يتكون جهاز الدوران الدموي من القلب والشرايين والأوردة التي تتعاون على توصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون والفضلات، لذلك فإن أي خلل في أحد هذه المكونات سيؤثر سلبًا في تغذية الخلايا وتخليصها من فضلاتها ومن ثم يهدد حياتنا. سنتحدث اليوم عن مرض التصلب العصيدي وهو تضيق لمعة الشرايين بسبب تراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم والكثير من المواد الأخرى في جدران الشرايين ما يؤدي إلى تشكل لويحة عصيدية تُنقص معدل تدفق الدم الحامل للمواد المغذية والأكسجين إلى الأنسجة المختلفة، يمكن لهذه اللويحة مع مرور الزمن أن تتمزق وتخرج محتوياتها في الدوران العام ما يهدد بحدوث خثرات داخل الشرايين مسببةً الوفاة في الكثير من الأحيان.

يرتبط مرض التصلب العصيدي الشائع ارتباطًا وثيقًا مع التقدم في العمر والنظام الغذائي السيئ، ولكن يمكننا الوقاية منه ويوجد الكثير من الخيارات العلاجية الناجحة له.

ما أسباب التصلب العصيدي؟

1- تناول كميات زائدة من الكوليسترول:

توجد مادة الكوليسترول ذات القوام الشمعي طبيعيًا في الجسم وفي الكثير من الأطعمة التي نتناولها، وهي إحدى أهم المواد التي تشكل اللويحة العصيدية التي تقيد أو تمنع توصيل الأكسجين والمواد الغذائية إلى مختلف أنسجة الجسم.

2- الحمية الغذائية:

تنصح منظمة القلب الأمريكية باتباع نمط غذائي صحي شامل يحتوي على:

  •  مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات.
  •  مجموعة متنوعة من الحبوب.
  •  الأسماك والدواجن دون الجلد.
  •  الزيوت النباتية غير الاستوائية مثل زيت الزيتون وزيت عباد الشمس.

بعض النصائح الغذائية الأخرى:

  •  تجنب الأطعمة والمشروبات الحاوية على سكر مضاف، تنصح منظمة القلب الأمريكية بما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة أو ما يعادل 100 سعرة حرارية من السكر يوميًا للنساء وبما لا يزيد عن 9 ملاعق صغيرة أو ما يعادل 150 سعرة حرارية من السكر يوميًا للرجال.
  •  تجنب الأطعمة الغنية بالملح، فمن الناحية المثالية يجب ألا تتناول أكثر من 1.5 غرام من ملح كلور الصوديوم يوميًا.
  •  تجنب الأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من الدهون غير الصحية مثل الدهون المتحولة واستبدالها بالدهون غير المشبعة، إذا أردت تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم فعليك تقليل السعرات الحرارية التي تحصل عليها من تناول الدهون المشبعة إلى أقل من 6% من إجمالي السعرات الحرارية التي تحصل عليها يوميًا، فمثلًا إذا كنت تحصل يوميًا على 2000 سعرة حرارية فيجب ألا يزيد مدخولك اليومي من الدهون المشبعة عن 13 غرامًا.

3- التقدم في العمر:

كلما تقدمت في العمر، يواجه كل من القلب والأوعية الدموية مصاعب أكبر في ضخ الدم واستقباله، ما يؤدي إلى إضعاف الشرايين وإنقاص مرونتها وجعلها أكثر عرضةً لتشكل اللويحة العصيدية.

من هم المعرضون للإصابة بالتصلب العصيدي؟

تؤثر الكثير من العوامل في إصابتك بالتصلب العصيدي مثل:

  1.  التاريخ العائلي: إن إصابة أحد أقاربك بالتصلب العصيدي سابقًا يزيد احتمالية إصابتك بالتصلب العصيدي والأمراض القلبية الوعائية الأخرى.
  2.  قلة التمارين الرياضية: يحافظ النظام الرياضي المنتظم على صحة العضلة القلبية وقوتها بينما يزيد نمط الحياة الكسول من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية المختلفة.
  3.  ارتفاع ضغط الدم: يُضعِف ضغط الدم المرتفع جدران الأوعية الدموية في الكثير من المناطق ما يزيد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
  4. التدخين: يؤذي التدخين جدران الأوعية الدموية والقلب.
  5.  داء السكري: تزداد احتمالية الإصابة بمرض الشريان التاجي لدى مرضى السكري.

أعراض التصلب العصيدي

لا تظهر معظم أعراض التصلب العصيدي إلى حين انسداد أحد الشرايين، وتشمل الأعراض الشائعة:

  •  ألمًا صدريًا أو ذبحةً صدرية.
  •  ألمًا في منطقة الذراع أو الساق أو أي منطقة تحتوي شريان مسدود.
  •  ضيقًا في التنفس.
  •  تعبًا عامًا.
  •  ارتباكًا نتيجة انسداد أحد الشرايين الموصلة للدم إلى الدماغ.
  •  ضعفًا في عضلات الساقين نتيجة نقص ترويتهما الدموية.

التشخيص

يفحص الطبيب جسم المريض فيزيائيًا باحثًا عن أعراض التصلب العصيدي مثل:

  •  نبض قلبي ضعيف.
  •  أم الدم وهي انتفاخ أو اتساع غير طبيعي في الشرايين بسبب ضعف جدرانها.
  •  تباطؤ التئام الجروح التي تدل على نقص معدل الجريان الدموي.
  •  سيستمع طبيب القلبية إلى صوت نبضات القلب للبحث عن أصوات غير طبيعية وسيطلب الكثير من الاختبارات لاستكمال عملية التشخيص مثل:
  •  اختبار الدم لمعرفة مستويات الكوليسترول.
  •  اختبار الموجات فوق الصوتية دوبلر لمعرفة إذا كان يوجد انسداد في أحد الشرايين.
  •  مؤشر الكاحل-العضد للبحث عن انسداد في أحد الشرايين في الذراعين والساقين من طريق مقارنة ضغط الدم في كل طرف.
  •  تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي لإنشاء صورة للشرايين الكبيرة في الجسم.
  •  تخطيط القلب الكهربائي الذي يقيس النشاط الكهربائي في القلب باحثًا عن المناطق التي ينخفض فيها التدفق الدّموي.
  •  اختبار الجهد أو اختبار تحمل التمارين الرياضية الذي يراقب معدل القلب وضغط الدم في أثناء التمارين على جهاز الركض أو الدراجة الهوائية الثابتة.

ما هو التصلب العصيدي ؟ ما أسباب التصلب العصيدي؟ من هم المعرضون للإصابة بالتصلب العصيدي؟ أضرار الطعام غير الصحي وقلة التمارين الرياضية

العلاج

يتضمن الخط العلاجي الأول تغيير نمط الحياة الحالي بتقليل استهلاك الدسم والكوليسترول وزيادة ممارسة التمارين الرياضية، وقد يحتاج المريض في المراحل المتقدمة من التصلب العصيدي إلى إجراءات علاجية أخرى كالأدوية والجراحة.

الأدوية المستخدمة لعلاج التصلب العصيدي:

  •  الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل الستاتين والفيبرات.
  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لخفض ضغط الدم.
  •  حاجبات بيتا أو حاجبات قناة الكالسيوم لخفض ضغط الدم.
  •  المدرات البولية لخفض ضغط الدم.
  •  الأدوية المضادة للصفيحات والمضادة للتخثر مثل الأسبرين.

علاج التصلب العصيدي بالجراحة:

عندما تزداد شدة الأعراض وتصبح الأنسجة الجلدية والعضلية معرضة للخطر؛ تصبح الجراحة ضروريةً. تشمل العمليات الجراحية المتبعة لعلاج التصلب العصيدي ما يلي:

  •  الجراحة المجازة وتعتمد على استخدام وعاء دموي من مكان آخر في الجسم أو أنبوب اصطناعي لتحويل الدم حول الشريان المسدود أو المتضيق.
  •  العلاج الحال للخثرة ويتضمن تفتيت الخثرة بحقن الدواء الحال للخثرة في الوعاء المسدود.
  •  الرأب الوعائي ويتضمن استخدام قسطرة أو بالون من أجل توسيع الشريان المتضيق.
  •  استئصال بطانة الشريان ويتضمن إزالة الترسبات الدهنية من الشريان.

المضاعفات المرتبطة بالتصلب العصيدي

قد يسبب التصلب العصيدي كلًا من:

  •  فشل القلب.
  •  نوبة قلبية.
  •  اضطراب نظم القلب.
  •  الموت.

وقد يرتبط بالأمراض التالية:

  •  مرض الشريان التاجي ما ينقص التروية الدموية إلى عضلة القلب.
  •  مرض الشريان السباتي ما ينقص التروية الدموية إلى الدماغ.
  •  مرض الشريان المحيطي ما ينقص التروية الدموية إلى الساقين والذراعين.
  •  مرض الشريان الكلوي وهو عامل خطورة للإصابة بالفشل الكلوي.

اقرأ أيضًا:

الكوليسترول وتشكل اللويحات العصيدية الشريانية

هل نلوم النظام الغذائي وحده على انسداد الشرايين؟ تعرف على هذا المتهم غير المتوقع

ترجمة: حسن دعبول

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر