موضوع الساعة اليوم في كل الجرائد والمواقع الإلكترونية هو الدراسة التي تزعم بأنه  «لا يوجد أحد مغاير بنسبة 100%» وعلى هذا الأساس يمكن القول أنه لا يوجد رجل مثلي بنسبة 100% أيضا، فالقول الزاعم بأن الميولات الجنسية سائلة هو في الواقع قول حديث العهد.

دُعمت هذه الأفكار من قبل عالم السيكولوجيا ريتش سافين ويليامز، المتخصص في دراسات الهوية الجنسية، فقد حافظ على فكرة أن الميول الجنسية تتكون من طيف، الفكرة المقترحة من ألفريد كينسي.

ولكنه يضيف أنه بسبب الثقافة السائدة، فإننا نكبر على مفهوم أنه لا يوجد غير رجل مغاير وآخر مثلي، وما دون ذلك فهو عار، خاصة بالنسبة للرجل.

لكن التأكيد الأساسي على هذا المفهوم مبني على دراسة أجريت منذ سنتين على النساء اللائي يصفن أنفسهن بأنهن مغايرات، أو مغايرات تقريبًا، أو ثنائيات الجنس يملن أن تكون مغايرة، أو ثنائيات الجنس تميل أن تكون مثلية، أو مثلية تقريبًا، أو مثلية.

ثم عُرض عليهن مواد إباحية لرجال فقط، وأخرى لنساء فقط، وأخرى لرجال ونساء مع بعضهما، ثم قيست الاستجابة الفسيولوجية لكل منهن.

شملت هذه الاستجابات توسع حدقة العين، وتغيرات حميمية في النبض وتدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية أثناء مشاهدة هذه الأفلام.

أظهرت الدراسة أن النساء اللائي وصفن أنفسهن بمثليات قد أُثرن بشكل ملحوظ، ولكن أيضًا النساء المغايرات قد أثرن -في المتوسط- من خلال كل من الأفلام الإباحية التي تتضمن رجال ونساء وكلاهما.

إن الجملة المهمة في هذا السياق هي «في المتوسط» لأن هذا يعني أنه في حين أثيرت بعض النساء المغايرات بالجنس النسوي، ولذلك فهن لسن مغايرات بنسبة 100%. بعض النساء الأخريات لم يثرن إطلاقًا مما يؤكد أنهن مغايرات كما ذكرن.

بالإضافة لذلك، فإن النتائج تشير أن المثليات في الدراسة أثرن بشكل أكبر عند مشاهدة الجنس النسوي. وذلك يقترح أنهن أثرن بشكل ما عند مشاهدة الرجال، مما يوضح أنهن لسن مثليات بنسبة 100%. إلا أن تلك الكلمات العامة مثل «لا أحد 100% مغاير» فضفاضة وليست مفيدة.

في الواقع، لا يوجد شيء جديد في هذه النتائج. لفترة ما اعتقد علماء النفس أن الميول الجنسية بعيدة وعصية عن التعريف على عكس ما يعتقد معظمنا. سافين ويليامز قد كتب كتابًا عن هذا الشأن، مركزًا على الرجال المغايرين، وكيف أنهم يتعرضون للضغط المجتمعي الذي يمنعهم من القول أنهم يجدون بعض الرجال جذابين، مما يدفعهم للعودة إلى الميولات الجنسية المغايرة مرة أخرى.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: كنزة بوقوص

المصدر