ما مدى أهمية التمارين الرياضية في الوقاية من الإصابة بداء السكري ؟


تتعدد الدراسات المتعلقة  بأهمية ممارسة التمارين الرياضية،  وعلاقتها بصحة الإنسان بشكل عام، وبالأمراض بشكل خاص، بذَّات مرض السكري النوع الثاني الذي يتزايد بشكل مستمر، بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة -إذ يُتوقع بحلول عام  2035 أن يصل عدد الحالات المصابة بالسكري إلى 600 مليون حالة حول العالم- مما دفع العديد من الباحثين إلى تكثيف الدراسات حول سبل الوقاية منه ودور الرياضة في ذلك.

وقد أثبتت آخر  الدراسات حول هذا الموضوع  العلاقةً الهامةً بين مرض السكري من النوع الثاني وممارسة التمارين الرياضية، وبالدخول في التفاصيل فإنَّ الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية المتوسطة أو القاسية لمدة ساعة يوميًا، يقل لديهِم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40% ، بل إنَّنا نستطيعُ القول أنَّ أي مقدار مبذول من  النشاط البدني كفيل بتقليل خطر الإصابة بالمرض السابق.

والجدير بالذكر أنَّ هذه الدراسة – التي نشرت في مجلة (Diabetologia)-  تُعد إحدى أهم الدراسات الشاملة لتأثير التمارين الرياضية على خطر الإصابة  بمرض السكري من النوع الثاني،  بشكل مستقل عن العوامل السلوكية الأخرى كنمط الغذاء مثلًا.

وقد اقترحت وزارة الصحة في المملكة المتحدة  مدَّة معينة  لممارسة الرياضة بما يقارب ال 150 دقيقة من التمارين الرياضية أسبوعيًا، أو بما يعادِلُها من المشي السريع أو ركوب الدراجة أو ممارسة بعض الرياضات كالتنس المزدوج، وبناءً على هذا الاقتراح تمَّ عمل مسح طبِّي في مدينة انجلترا عام 2012، والذي أظهَرَ أنَّ ثلثَ البالغين فيها لا يمارسون المدة المطلوبة السابقة.

وتبين الدراسة التي حَلَّلَتْ بيانات جُمِعت من  مليون شخص، أنَه وبالرغم من أهمية وفائدة أي نشاط بدني للإنسان، فإنَّ أولئك الذين يتجاوزون المستوى المطلوب منهم من ممارسة التمارين هم أكثر انتفاعًا من غيرهم.

 

ومن جهة أخرى،فقد قامت الدراسة أيضًا على تحليل بيانات وجمع ملاحظات من 23 دراسة سابقة أجريت في كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية، و أسيا، و أستراليا، وأوروبا.

كذلك كان لدى الباحثين القدرة على فصل تأثير النشاطات البدنية في أوقات الفراغ عن غيرها من العوامل السلوكية الأخرى، والحصول على تقديرات أفضل حول تأثير مختلف مستويات الأنشطة البدنية، إذ تضمنت الدراسات السابقة التغيرات في كل من النشاط البدني و النمط الغذائي معًا الأمر الذي زاد من صعوبة عزل أثر النشاط البدني وحده.

يقول (أندريه سميث) ((Andrea Smith من جامعة كامبريدج وهُوَ القائم على هذه الدراسة : «إنَ النتائج التي حصلنا عليها تشير إلى القدرة الكبيرة  للنشاط البدني في إبطاء أو عكس الزيادة العالمية في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، و تُثْبِت أهمِّيَّة بالغة في تأثيرهِ الإيجابي على الصحة ».

كما يقول الدكتور(سورين براغ)(Soren Brage)، من مجلس البحوث الطبية في وحدة علم الاوبئة في جامعة كامبريدج«the Medical Research Council Epidemiology Unit at Cambridge University.» – وهو أحد الأشخاص المساعدين في إجراء هذه الدراسة: «إنَّ هذا البحث يبيِّن أنَّ القليل من النشاط البدني هو أمر جيد لكن الكثير منه أفضل، فنحنُ جمُيعًا نعرف أنَ النشاط البدني يلعب دورًا رئيسيًا في التصدي لخطر الإصابة بداء السكري، من النوع الثاني المتزايد عالميًا، إذ أنَّ هذه النتائج الجديدة تضيف مزيدًا من التفاصيل إلى فهمنا حول أثر التغيرات في مستوى النشاط البدني للسُّكان وعلاقتها بالإصابة بالمرض، كما تقدم دعمًا للسِّيَاسَات التي تَهدِف إلى زيادة مستويات النشاط البدني، ممَّا يعني خلق بيئةٍ يكون النشاط البدني فيها جزءًا من الحياة اليومية”.


المعد : سيرين خضر
المدقق: هبة أبو ندى.
المصدر