كثُر ما تخطر في أذهاننا تساؤلات حول الأرض ودورانها، ومن أهمّ هذه التساؤلات:

ما الذي يجعل الأرض تلفّ (تدور)؟

هل بدأ ذلك منذ وقت طويل واستمرت في الدوران، أم أنّ هناك شيئًا ما يدفعها إلى الدوران؟

كيف تستمرّ الأرض في اللفّ حول محورها؟

مِن أين تأتي الطاقة التي تدفعها للتحرك؟

تُعلّمنا خبراتنا اليومية أنّ الجسم يجب أن يُدفعَ عن طريق قوة لكي يتحرك.

وإلّا فإنّه سيتباطأ، ويتوقف في نهاية المطاف.

لكنّ هذا الأمر خاطئٌ تمامًا؛ لأنّ الجسم إذا كان يتحرك، فلابد من قوّة لكي تبطئ حركته أو توقفه، لا لكي يستمر في الحركة.

(ومن هنا، فإنّ «الأجسام المتحركة تميل إلى الاستمرار في الحركة. بينما الأجسام الثابتة تميل إلى البقاء ثابتة»).

كما أنّ من خبرتنا اليومية، أنّ قوة الاحتكاك هي التي تميل إلى منع الأجسام المرتبطة بالأرض من التحرك إلى الأبد.

ولكن بالنسبة لدوران الأرض حول محورها، فليس هناك قوة تعمل على مواجهة الدوران (باستثناء تأثير المد والجزر للقمر، ولكنّه يعمل ببطء شديد)، وبالتالي فأنت لا تحتاج إلى أن تكون لديك أيّ طاقة إضافية لتجعلها تستمرّ في الدوران.

إذن، ما الذي جعل الأرض تدور في المقام الأول؟

إنّ أقصر جواب هو الزخم الزاوي*، وهو ببساطة الاسم الذي نطلقه على حقيقة أنّ الأشياء تميل إلى الدوران.

(تمامًا كما أنّ الزخم الاعتيادي هو ميل الأشياء إلى الحركة) وبعد انهيار السديم بدأت الأرض في الدوران، ممّا قد يبدو غريبًا، ولكنّ عدم دورانها أكثر غرابةً من الدوران.

دوران الأرض يأتي من الميل المبدئي للدوران الذي كُشف عندما تشكلت الأرض، وقوى المد والجزر الناتجة عن القمر هي الوحيدة التي تعمل على إبطائها.

* هناك قانون في الديناميكا في الفيزياء يسمى (حفظ الزخم الزاوي)، وينصّ على أنّ كل جسم دائريّ الحركة في مدارٍ ما، يبقى عزم دورانه ثابتًا لا يتغير.


  • ترجمة: مادونا خالد
  • تدقيق: عبدالسلام الطائيّ
  • تحرير: حسام صفاء
  • المصدر