يستيقظ العديد من الذكور، في بعض الأحيان، في منتصف الليل بملابس داخلية وأغطية رطبة.

وعندما يحدث ذلك، فإنهم على الأرجح جرّبوا ما يدعى بالإفرازات الليلية، أو الإحتلام.

الإحتلام هو القذف الل اإرادي للسائل المنوي أثناء النوم.

تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 83% من الرجال جرّبوا الإفرازات الليلية في مرحلةٍ ما من حياتهم.

وهناك فرق بين الرعشات الجنسية الليلية والإفرازات الليلية، فيمكن للذكور أن يجرّبوا الرعشة الجنسية الليلية (النشوة الجنسية) دون حدوث القذف (دون إفراز للسائل المنوي).

يمكن أن تجرّب الإناث أيضًا الرعشة الجنسية الليلية، لكن لن يكون هناك قذف.

لا يوجد أي خطب في الشخص إذا جرّب(ت) النشوة الجنسية الليلية أو الإفرازات الليلية (الاحتلام)، فهي تجارب طبيعية وصحية.

في حال جرّبت (أو لم تجرّب) الإحتلام، فلا يجب أن تشعر بالخجل، فليس ثمّة طريقة لمنع النشوة الجنسية الليلية أو الإفرازات من الحدوث.

ما هو سبب حدوث الإفرازات الليلية (الإحتلام)؟

يبدأ الذكور بين عمري 10-12 بمرحلة البلوغ، وأثناء هذه المرحلة من النضج الجنسي يبدأ لديهم إنتاج النطاف، ويكتسبون القدرة على القذف.

وفي هذه الفترة، يبدأ معظم الذكور بتجريب الإفرازات الليلية، وقد يحدث ذلك حتى قبل أن يتعرفوا على معنى الإستمناء (العادة السرية).

قد يحدث احتكاك بين أعضاء الذكر التناسلية والسرير أو الأغطية، أثناء النوم أو يمكن أن يقوم بإثارتها بنفسه دون أن يدرك ذلك. ويمكن أيضًا أن يحلم حلمًأ جنسيًا.

عندما يحدث ذلك، قد يصبح الذكر مثارًا جنسيًا لدرجة أنه قد يصل إلى النشوة التي قد تكون أو لا تكون مصحوبة بالقذف الليلي (الإحتلام).

يجد بعض الذكور أنفسهم أكثر تعرضًا لهذه الأحلام الجنسية ضمن فترة النشاط الجنسي الضعيف، أي عدم حدوث القذف بشكل متكرر كنتيجة لممارسة العادة السرية أو ممارسة الجنس مع الشريك.

الإفرازات الليلية الأولى (الإحتلام أول مرة)

يمكن أن يسبب حدوث الإفرازات الليلية لأول مرة قلقًا وارتباكًا شديدًا، وخاصًة إذا حدثت في مرحلة المراهقة، إذ قد لا يكون الذكر مرتاحًا ومتآلفًا مع جسده وكيفية عمله.

وسبب ذلك هو أن مصطلح الاحتلام غير مألوف لدى معظم الفتيان المراهقين. وقد يظن الفتى أن خطبًا ما قد أصاب جسده، أو أنه قد تبوّل أثناء نومه.

إن حدوث النشوة الجنسية الليلية والإفرازات أمر طبيعي، وستجف تلك البقعة المبللة بسرعة، على الرغم من أنها عادًة ومع الأسف، تترك وراءها بقعة مصفرة.

قد يشعر العديد من المراهقين بالإحراج بسبب إفرازهم للسائل المنوي الذي لوث أغطيتهم، حتى أنهم قد يقومون بغسلها بأنفسم كمحاولة لإخفاء الأمر.

ويعد الجانب الذي من المحتمل أن يكون مربكًا عند أول نشوة جنسية ليلية لدى الشاب هو مشاعر اللذة والشهوة التي سيشعر بها إذا ما أيقظته.

وإن كان لم يجرّب النشوة الجنسية من قبل (عبر الاستمناء أو غير ذلك)، فقد تكون هذه الإحساسات المثيرة بالفعل غريبة، ولكن ممتعة.

وبالتأكيد ستقود النشوة الجنسية الليلية الذكر إلى أن يقوم بممارسة العادة السرية بهدف تجربة هذه المشاعر الجنسية مرة أخرى.

قد يشعر بعض الذكور بالقلق ظنًا منهم أن الإفرازات الليلية (الإحتلام) هذه تعني أنهم قد أصبحوا مهووسين بالجنس وذوي رغبات خارجة عن السيطرة، بينما في الواقع، يعد الإحتلام مجرد علامة على البلوغ.

وقد يشعر بعض الذكور مغايرو الميول الجنسية بالقلق لاعتقادهم أنهم مثليون لمجرد أنهم احتلموا أثناء مراودتهم لحلم يتضمن ذكور آخرين.

عندما جرت إحصائية تخص رجال جرّبوا الإحتلام، ذكر أغلبهم أن أحلامهم كانت قريبة جدًا من الحقيقية ويصعب فصلها عن الواقع.

حتى أن تلك الأحلام تضمنت أفراد من العائلة، أصدقاء مقربين، أشخاص من نفس الجنس، وممارسة الجنس في أماكن عامة. وبعضهم الآخر لم يتذكروا ما حلموا به.

فالحلم الذي يراود الذكر عند حدوث الإحتلام لا يعد مؤشرًا على ميوله الجنسية.

النشوة الليلية لدى الذكور والإناث

قد يجرّب كل من الذكور والإناث النشوة الجنسية الليلية.

فأثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم (REM)، يحدث تدفق دموي أكبر للأعضاء التناسلية لدى كل من الذكور والإناث وهذا يحدث عادة أثناء الإثارة الجنسية.

ترتبط مرحلة REM بالأحلام، فيكون الدماغ أكثر نشاطًا. والدماغ النشيط يتطلب كمية أكبر من الأوكسجين، فنتيجًة لذلك، يزداد تدفق الدم في كل أنحاء الجسم.

بالنسبة للذكور، يسبب ذلك حدوث الانتصاب وفي بعض الأحيان، شعور بالنشوة الجنسية والقذف (الإحتلام).

بينما تشهد النساء تضخّم البظر والشفرين الصغيرين، وبعضهن يشعرن بالنشوة الجنسية والتي قد تكون مصحوبة بحلم جنسي أو لا.

تختبر الإناث النشوة الليلية بتواتر أقل من الذكور، ونادرًا ما تحدث لديهن إفرازات. كما قد تختبر النساء لزوجة في المهبل، وهذا يحدث عند الإثارة الجنسية.

يمر الجميع بمرحلة REM أثناء النوم (وبالتالي إثارة الأعضاء التناسلية) في كل ليلة، ولكن لا تترافق هذه المرحلة دائمًا بالأحلام الجنسية أو النشوة والإفرازات الليلية.

تفيد دراسة نشرت في دورية أبحاث الجنس The Journal of Sex Research بأن 37% من الإناث قد اختبرن النشوة الجنسية الليلية في حياتهن.

وجدت هذه الدراسة أيضًا أن تواتر حدوث ذلك لا يتأثر بالانخراط في النشاط الجنسي.

ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الإشباع الجنسي يعد مؤشرًا هامًا على حدوث النشوة الليلية، وهذا يعني أن النساء اللواتي من يشعرن بالارتياح في حياتهم الجنسية هن أكثر عرضة لاختبار هذه النشوة.

تأثير الأقران على الاحتلام

لأن الكثير من الآباء لا يعلمون أطفالهم حول النشوة والمتعة الجنسية، قد يكون أصدقاء وزملاء المراهق الطريقة الوحيدة لاكتساب المعرفة حول هذا الموضوع.

في حين أن سماع نكتة أو مزحة من أصدقائه حول هذه الأمور قد يساعد على تخفيف بعض من مخاوفه، إلّا أنه من المرجح أن الكثير من قصص ومعلومات المراهقين تكون كاذبة.

فإن الذكور المراهقين والذين يمرون بمرحلة البلوغ، يميلون للتظاهر بأنهم يعرفون عن كل ما يخص الجنس، بينما في الواقع، عادًة ما تكون معرفتهم قليلة جدًا.

وفي حال كان المراهق يتعرض للمضايقة أو السخرية بسبب حدوث الإحتلام لديه، فمن المهم ان يعرف أن أقرانه الذكور يشعرون بالحالة نفسها من الارتباك وعدم الراحة.

كما قد يساعد التحدث إلى أحد الوالدين، الطبيب، أو المستشار النفسي للحصول على مزيد من المعلومات حول التغيرات التي تطرأ على الذكور خلال فترة البلوغ.

وأخيرًا، فإنه من المهم أن نتذكر أن الجميع يختبرون البلوغ في أعمار مختلفة.

فقد يحدث الاحتلام لدى بعض الذكور لأول مرة في عمر مبكر أكثر من غيرهم، وبعضهم الآخر لا يختبرون الاحتلام على الإطلاق.

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات حول سن البلوغ، قد يكون من المفيد أن تتواصل مع طبيبك أو أحد الكبار الذين تثق بهم.


  • إعداد: ديانا نعوس.
  • تدقيق : أسمى شعبان.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر