يتطابق قرص القمر مع قرص الشمس بالنسبة لمُشاهد من الأرض، في الحقيقة تعتبر هذه الظاهرة صدفة فلكية مدهشة، إذ تبعد الشمس عنّا 400 مرة بُعد القمر عن سطح الأرض، إضافة إلى كون القمر أصغر 400 مرة حجمًا من الشمس.

فبالفعل، إن كان طول قطر قمرنا يقدر 3,475 كم، فإنّ قطر الكرة الشمسية هو 1,392,000 كم. كما أنّ بعد القمر عن الأرض يقدر بـ 14,9600,000 كم في حين أنّ القمر يدور حول الأرض بمتوسط بعد يساوي 384,500 كم. فهذا الفرق الكبير في الأبعاد يجعل الأقطار الظاهرة (ظاهرة برؤيتها من الأرض) للشمس والقمر شبه متكافئة. أي بالتقريب 30 دقيقة قوسية.

لشرح المعنى:

إن استطعنا إدخال جسمين مختلفي الأبعاد ضمن زاوية نظر واحدة مع التماس حوافهما بشعاعي تلك الزاوية فإنّ الأول سيحجب الثاني وذلك طبقًا لنظرية طالس التي تنصّ على تطابق النسب كما هو مبين في الشكل التالي:

لكنّ الأمر ليس هكذا دائمًا، فكما هو معلوم أنّ مدار القمر حول الأرض ليس دائريًّا، بل عبارة عن إهليج، أي أنّ القمر لا يحافظ على نفس البعد عن الأرض خلال دورانه حولها.

لذلك قد يحدث أحيانا كسوفًا في لحظة يكون فيها القمر في أبعد نقطة له عن الأرض، فيعجز حينها عن ضمان تغطية كاملة لقرص الشمس لذلك تبرز حلقة من الشمس وهذا ما يسمى بالكسوف الحلقي، والذي ينبغي عدم خلطه مع الكسوف الجزئي، فهذا الأخير عبارة عن تغطية جزئية للشمس وذلك لعدم مرور مركز القمر من المحور شمس/أرض.