طرح نجم الروك (بيتر فرامبتون- Peter frampon) في عام 1973 سؤالًا علميًا من خلال أغنيته: (هل تشعر بما أشعر؟- Do you feel like I do?).

وتبعًا لدراسة حديثة، فعندما يتعلَّق الأمر بأغانينا المُفضَّلة، فالإجابة تكون «نعم».

ونُشِرت هذه الدراسة في 28-آب/أغسطس في مجلة «Nature»، وأظهرت أنَّ أدمغة البشر تُبدي أنماط التواصل نفسها حين يستمعون إلى أغانيهم المُفضَّلة، مهما كانت هذه الأغاني سواءً كانت « free jazz or Swedish progressive death metal».

وقد راقب الباحثون النشاط الدماغي لكُلِّ مشارك أثناء استماعه لسلسلة من الأغاني «قائمة تشغيل مُمتدَّة الأنواع اختارها الباحثون، وأغنية واحدة كان قد حدَّدها المُشارك بأنَّها المُفضَّلة لديه، وبعد ذلك قيَّم المُشاركون مدى إعجابهم بالأغاني «وكانت لديهم أذواق مُتعدِّدة ومتنوعة».

واستنتجوا أنَّ معظم الأغاني تُشكِّل الذكريات، ولكن الأغاني المُفضَّلة تسترجع ذكرياتً سابقة

فعندما استمع المُشاركون للأغاني المُنتقاة، وجد الباحثون نشاطًا كبيرًا بين القشرة السمعيَّة والحصين(*)، مما يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الذكريات.

أمَّا عندما استمع المُشاركون إلى أغانيهم المُفضَّلة، اختفت تلك الارتباطات.

وافترضت الدراسة أنَّ سبب ذلك يعود لأنَّ معظم الناس لديهم ذكريات قوية بالفعل مرتبطة بأغانيهم المُفضَّلة، الأمر الذي سبق تشكيل الذكريات الجديدة.

وبغض النظر عن النوع، فإنَّ أغانينا المُفضَّلة تجعلنا نشعر بالتعمُّق والصفاء.

فعند استماع المشاركين إلى أغانيهم المُفضَّلة أبدوا نشاطًا كبيرًا في منطقة من الدماغ تُدعى (شبكة الوضع الافتراضي- the default mode network) والتي كتب عنها الباحثون بأنَّها مثل مفتاح التبديل بين حالات تركيز الدماغ الخارجيَّة والداخليَّة… والإحساس بالذات».

ويدعم علم الأعصاب ما نشعر به: فالأغاني التي نُحبُّها تجعلنا مُدركين للذات.

وقد يترتب على هذه الآثار إمكانية استخدام الموسيقى كوسيلة علاجيَّة لحالاتٍ مثل التوحُّد والاكتئاب، والتي تترافق بنشاط غير طبيعي في «شبكة الوضع الافتراضي».

(*)hippocampus – الحصين: هي الحواف المُمتدة على أرضية كُلِّ بُطين جانبي للدماغ، ويُعتقد أنَّها مركز العاطفة والذاكرة والجهاز العصبي اللاإرادي.


  • إعداد: علي نزيه حسن
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: ناجية الأحمد

المصدر