يُعتبر الجسم البشري موصلًا جيدًا للكهرباء. عندما يُذكر موضوع  الصدمة الكهربائية فأغلبنا قد عانى من تجربة سيئة مع الكهرباء في حياته.

لكن لماذا لا يتعرض بعضنا للأذى بسبب الصدمة الكهربائية بينما ينتهي الأمر بمقتل البعض الآخر؟ الجواب هو في مقدار التيار الكهربائي الذي يمر خلال أجسادهم.

غالبًا ما نرى بعض الرموز على الأجهزة واللوحات الكهربائية والمولدات مثل “خطر” (Danger) و”ممنوع اللمس لغير الاختصاصيين” (No Trespassing)، تُحذرنا هذه الرموز بألا نقوم بلمس هذه الأجهزة لأنها تعمل عند قيمة جهد (فولط) مرتفع، لكن هل الجهد هو الذي يؤثر بنا أم هناك سبب آخر؟.

أغلبنا لا يعلم أن الجهد (Voltage) لا يؤثر بنا فعلًا، التيار الذي يمر عبر أجسامنا هو الذي يؤثر بنا. عندما يتواجد فرق بالجهد (اختلاف بالقطبية) في ناقل (موصل) ما فإن التيار يتدفق من القطبية المرتفعة إلى القطبية المنخفضة، ولهذا السبب لا تتأثر العصافير التي تقف على الأسلاك الكهربائية بالكهرباء لأن ساقيها تملك نفس قطبية السلك.

إذا قمنا بلمس سلك ذو قطبية مرتفعة ولمسنا أيضًا الأرض عديمة القطبية، هذا الأمر يخلق فرق في القطبية ويجعل التيار يتدفق من القطبية المرتفعة إلى القطبية المنخفضة، وبالتالي يُجبِر كمية كبيرة من التيار على التدفق من خلال جسمنا.

إذًا يمكن للإنسان أن يتحمل أي كمية من الجهد طالما أنه لا يخلق فرق في القطبية في جسمه. لكن ماهو مقدار التيار الذي يمكن للإنسان أن يتحمله؟

يمكن أن يتعرض الإنسان للصدمة الكهربائية من تيار مقداره 10mA أو 0.1A لكنه لا يكون مميتًا. عند 100mA تبدأ العضلات بالانقباض (الانكماش). لكن بما أن القلب البشري يملك مقاومة ضعيفة، يمكن لتيار ذو مقدار صغير مثل 10mA أن يكون مميتًا.

لا يصل التيار إلى القلب أبدًا لأن بشرتنا تملك مقاومة أكبر من مقاومة القلب وبالتالي تقوم بامتصاص التيار تمامًا. عندما يتجاوز التيار مقدار 1000mA يزداد انقباض العضلات إلى الحد الذي لا يسمح لنا بترك السلك.

هذا الأمر يؤدي إلى شلل العضلات ويصاب القلب بالرجفان البطيني وهو ارتعاش متقطّع غير متناسق في بطينيّ القلب وينتج ضربات قلب غير فعالة. وهذا قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تُقدَم المساعدة في الوقت المناسب.

عند ازدياد التيار إلى 2000mA يمكن أن يتعرض الإنسان للحروق وفقدان الوعي.

هذه الصدمة تجعل الانقباض العضلي شديدًا لدرجة أن القلب يضخ بتثاقل وكأنه عالق بين فكي ملزمة. هذا المقدار من التيار يمكن أن يسبب حروقًا داخلية وقد يسبب هذا التثاقل سكتة قلبية تؤدي إلى توقف القلب الذي قد يسبب الموت.

يعتمد مقدار التيار المتدفق خلال الجسم على مدى قدرة أجسامنا على نفاذ (اختراق) التيار أو مقاومته.

تعتمد مقاومة الجسم للتيار على حالة البشرة (الجلد). تُقدر مقاومة البشرة الرطبة بحوالي 1000 ohms والبشرة الجافة بحوالي 500000 ohms. هذه المقاومة المحدودة لجسمنا تجعلنا غير مقاومين (غير منيعين) للتيار.


  • إعداد: يازد حسامو
  • تدقيق: مينا أبانوب
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر