قامت دراستان تختصان بدراسة التسلسل الجيني لفيروس الزكام -الفيروس الأنفي سي- بالوصول إلى تصميم ثلالثي الأبعاد للفيروس تُظهر سبب عدم وجود علاج حتى الآن للزكام.

يعتبر الفيروس الأنفي سي مسؤولاً عن أكثر من نصف إصابات الأطفال بالزكام، كما يعتبر من أخطر العوامل المؤهبة للاختلاطات في الأمراض التنفسية كالربو.

مع فيروسي A وB، يسبب الفيروس C ملايين الإصابات سنوياً، تكلّف الولايات المتحدة لوحدها 40 مليار دولار.

يعتبر هذا الإنجاز مهمًا لأنه يرسم بشكلٍ مُفصَّل بناء الفيروس، موضحًا الغلاف البروتيني المميز عن أغلفة فيروسات الزكام الأخرى، ومفسرًا سبب فشل الأدوية المعتادة في علاج هذا الفيروس.

النموذج الذي تم صناعته للفيروس بُني على لوحة من السيكلون بواسطة تقنيات بيولوجية متقدمة واستخدام تسلسل جيني من 500 جينوم فيروسي.

بوجود هذا النموذج الثلاثي الأبعاد في متناول اليد، فهناك احتمال تصميم علاج يناسب الزكام المسبب بواسطة هذا الفيروس في المستقبل القريب.

تمّ تطوير أدوية فيروسات A وB خلال دراسات سريرية، لكن تأثيرها كان ضعيفًا على الفيروس C لأنها تعتمد على الخصائص السطحية المعروفة أكثر في تلك السلالات المعروفة منذ فترة بعيدة والمختلفة عن خصائص الفيروس الأخير الذي يسمح له سطحه بالاختباء في الخلايا المضيفة وتجنب الجهاز المناعي.

بناءً على نموذج الفيروس يتوقع العلماء القبام بصنع دواء مخصص له، فكل الأدوية الموجودة لم تأثر عليه كما يجب.

تقوم الأدوية المضادة للفيروسات بالتعلق بسطح الفيروس وتعديل خصائصه، فحتى ييكون الدواء مؤثرًا يجب أن يحلّ كالقطعة الناقصة في الأحجيات ويقوم بالتركز في المكان الناسب على الفيروس، ولم يكن بالإمكان تطوير دواء للفيروس C قبل إنتاج هذا النموذج الثلاثي الأبعاد الذي يوضح شكل سطحه المختلف ومستقبلاته الخاصة المميزة.


  • تحرير : محمد حمد

المصدر