوف في حال الجلوس مدة طويلة.

على الأرجح لن نستطيع تجنب خدر القدم كليًا، لذا لا داعي للقلق عند حدوثه من حين إلى آخر لأنه سيزول بسرعة كبيرة، وربما يذكرنا بكل السيالات التي تنقلها الأعصاب من دون أن نلاحظ ذلك.

اقرأ أيضًا:

ما أسباب خدر (تنميل) اليدين والقدمين ؟

خدر (تنميل) اليدين: الأسباب والعلاج

ترجمة: سلام الونوس

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: حسين جرود

المصدر