ما هو الدليل الكيميائي الذي تُخلَّفه متلازمة التعب المزمن في الدم؟ وماهي أهميته؟


تُعرف مُتلازمة التَّعب المُزمن (CFS) بأنّها الاضطراب الذي يتمثّل بإصابة الشخص بالإرهاق المُفرط الذي لا يزول عند أخذ قسط من الراحة، كما أنّه لا يحدث نتيجة حالة طبية أُخرى.

ويمتلك المُصابون بهذه المتلازمة أعراضًا أُخرى تتمثّل بألم في العضلات وصُداع بالإضافة إلى مشاكل في النوم والذاكرة. ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الاضطراب يُعتبر شائعًا بشكلٍ أكبر عند النساء في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العُمر.

إنّ الأشخاص الذين يُعانون من مُتلازمة التّعب المُزمن «chronic fatigue syndrome» (CFS) ينتظرون عادًة لسنوات قبل أن يُشخّصوا بهذه الحالة المرضية، وليس هناك اختبار تشخيصي مُعيّن يُمكنُه تأكيد إصابتهم بهذا المرض.

ولكن هناك دراسة جديدة قد تجد دليلًا كيميائيًّا لهذه الحالة المرضية، ويتمثل هذا الدليل بمجموعة من الجزيئات الموجودة في الدم والتي تتواجد فقط عند الأشخاص المُصابين بمتلازمة (CFS).

يقول الباحثون أنّه في حال تأكدنا من هذا الدليل الكيميائي بواسطة الدراسات المستقبلية، فسوف يُساعد على تشخيص هذه المتلازمة.

كما أنّ الدراسات المستقبلية لهذه الجزيئات يمكن أن تُساعد في إيجاد العلاج المناسب. على سبيل المثال، إنّ دراسة إرتفاع أو إنخفاض مستوى جزيئات مُعيّنة عَقِب العلاج، يمكن أن يدُل على فعالية هذا العلاج.

وفي هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل المعلومات المأخوذة من 84 شخص مُصاب بمتلازمة (CFS) و39 شخص سليم. فقد فحصَ الباحثون مستويات ما يُقارب 600 مادة استقلابية -وهي جزيئات ناتجة عن عملية الاستقلاب- موجودة في الدم.

وقد عَثَر الباحثون على أكثر من 60 مادة استقلابية موجودة بمستويات منخفضة عند الأشخاص المُصابين بهذه المتلازمة بالمقارنة مع الأشخاص الطبيعيين، ما دَفَع الباحثين لاستنتاج أنّ المُصابين بالمتلازمة يمتلكون مُعدَّل استقلاب أقل.

وقد تمكّن الباحثون من تصميم اختبار لتشخيص متلازمة (CFS) وذلك عن طريق استخدام مجموعة مؤلفة من 8 مواد استقلابية عند الرجال و13 عند النساء، ويُعتبر هذا الاختبار أكثرُ دقةً بنسبة 90% بالمُقارنة مع الاختبارات المُستخدمة سابقًا.


إعداد: زينب النيّال
تدقيق: عبدالسلام الطائي
المصدر