السلس هو حالة يفقد فيها الشخص التحكم في كيفية أو وقت خروج البُراز من الجسم (سلس البُراز) أو البول (سلس البول). قد يترافق ألم الظهر والسلس البولي أحيانًا عوارض لنفس الحالة، مثل متلازمة ذنب الفرس وأحيانًا قد يتطوران معًا في نفس الوقت ويُعزى سبب ذلك إلى وجود حالات أخرى غير ذات صلة.

عادة يشير حدوث ألم الظهر والسلس البولي فجأة في نفس الوقت إلى وجود مشكلة خطيرة. لهذا السبب، ينبغي على الشخص طلب الرعاية الطبية الفورية للكشف عن السبب المحتمل وتلقي العلاج المناسب.

في هذه المقالة، سوف نكشف عن بعض الحالات التي قد تسبب ظهور كلا العارضين في نفس الوقت واستعراض الأسباب المحتملة لتطور ألم الظهر والسلس البولي على نحو مستقل، إلى جانب خيارات العلاجات المتاحة لكليهما.

الحالات التي قد تسبب ظهورهما في آن واحد

 متلازمة ذنب الفرس:

هي حالة نادرة تُساهم في حدوث آلام الظهر والسلس البولي.

يُعزى تطور هذه الحالة إلى الضغط الناشئ على منطقة ذنب الفرس، وهي حزمة من الأعصاب أسفل الظهر تُعد مسؤولة عن توفير الإحساس لمنطقة الفخذ.

وفقًا لمقال نُشر في مجلة يوروبيان سباين جورنال، وجدت دراسة استقصائية أُجريت على 75 شخصًا مصابًا بمتلازمة ذنب الفرس أن المشكلات المتعلقة بالجهاز البولي كانت أحد أعراض 92% منهم. تمثلت المشاكل المرتبطة بالجهاز البولي عند أكثر من نصف هذه الحالات في انخفاض الشعور بالتبول أو تطور الحالات المتوسطة من السلس البولي.

أفاد 74% من المشاركين في الدراسة الاستقصائية أنهم يعانون مشكلات مرتبطة بضعف السيطرة على التبرز (سلس البراز)، وقد تشمل السلس البولي.

يُعد الانزلاق الغضروفي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لمتلازمة ذنب الفرس، قد يحدث الانزلاق الغضروفي عند انزلاق القرص الواقع بين الفقرات أو عظام العمود الفقري من مكانه.

فيما يلي بعض الأسباب المحتملة الأخرى لمتلازمة ذنب الفرس التي قد تسبب آلام الظهر والسلس البولي:

  •  الخراج: هو تجمع صديدي قد يتطور في حيز فوق الجافية أو العمود الفقري حول الحبل الشوكي. العديد من الطبقات التي تحمي العمود الفقري أو الفراغات الموجودة بين هذه الفقرات تُعد معرضة للعدوى.
  •  ورم دموي فوق الجافية: هو التجمع الدموي في حيز فوق الجافية للعمود الفقري. في هذه الحالة قد يتجمع الدم في الأعصاب ما يؤدي إلى زيادة الضغط عليها. غالبًا يحدث ذلك بعد إعطاء الأم حقنة إبرة الظهر عند الولادة.
  •  أورام العمود الفقري: هو نمو غير طبيعي للخلايا التي تتطور في العمود الفقري أو حوله. أحيانًا قد تكون هذه الأورام سرطانية.

تشمل الحالات الأخرى التي قد تسبب آلام الظهر والسلس البولي في نفس الوقت ما يلي:

  •  الحصاة الكلوية.
  •  انفجار جدار الشريان في منطقة البطن.
  •  إصابات العمود الفقري.

يُعد الظهور المفاجئ لآلام الظهر أو السلس البولي حالة طبية طارئة تستدعي تقييمًا وعلاجًا فوريًا. إذا لم يتلق الشخص العلاج الفوري، قد يكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بتلف دائم في الاعصاب.

ما العلاقة بين سلس البول الذي يصف حالة يفقد فيها الشخص التحكم في كيفية أو وقت خروج البُراز من الجسم وآلام الظهر؟ علاقة آلام الظهر والسلس البولي

الأسباب الشائعة لآلام الظهر

نظرًا لتعرض عضلات الظهر للكثير من الإجهاد والتمزق وذلك لمساهمته في عمليات انحناء ورفع ودعم وزن جسم الشخص، فهناك العديد من الأسباب المحتملة لآلام الظهر التي قد تحدث في نفس الوقت مع السلس البولي، على الرغم من أن كلا العارضين لا يرتبطان دائمًا ببعضها.

تشمل بعض الأسباب الشائعة لآلام الظهر ما يلي:

  •  ألم عضلي ليفي وهو حالة طبية مزمنة.
  •  الحالات الطبية الالتهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والفصال العظمي أو التهاب الفقار القسطي.
  •  السمنة.
  •  هشاشة العظام، الحالة التي تنخفض فيها كثافة العظام.
  •  الخمول الجسدي.
  •  تموضع الجسم الخاطئ.
  •  الحمل.
  •  انحراف العمود الفقري جانبيًا.

بعض الأشخاص لديهم تاريخ عائلي مرتبط بمشكلات واضطرابات العمود الفقري. ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بألم الظهر.

الأسباب الشائعة للسلس البولي

قد يؤثر السلس البولي على الأمعاء أو المثانة أو كليهما.

أحيانًا، يحدث السلس البولي عند وجود مشكلة في الأعصاب المسؤولة عن إخراج البول أو البراز، وفي أحيان أخرى، يكون السلس البولي مرتبطًا بتلف أو زيادة نشاط العضلات التي تُشكل المثانة والهياكل المحيطة بها.

تتضمن بعض الأسباب الشائعة للسلس البولي الآتي:

  •  كِبَر السن.
  •  السمنة.
  •  فرط نشاط المثانة.
  •  مشكلات البروستاتا، مثل سرطان البروستاتا أو تضخم البروستاتا.
  •  تناول بعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم أو مُرخيات العضلات.
  •  التهاب المسالك البولية.
  •  الولادة.

قد تؤدي زيادة استهلاك الأطعمة والمشروبات التي تُهيّج المثانة، مثل الكافيين والكحول إلى زيادة خطر الإصابة بالسلس البولي.

العلاجات المنزلية

عندما يكون سبب آلام الظهر والسلس البولي حالةً صحيةً واحدة، فهي في العادة ليست بعوارض يمكن للشخص علاجها في المنزل.

مع ذلك، يمكن لأي شخص تجربة الخطوات الآتية لمحاولة تحسين أعراضه:

  •  تجنب المواد التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة السلس البولي، والتي تشمل الكافيين والكحول والمشروبات الكربونية.
  •  جرّب الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب، والتي تتضمن دواء إيبوبروفين ونابروكسين. قد تساعد هذه الأدوية على تخفيف الألم والحد من الالتهاب الذي قد يسبب شعورًا بعدم الراحة.
  •  ضع كيس ثلج مُغطى بقطعة قماش على منطقة الظهر مدة 10 دقائق. قد يساعد ذلك على تخفيف الالتهاب والتورم الذي قد يسبب آلام الظهر والشعور بعد الراحة.
  •  تجنب التدخين. التدخين عامل خطر معروف للسلس البولي وقد يساهم أيضًا في تطور الحالات التي تسبب آلام الظهر.

يمكن أيضًا استعراض الأدوية التي يتناولها المريض مع الطبيب. مع ذلك، لا ينبغي التوقف عن تناول أي دواء دون موافقة الطبيب.

إذا كان الشخص يعاني من الانزلاق الغضروفي، هناك العديد من التمارين والأنشطة الخفيفة التي قد تكون مفيدة وتساعد على التخفيف من الألم، مثل السباحة واليوغا.

متى تستدعي الحالة زيارة الطبيب؟

في العديد من الحالات، وفي المراحل المتقدمة من الانزلاق الغضروفي. قد يعاني الشخص من ألم الظهر لفترة من الوقت. إذا بدأ القرص بالانزلاق من مكانه بوضوح، قد يؤدي ذلك لحدوث السلس البولي.

نتيجة لذلك، قد يشير الظهور المفاجئ وغير المفسر للسلس البولي إلى أن الشخص يحتاج إلى طلب الرعاية الطبية الفورية.

قد تشير العلامات التالية أيضًا إلى أن حدوث ألم الظهر المصاحب للسلس البولي قد يكون حالة طبية طارئة:

  •  حُمى أعلى من 39.4 درجة مئوية.
  •  فقدان القدرة على تحريك الساقين أو الشعور بالجزء السفلي من الجسم.
  •  ألم شديد.
  •  الشعور بتنميل أو خدران في كلتا الساقين.

في معظم الحالات، يُعتبر السلس البولي وآلام الظهر حالة طبية طارئة عندما يحدثان معًا فجأة.

إذا كان الشخص يعاني أيًا من الأعراض بصورة منفصلة، فإنه يجب عليه التحدث مع الطبيب. إضافة إلى أن هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة لكل من السلس البولي وآلام الظهر.

الخلاصة

قد تكون آلام الظهر والسلس البولي عارضًا مُقلقًا في حال تطورهما معًا، وغالبًا ما يُشيران إلى حالة طبية طارئة، مثل الورم الدموي فوق الجافية أو حالة متقدمة من الانزلاق الغضروفي.

من الممكن حدوث كلا العارضين في نفس الوقت نتيجة ظروف مختلفة وحالات أخرى غير ذات صلة. إذا كان هذا هو الحال، كل حالة ستتطلب علاجات مختلفة.

قد يساعد التماس العلاج الطبي على ضمان عدم تعرض الشخص لضرر دائم ناتج عن الضغط على العصب.

اقرأ أيضًا:

ما تأثير آلام الظهر على الجسم على المدى البعيد ؟

السلس البولي والحمل

ترجمة: لارا الطراونة

تدقيق: مازن النفوري

المصدر