لا تقع الكثير من الأحداث في نوريلسك، وهي مدينةٌ صناعيةٌ في القطب الشماليّ في سيبيريا، يبلغ عدد سكانها ما يقارب 100,000 نسمة.

لهذا السبب، لعلّ معظم سكان المنطقة فوجئ برؤية ما يبدو كـ «أمطار دموية» في الأيام القليلة الماضية.

يظهر في العديد من مقاطع الفيديو والصور المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعيّ أن الأمر يبدو إلى حدٍّ بعيد كنهاية العالم، الأمر الذي حثّ وسائل الأخبار على التواجد بقوة في موقع الحدث.

هل ظننته انفجارًا بركانيًا في سيبيريا؟ حسنًا، هناك تفسيرٌ جيولوجي أو اثنين لذلك.

فما سبب الأمطار الدموية؟ بالتأكيد إنها مزحةٌ مدروسة -أو بصدق- إنها أخبار مزيفة!

في حين أن الصور والفيديوهات الملتقطة لم يُتحقق منها بعد، لكن فكرة الأمطار الدموية ليست جديدةً في الواقع، حتى ولو كانت غير منتشرة، لكنها ليست غريبة.

«الأمطار الدموية» هي ما يُعرف بهطول لونٍ مُحمرّ، يتسبب في تلوّن جزيئات الغبار التي التُقطت من المناطق الجافة وحُملت لمسافاتٍ طويلةٍ بواسطة الرياح، بعضها ربما سقط في إعصار إيرما الواقع سنة 2017، إذ التُقط القليل منها من الرمال الصحراوية التي عبرت عن طريق المحيط الأطلسيّ.

وكما يلاحظ القاموس الجيولوجيّ، لا يمكن القول عن الظاهرة إنها شائعة، لكنها شوهدت في أجزاء من أوروبا من قبل (حتى في دول أقصى الشمال مِثل فنلندا)، وبسبب الثلوج في تلك البلاد نفترض أن الأمر سيبدو أكثر دراما مما كان عليه في سيبيريا.

على الرغم من ذلك، الأمطار ليست دائمًا باللون الأحمر القرمزيّ، غالبًا ما تكون -أقل تشويقًا- باللون البُني المُصفرّ، ويمكن أن تهطل بسهولةٍ دون أن تُرصد.

في الحقيقة، قال خبراء الأرصاد الجوية لقناة (BBC News) يحدث هذا عديدًا من المرات في السنة داخل المملكة المتحدة -وكما يُتوقع- لا يكون المطر الدموي في أغلب الأوقات دراماتيكيًا كما يبدو.

هناك عامِلان عمومًا يوضّحان الأماكن التي يُحتمل فيها سقوط أمطار دموية، وتلويثها المناظر الطبيعية.

أولًا، أنت تحتاج أن تكون قريبًا من صحراء ساخنة، ثانيًا، أن يكون المطر مجرد قطيراتٍ بسيطة وليس هطولًا غزيرًا، لأن الماء المتدفق سيزيل صبغة اللون الأحمر.

وعلى الرغم من ذلك، تكون في بعض الأوقات بسبب شيءٍ أغرب بكثير؛ ففي حوادث نادرة، شهدت بعض القرى في الشمال الغربي لإسبانيا منذ سنواتٍ قليلة هطول أنواعٍ من الطحالب المُحمرة، التي تبدو كالأمطار الدموية الغزيرة، وتتحول إلى اللون الأحمر عندما تتعرض لضغط الهواء الخارجي.

من المفهوم أنك إذا رفعت طحالب إلى السماء، لن تكون سعيدةً، خصوصًا عندما تهبط في مكانٍ غير موطنها!

السؤال المؤكد الذي يُطرح هذه المرة، فلماذا هناك أمطارٌ دمويةٌ في سيبيريا؟ أيكون اللون المُحمر قادمًا من رمال مصدرها صحراء غوبي في منغوليا؟!

كما أُشير بواسطة موقع (Live Science)، تقترح مصادر الأخبار الروسية أن أحد مصانع (نورنيكل – Nornickel ) المحلية وهو مصنعٌ يستخرج النيكل والبلاديوم هو المسؤول عن هذه الحادثة.

وكما يبدو، إنهم كانوا ضمن عملية تنظيف كومةٍ من أكسيد الحديد (الصدأ) من طوابق المصنع وجدرانه وسقفه عندما هبت عاصفةٌ ضخمة من الرياح حملت المادة نحو السماء، وامتزجت المادة مع المطر.

وهذه هي! الإشارة على نهاية العالم!


  • ترجمة: نادر الغرياني
  • تدقيق وتحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر