يصف التوافق الجندري الهوية الجندرية للفرد، في حين تصف المغايرة الجنسية التوجه الجنسي. لا يعبر المصطلحان عن نفس الشيء لكنهما قد يتداخلان، فقد يكون المرء مغايرًا جنسيًا ومتوافقًا جندريًا، وقد لا يكون.

ماذا نعني بالضبط بمصطلح التوافق الجندري؟

يتقرر جندر (gender) الشخص بناءً على الأعضاء التناسلية التي يراها الطبيب بعد الولادة، وبعدما يكبر الفرد ويتعلم أكثر عن الجندر قد يُعرف نفسه بنفس الجندر المسجل عند الولادة أو بجندر مختلف.

فإذا ولدت بقضيب وعرَّفت نفسك فيما بعد بوصفك ذكرًا فأنت متوافق جندريًا ، وبالمثل إذا ولدتِ بمهبل وعرَّفت نفسك لاحقًا بوصفك أنثى. أما إن لم تعرِّف ذاتك بنفس الجندر الذي ولدت عليه، فأنت في هذه الحالة عابر جندريًا أو غير متوافق الجندر.

إذن فالمرء إما متوافق وإما عابر جندريًا؟

ليس بهذه البساطة. التوافق الجندري عكس العبور الجندري، لكن الهوية الجندرية للبعض قد لا تقع ضمن أي من المصطلحين، فالبعض يعرِّفون أنفسهم أنهم لا ثنائيو الجندر، أي لا يرون أنفسهم ذكورًا ولا إناثًا. بعض لا ثنائيي الجندر يُعرفون أنفسهم أنهم عابرو الجندر، لكن البعض الآخر لا يصنف نفسه متوافقًا ولا عابرًا جندريًا.

مثلًا، قد يُسجَّل لا ثنائي الجندر ذكرًا عند الولادة، لكنه قد يُعرِّف نفسه بأنه مرن الجندر، أي أن هويته الجندرية تنتقل بين الذكر والأنثى بين وقت وآخر.

في هذه الحالة فإن الشخص ينتقل بين المتوافق والعابر جندريًا، وحينها قد يصنف نفسه أنه ينتمي للفئتين معًا، أو لا ينتمي لأي منهما.

ما الفرق بين المتوافق جندريًا والمغاير جنسيًا - التوجه الجنسي - الهوية الجندرية للفرد - الأعضاء التناسلية - الجندر المسجل عند الولادة

ماذا تعني المغايرة الجنسية؟

يشير مصطلح المغايرة الجنسية إلى الانجذاب الجنسي أو العاطفي إلى الجنس الآخر. تتنوع التوجهات الجنسية، ولا تنحصر في كون الفرد مغايرًا أو مثليًا، إذ توجد احتمالات أخرى:

  •  الكوير: مصطلح يعني عدّة أشياء حسب كل فرد، ويعني عمومًا أن الشخص ليس مغايرًا.
  •  مزدوج التوجه الجنسي أو مزدوج العاطفة: يعني الانجذاب إلى أكثر من جندر واحد.
  •  متعدد الميول الجنسية: يعني الانجذاب لكل الأنواع الجندرية.
  •  اللا جنسية: غياب الميل الجنسي، أو وجود انجذاب جنسي أو عاطفي بسيط.

نستطيع أيضًا تخصيص مجموعة تعريفات للانجذاب الجنسي ومجموعة أخرى تخص الانجذاب العاطفي، فمثلًا: قد تكون مثلي العاطفة لكنك متعدد الميول الجنسية.

هل جميع المتوافقين جندريًا مغايرون جنسيًا؟

ليس بالضرورة، فالعديد من المتوافقين جندريًا ليسوا مغايرين، منهم اللا جنسيون، ومزدوجو الميول الجنسية، والمثليون، وبالمثل فالعديد من المغايرين يُعرفون أنفسهم أنهم عابرون جندريًا.

لماذا كل تلك المصطلحات؟

كل إنسان فريد بذاته، وتوجد الكثير من التعابير والمصطلحات لوصف الميول الجنسية والعاطفية، لأن كل فرد يختبر ميوله وعاطفته وجندره بطريقة مختلفة عن الآخر، فتنوع التعابير يعكس تنوع الطبيعة الإنسانية. تساعد هذه المصطلحات الناس على وصف ذواتهم، وإيجاد مجتمع ينتمون إليه.

كيف أعرف أي المصطلحات أستخدم؟

يشعر بعض الأشخاص بعدم الارتياح عند التحدث عن جندرهم وميولهم الجنسية، بسبب الاضطهاد والتمييز الذي ربما تعرضوا له في الماضي. فإذا كنت غير واثق أي مصطلح تصف نفسك به، فكر أكثر بالموضوع وحاول إيجاد مصادر للقراءة.

اسأل دائما عن أسلوب الخطاب الذي يفضله الشخص عند لقائه، فالسؤال أفضل دائمًا من الافتراض، ولتخفيف التوتر ابدأ بالحديث عن نفسك والأسلوب التي تفضل أن تُخاطَب به.

اقرأ أيضًا:

ما الهوية الجندرية المعيارية؟ وماذا يعني أن تكون متوافق جندريًا؟

ما هو الجندر وما هي الهوية الجندرية؟

ترجمة: محمد علي شيخ عثمان

تدقيق: سمية المهدي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر