هل تحرق سعرات حرارية بأخذ حمام ساخن كما لو أنك سرت لمدة 30 دقيقة؟


بعض الأشياء تبدو رائعة لو كانت حقيقة؛ فمثلًا يُقال بأنّ القهوة تطيل العمر، أو أنّ الشوكولاتة تجعلك أذكى.

وفي عالم معقول, فإنّ نتائج غير معقولة كهذه تُعدّ أمرًا جيّدًا بالفعل.

لربما تكون قد سمعت بأنّ أخذ حمام ساخن يحرق سعرات حرارية كما لو سرت لمدة 30 دقيقة! بالفعل سيكون خبرًا رائعًا إن كان ذلك صحيحًا.

فكر في ذلك.. إذا أخذت حمامًا وأنت مسترخٍ في حوض الاستحمام دون بذل جهد, يُعدّ بنفس الفائدة فيما لو كنت تتمرّن.

وأفضل ما في هذا الأمر؟ أنّه حقيقة!!

فقد أوضحت دراسات الفيزيائي ستيف فاولنكر من جامعة (لوفبورو- Loughborough) البريطانية بأنّ أخذ الحمام الساخن يُقلّص مستويات السكر في الدّم بينما يقوم بتحفيز مصروف الطّاقة بشكل ملحوظ.

إذًا فليس بالأمر السيّئ أن تجلس مسترخيًا في حوض الماء الساخن.

صرّح فاولنكر إلى بي بي سي في عام 2016 بأنّ: « أحد العوامل التي كنا نبحث عنها, هي صرف الطاقة و أنت في حوض الاستحمام، و ما عثرنا عليه كان زيادة بنسبة 80% لمصروف الطاقة نتيجة جلوسك في الحوض لمدة ساعة واحدة».

لكن هناك شيئان يجب أخذهما بالحسبان.
كما صّرحنا, بأنّ التجربة استغرقت ساعة؛ لذا عليك إيجاد الوقت الكافي عندما تقوم بها في المنزل.

أما الشيء الأخر فهو الحرارة..

فالدراسة التي شملت 14 رجلًا يرتدون مؤشر للجلوكوز وجدوا أنّ الحرارة في الحوض تبقى ثابتة عند حرارة 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت), لذا فالحوض معتدل الحرارة مختلف ويعطي نتائج أقل.

لكن كيف يتمّ ذلك؟

يعتقد فاولنكر بأنّ الإجابة تقع فيما يسمى “صدمة البروتينات الحرارية” التي نُنتجها عندما نقوم بالتمارين و نتيجة لذلك, تحدث الحرارة الإيجابية، إذْ ترتفع حرارة الجسم بغضّ النظر عن ممارسة التمارين.

أوضح فاولكنر في برنامج “المحادثة” السنة السابقة أنّ: « صدمة البروتينات الحرارية هي جزيئات متشكلة من جميع خلايا الجسم كرد فعل للتوتر.

وعلى المدى البعيد, فإنّ زيادة مستويات هذه البروتينات قد تساعد في عمل الإنسولين، و ضبط مستوى السّكر في الدّم».

هذا النّوع من البروتين يُعرف بأنّه أقلّ عند مرضى السكر, و يقول فاولكنر أنّ النتائج ترجح بأنّ الحرارة الإيجابيّة تُعتبر تقنية مفيدة لمساعدة مرضى السكر (من النوع 2) لتنظيم مستوى الجلوكوز, و طبعًا تساعد في ضبط الوزن أيضًا.

و هذا لا يعني بأنّ الباحثين يشجّعون على التّوقف عن ارتياد النادي الرياضي و اللّجوء إلى الحمامات الساخنة عوضًا عنه.

فبينما حرقَ البعض 140 سعرة حراريّة عند أخذهم لحمام لمدة ساعة, حرق آخرون 640 سعرة بنفس المدة لدى استخدامهم الدّراجة في النادي الرياضي.

وبسبب هذا الاختلاف الذي يقارب خمسة أضعاف، فإنّ الباحثين ينصحون بتقنية الحرارة الإيجابية لأُولي المشاكل الصحية, أو الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة البدنية لأيّ سبب آخر.

وفي مثل هذه الحالات, فالشيء الأنسب للحصول على فوائد التمرين المعتدل، هو أنْ تقرأ كتابك المفضل حينما تكون مسترخيًا في حوض الاستحمام، ناهيك عن الاعتناء بالنظافة والابتعاد عن العالم لوهلة في عالمك الخاص.

وفي الواقع, إذا توفّر لديك الآن حوض استحمام و 60 دقيقة من وقتك، ننصحك بإعداد نفسك لحمام دافئ الآن، اغمر نفسك, واسترخِ..


  • ترجمة: عصام جريج.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر